ناشط سياسي يمني يحذر من استمرار سيطرة الحوثيين: ”كل يوم إضافي يعني المزيد من الموت والدمار”

في تصريح لافت، حذر الناشط السياسي اليمني البارز عبدالسلام محمد من مغبة استمرار سيطرة ميليشيات الحوثي على مناطق واسعة من اليمن، معتبرًا أن بقاء هذه الجماعة المسلحة في السلطة يشكل تهديدًا وجوديًا للشعب اليمني.
وأكد الناشط أن كل يوم يمر تحت حكم الحوثيين يعني زيادة معاناة المدنيين وتعميق الكارثة الإنسانية التي تعيشها البلاد.
استنكار غير منطقي للضربات الجوية
عبر عبدالسلام محمد عن استغرابه الشديد من ردود الفعل المستنكرة للضربات الجوية التي تستهدف مواقع الحوثيين، سواء كانت تلك الضربات ناتجة عن الطيران الأمريكي أو الإسرائيلي أو طيران التحالف العربي.
وتساءل الناشط بوضوح عن المنطق الذي يستند إليه البعض عندما يستنكرون هذه العمليات العسكرية، بينما يتم تجاهل السبب الرئيسي الذي دفع بهذه القوى الدولية والإقليمية إلى التدخل أصلًا، وهو بقاء ميليشيات الحوثي مسيطرة على مناطق استراتيجية في اليمن واستخدامها كأدوات لتهديد المصالح الإقليمية والدولية.
وأشار الناشط إلى أن انتقادات بعض الأطراف لهذه الضربات تبدو وكأنها تنطلق من عدم فهم كامل لحجم الخطر الذي تمثله هذه الميليشيات، أو ربما من مواقف سياسية متحيزة لا تعكس الواقع على الأرض.
وقال: "كيف يمكن لنا أن نتحدث عن حقوق الإنسان في اليمن عندما تكون هذه الحقوق نفسها مهددة بشكل مباشر من قبل جماعة مسلحة تمارس الإرهاب ضد شعبها وضد دول الجوار؟".
الموانئ اليمنية تحولت إلى قواعد عسكرية
في تحليله للأوضاع على الأرض، أكد عبدالسلام محمد أن ميليشيات الحوثي لم تعد مجرد جماعة سياسية مسلحة، بل أصبحت منصة متقدمة لإيران لتنفيذ أجندتها العدائية في المنطقة.
وأشار إلى أن هذه الجماعة تعمل على تحويل الموانئ اليمنية إلى قواعد عسكرية لتخزين الأسلحة والصواريخ، والتي تستخدم لاحقًا في استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، مما يهدد خطوط الملاحة الدولية ويؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي.
كما أشار الناشط إلى أن الحوثيين يقومون بحفر خنادق في المناطق التي يسيطرون عليها، واستخدامها لأغراض عسكرية مثل التدريب وإطلاق الصواريخ.
وأوضح أن هذه الممارسات تجعل اليمن ساحة صراع دائمة، وتستدعي تدخل القوى الأجنبية بشكل مستمر، مما يؤدي إلى مزيد من الدمار والمعاناة للشعب اليمني.
تهديد الاستقرار الإقليمي والدولي
شدد عبدالسلام محمد على أن العالم لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي أمام التهديدات الصادرة عن ميليشيات الحوثي، خاصة وأن هذه الجماعة تستخدم الأراضي اليمنية كقاعدة لزعزعة الاستقرار الإقليمي وتهديد المصالح الدولية.
وقال: "المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بتحمل مسؤولياته تجاه ما يحدث في اليمن، لأن هذا ليس شأنًا داخليًا فقط، بل هو قضية إقليمية ودولية تمس الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها".
دعوة لإنهاء الانقلاب وتفكيك الميليشيات
وفي ختام تصريحاته، دعا الناشط السياسي كافة الأطراف المهتمة بمستقبل اليمن إلى البحث عن حلول جذرية لهذه المأساة التي تتجسد في استمرار سيطرة الحوثيين.
واعتبر أن إنهاء انقلاب هذه الجماعة وتفكيك ميليشياتها المدعومة من إيران يمثل الخطوة الأولى نحو تحقيق السلام وإنهاء الحروب التي دامت عقدًا من الزمن في اليمن.
وقال عبدالسلام محمد: "إذا كنا نريد حقًا السيادة لليمن ورخاء شعبه، وإذا كنا نسعى لوقف نزيف الدم وإنهاء التدخلات الجوية الأجنبية، فعلينا أن نركز على إنهاء الانقلاب الحوثي.
هذا هو الحل الوحيد لتحقيق الاستقرار في اليمن، وإعادة بناء الدولة على أسس سليمة".
تبقى تصريحات الناشط السياسي عبدالسلام محمد دعوة صارخة للمجتمع الدولي والإقليمي لتحمل مسؤولياته تجاه الأزمة اليمنية، وتعكس الوضع المعقد الذي يعيشه الشعب اليمني تحت حكم ميليشيات الحوثي.
وبينما تتزايد الضغوط الدولية لإنهاء هذه الأزمة، يبدو أن الطريق نحو السلام لا يزال مليئًا بالتحديات التي تتطلب إرادة سياسية قوية ورؤية استراتيجية واضحة.