كوريا الجنوبية تصدم الشعب اليمني بخطوة جنونية لا يصدقها العقل

الشعب اليمني العظيم هو الشعب الوحيد في العالم الذي تمكن من الاستمرار في العيش رغم الظروف القاهرة والمعاناة الرهيبة وعدم توفر اي مقوم من مقومات الحياة، حتى تلك الأشياء التي لا يمكن العيش بدونها، ومع ذلك فقد اثبت اليمنيون للعالم انهم شعب عظيم وقاهر للصعوبات، فوسط هذه الظروف المفزعة تراهم يقيمون الأفراح والليالي الملاح وتقام الأعراس ويتزوج الشباب وتنجب النساء، وهذا يجعل كل يمني في اي مكان يشعر بالفخر ويرفع رأسه بأنه ينتمي لهذا الشعب العظيم.
البون شاسع بين الأوضاع المعيشية في كوريا الجنوبية واليمن، والفرق بينهما كالفرق بين الثرى والثريا، لكن رغم ما تقدمه كورية لكل أبناء كوريا من حياة مرفهة ورغيدة، وتمنحهم كل ما يرغبون، إلا إنها فشلت فشل ذريع في تحقيق السعادة لهم، وحالة الانتحار في اوساط الشعب الكوري مرتفعة جدا، حتى ان الحكومة الكورية دقت ناموس الخطر، وهذا يرفع من معنويات الشعب اليمني العظيم والصابر، ليس لأنهم لا يتمنون الخير للشعب الكوري، بل لأن حدوث هذا الشيء يزيد إيمانهم وثقتهم بالله، ويجعلهم يشعرون بأن ما يحدث لهم هو ابتلاء من الله الذي سيعوضهم في الدنيا والآخرة.
ففي كوريا الجنوبية التي تعد واحدة من أغنى دول العالم، وهي دولة صناعية عملاقة ورغم ذلك فما يجري هناك شيء جنوني لا يصدقه العقل، فهي تقيم طقوس غريبة ومرعبة ومخيفة حيث يتم دفن الأشخاص وهم لا يزالون احياء، في عملية اطلقوا عليها تجربة الوهم، حيث يتم غسل الشاب او الشابة وتكفينهم استعدادا للدفن ويشارك الاهل والأقارب في هذه العملية المرعبة والطقوس المخيفة، ويرافقون الجنازة حتى المقبرة، فيهيلون عليه التراب، ثم يعودون لمنازلهم واعمالهم ليمارسوا حياتهم بشكل طبيعي وكأن شيء لم يكن، رغم علمهم ان من قاموا بدفنه لا يزال حي يرزق.
الإمكانيات المادية الهائلة لكوريا الجنوبية وثرواتها الكبيرة وقدراتها الجبارة في مجال التصنيع التي غزت كل قارات العالم، لم يحقق الرفاهية للشعب الكوري، فهناك مرض خطير وقاتل يقود الكبار والصغار للانتحار وانهاء حياتهم بسبب معاناتهم الرهيبة من مرض "الاكتئاب" الذي يفقدك الشعور بالسعادة، وتنتابك مشاعر الحزن والضجر بحيث لا تعود لديك الرغبة في الحياة، لذلك تنهي حياتك بنفسك عن طريق الانتحار، وقد تزايدت أعداد المنتحرين في كوريا الجنوبية لتحتل المرتبة العاشرة على مستوى العالم من حيث نسبة المنتحرين.
هذا الامر أثار الفزع والقلق لدى المسؤولين في كوريا الجنوبية، فبعد خوض كل التجارب لعلاج هذا المرض الفتاك إلا ان كل المحاولات فشلت وذهبت ادراج الرياح، ولم تنخفض موجة الانتحارات، بل زادت وتفاقمت، ولذلك اتخذت كوريا أغرب قرار وطريقة فريدة وجنونية لمعالجة هذا الكابوس القاتل ووقف نزيف الموت المستمر، فكان علاج " الجنازة الوهمية" هو الحل لوقف هذه الكارثة التي ستقضي على اعداد كبيرة من الشعب الكوري.
علاج " الجنازة الوهمية" هي طريقة مخيفة ومرعبة، لجأت اليها كوريا الجنوبية في محاولة غير تقليدية ومثيرة للجدل من أجل علاج مرض "الاكتئاب" حيث يمر الشخص بتجربة "جنازة وهمية" بعد إعلان موته، وحضور الأسرة والأقارب، وبعد قراءة وصيته يتم إيداعه تابوتًا، وإغلاقه عليه لمدة 10 دقائق.
العلاج بـ"الجنازة الوهمية" في كوريا الجنوبية، مخيف ويشبه أفلام الرعب، حيث تبدأ "التجربة الجنائزية" بالتقاط صور للمشاركين في هذا النوع من "العلاج"، والاستماع بعدها إلى إحاطة قصيرة عن الانتحار، بعد ذلك يقودهم رجل في زي ملاك الموت عبر ممر مظلم إلى قاعة الجنازة، وهناك يرتدون ملابس الجنازة التقليدية، ويكتبون رسائل وداع، وما يشبه الوصايا، ويقرؤونها بصوت عال، وبعد الانتهاء من هذه الطقوس يستلقي المشاركون في التوابيت، ويغلق "ملاك الموت" أغطيتها، ثم يطفئ الأضواء.
ورغم ان من خاضوا تلك التجربة للتخلص من مرض" الاكتئاب" القاتل يزعمون انها تجربة مفيدة، إلا ان الكثير من الأطباء النفسانيين يدحضون تلك المزاعم، ويؤكدون ان تجربة الجنازة الوهمية أو البقاء داخل التابوت في القبر قد يفاقم الحالة ويزيد من حدتها، مشيرين إلى ان هذا نوع من اليأس والاحباط بعد فشل كل التجارب الطبيعية في كوريا الجنوبية لعلاج هذا المرض الخطير.
وتؤكد الطبيبة النفسية "ناتاليا شيمشوك" أن علاج الاكتئاب بـ"الدفن" لا فائدة منه، وتقول"نعم، سيشعر بالفرح عندما يخرج، والآن هل يتوجب أن نوصي هذا الشخص في كل مرة بمثل هذه الرحلة؟ سيخرج الرجل من القبر الوهمي، وسوف يشعر بالسعادة، ولكن كم من الوقت سيستمر ذلك؟ غدًا سوف يذهب إلى العمل، وسوف يخبرونه مثلاً بأنه سيطرد من العمل، ماذا سيفعل؟ يهرب ويمضي لدفن نفسه مرة أخرى؟ وتؤكد ان الخطوة الأولى لعلاج مرض الاكتئاب تتمثل بمعرفة الأسباب المؤدية ومن ثم إزالة تلك الأسباب والأهم هو إستعداد المريض ورغبته في الشفاء والخروج من هذه التعاسة التي يشعر بها.