طعنة غادرة ومؤلمة تقهر أبناء حضرموت وتحرق قلوبهم

أسواء شيء في هذه الحياة هو أن تتعرض للغدر والخيانة من أقرب الناس إليك، ومن أشخاص أو أطراف كنت تعتقد وتؤمن ايمان مطلق أنهم سيكونون عونا وسندا لك، فتلك ضربة قاسية وموجعة تبكي العين وتحرق القلب وتجعل أكثر الرجال شجاعة ورزانة وثباتا في مواجهة الأهوال والكوارث، يفقدون توازنهم ولا يجدون تفسيرا لما حدث من غدر، ولله در الشاعر طرفة بن العبد الذي يقول :
وَظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً.. عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ.
سألني مسؤول حضرمي رفيع قائلا: أنت يا ذبحاني من أبناء محافظة تعز ومعروف عن الشماليين بشكل عام رفضهم القاطع للانفصال فهم يرفعون شعار الوحدة أو الموت، فقلت له ان الغالبية الساحقة من اليمنيين شمالا وجنوبا، داخل وخارج اليمن يؤيدون مطالب أبناء حضرموت وحقهم المشروع في الحكم الذاتي وإدارة محافظتهم وهم قادرون على فعل ذلك لولا شرذمة خائنة من بعض أبناء محافظة حضرموت نفسها، الذين باعوا المحافظة وابناءها وتركوا اللصوص والفاسدين ينهبون خيراتها وثرواتها مقابل حصول تلك الشرذمة الغادرة على منصب رفيع وامتيازات مالية ضخمة، ثم ان حضرموت التي تعد اهم محافظة يمنية تم تهميشها ولم تاخذ مكانتها التي تستحقها لا قبل الانفصال ولا أثناء الوحدة ولا بعدها، وصارت مرتعا لكل فاسد لنهب خيراتها.
ويبدوا ان جوابي لم يعجبه فقال لي ان التهميش طال اغلب المحافظات اليمنية شمالا وجنوبا، وهذا لا يعني ان كل من تعرض لهذا الأمر يحق له إعلان حكم ذاتي والاستقلال بقراره، فقلت له هذا لا ينطبق على محافظة حضرموت إطلاقا فكثير من المحافظات اليمنية لا تمتلك المقومات والمقدرات التي تمتلكها حضرموت، فلديها من الامكانيات والثروات ما يجعلها تعيش حياة كريمة وتوفر لكل الحضارم العيش الرغيد، ولكنها حرمت من ذلك لأن مجموعة من الخونة من المحافظة نفسها فضلوا مصالحهم الشخصية وما يحصلون عليه من أموال طائلة، مقابل استباحة المحافظة وسرقة خيراتها، وشعارهم اللهم اسألك نفسي نفسي، ولتذهب حضرموت وكل أبناء المحافظة للجحيم.
ونصيحتي للشرفاء والمخلصين من القيادات الحضرمية ان يعملوا ما بوسعهم لاستمالة القيادات الحضرمية التي تنتمي لهذه الجهة أو تلك، وتعارض حق المحافظة بحكم ذاتي، وان يضمنوا لهم إن المميزات التي يحصلون عليها من هذا الطرف أو ذاك سيتم تعويضها لهم وسبحصلون على المناصب الرفيعة والمخصصات المالية نفسها، وأنا على يقين من قدرة القيادات الحضرميه على تحقيق هذا الهدف لأنهم اهل حكمة وعقل راجح ويمتلكون القدرات العقلية للاقناع بحكمة ومنطق، فهناك أشخاص لا يفكرون لا بوطن ولا بالمصلحة العامة، ودينهم وملتهم وهدفهم هو المنافع الشخصية، وحين يدركون إن موقفهم مع المحافظة لن يفقدهم لا مناصبهم ولا الأموال الطائلة التي يحصلون عليها، فربما يختارون الوقوف مع المشروع الحضرمي للحكم الذاتي، ويتخلون عن الجهة التي يتبعونها وتعارض تحقيق رغبة أبناء حضرموت.
وتحقيق هذا الهدف سيسحب البساط من أعداء حضرموت، وسيجعل كل ابناء المحافظة يدا واحدة لتحقيق الهدف المنشود، أما في حال رفض تلك القيادات الانصياع لصوت العقل والمنطق والوقوف إلى جانب المحافظة وابناءها، فإن اخر العلاج هو الكي، فيجب تعريتهم وفضحهم ومهاجمتهم بكل قوة وشراسة، حتى يعرف أبناء حضرموت من الذي يخونهم ويوجه لهم ضربات قاسية وطعنات غادرة، حتى يصبحون منبوذين من أبناء المحافظة نفسها، فلا يسمع لهم قول ولا يكون لهم أي تأثير على الساحة.
ان هذا الهدف يجب ان يكون نصب اعين كل قادة حضرموت من الشرفاء والمخلصين حتى تدرك كل الأطياف من ابناء حضرموت ان هناك من عطل هباتهم السابقة مقابل المال والمناصب ويسعى لتعطيل المشروع الذي يحقق للمحافظة وكل أبنائها الحياة الكريمة والعيش الرغيد، ويوقف عملية النهب والسرقة لكل خيرات وثروات المحافظة، حتى يستفيد منها كل حضرمي، فالاقربون أولى بالمعروف، ومن يملك كل تلك الثروات لا ينبغي أن يعاني شظف العيش، بل يحق لكل حضرمي صغارا وكبارا، رجالا ونساء، ان ينعموا بالخيرات التي وهبها الله لهم، بدلا من أن تذهب إلى جيوب اللصوص وعديمي الضمير والدين والأخلاق من الفاسدين الذين لا يشعرون بأي تأنيب ضمير، وهم يشاهدون أبناء جلدتهم يجدون صعوبة في توفير القوت الضروري وينامون وبطونهم خاوية.