كارثة إنسانية في غزة.. الغذاء العالمى يعلن نفاد الطعام كلياً

وسط صمت دولي مقلق، يشتد الخناق على سكان قطاع غزة يوماً بعد يوم، حيث أعلنت مديرة الوحدة الإقليمية للإعلام في برنامج الغذاء العالمي، الدكتورة عبير عطيفة، أن جميع المواد الغذائية قد نفدت بالكامل من القطاع المحاصر. التصريح الذي جاء خلال مداخلة تلفزيونية على قناة "إكسترا نيوز" حمل نبرة تحذير لا تخفى، مفادها أن كارثة إنسانية تطرق أبواب غزة بقوة، وأن سكانها باتوا محاصرين بالجوع والخوف.
أطول حصار منذ اندلاع الحرب
في سياق مداخلتها، أوضحت عطيفة أن هذه الأزمة تمثل أطول فترة إغلاق للمعابر الحدودية منذ بداية الحرب على غزة في عام 2023. حيث لم تُفتح المعابر منذ الثاني من مارس، ما منع دخول أي نوع من المساعدات الإنسانية أو المواد الغذائية، سواء للتوزيع الإغاثي أو حتى للتجارة المحلية والأسواق. هذه العزلة التامة تسببت في شلل اقتصادي وإنساني شبه كامل.
قوافل عالقة وأمن مفقود
أكدت الدكتورة عبير أن فرق برنامج الغذاء العالمي تواجه تحديات جسيمة في أداء مهمتها، بدءاً من إغلاق المعابر، مروراً بانعدام الأمن، ووصولاً إلى استهداف فرق الإغاثة. وقالت إن القوافل الإنسانية باتت غير قادرة على التحرك، والحافلات المخصصة لنقل المساعدات لا تجد تأميناً يضمن سلامة طاقمها، مما يعيق أي تحرك لإغاثة السكان المتضررين.
هدنة بلا طعام.. مناطق شمالية خارج التغطية
رغم الحديث عن هدنات مؤقتة، كشفت عطيفة أن بعض المساعدات دخلت خلال فترات وقف إطلاق النار، إلا أن فرق الإغاثة لم تتمكن من الوصول إلى بعض المناطق، خصوصاً في شمال غزة، بسبب استمرار تهديدات الأمن. الأمر الذي يجعل آلاف الأسر في تلك المناطق بلا أمل أو طعام، حيث باتت المساعدات غير قادرة على اختراق الحصار الخانق.
نداء عاجل للمجتمع الدولي
اختتمت عطيفة تصريحاتها بنداء ملحّ للمجتمع الدولي، طالبة تحركاً فورياً لإنهاء هذا الحصار الخانق وتأمين المعابر لدخول المساعدات إلى قطاع غزة. وقالت إن استمرار الوضع على هذا الحال يهدد بكارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ المنطقة، مشيرة إلى أن الوقت ينفد، وأن الصمت العالمي قد يكون شريكاً في المعاناة.