المشهد اليمني

قاضٍ أمريكي يُفشل خطة ترامب لإغلاق ”صوت أمريكا”

الأربعاء 23 أبريل 2025 12:38 مـ 25 شوال 1446 هـ
صوت أمريكا
صوت أمريكا

بينما كانت إدارة ترامب تتهيأ لإغلاق مؤسسات إعلامية حكومية أمريكية موجهة إلى الخارج، وعلى رأسها إذاعة "صوت أمريكا"، تدخل القضاء الفدرالي ليقلب الطاولة. ففي خطوة غير متوقعة، أصدر قاضٍ فيدرالي في واشنطن حكمًا قضائيًا عاجلًا يمنع تنفيذ قرار الإدارة الجمهورية، ويعيد فتح باب التمويل والوظائف في وجه الرياح السياسية العاتية.

قرار قضائي حاسم يعيد الهيبة لـ"صوت أمريكا"

القاضي الفدرالي رويس لامبيرث حكم يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر أبريل لعام 2025، بإلغاء قرار إدارة ترامب الرامي لإغلاق "صوت أمريكا" وعدد من المؤسسات الإعلامية الأخرى، وأمر بإعادة الموظفين إلى مناصبهم واستئناف الدعم المالي الذي أوقف منذ شهر مارس. وبرّر قراره بعدم كفاية الأدلة التي استندت إليها الإدارة الجمهورية، مؤكدًا أن هذه المؤسسات لم تُخالف مهمتها المقررة من قبل الكونغرس.

إعلام الحرب الباردة يعود إلى الواجهة

إذاعة "صوت أمريكا"، التي تأسست عام 1942، لعبت دورًا بارزًا في الدعاية الأمريكية خلال الحرب الباردة، مستهدفة شعوب الأنظمة الاستبدادية، خصوصًا في الكتلة الشرقية. وقد واجهت في الآونة الأخيرة حملة شرسة من إدارة ترامب، التي وصفتها بأنها "مؤسسة فاسدة تشكل عبئًا على دافعي الضرائب"، معتبرة أنها تهدد الأمن القومي. غير أن القاضي اعتبر هذه التهم بلا سند قانوني ملموس، واصفًا القرار التنفيذي بأنه "تعسفي وغير مبرر".

منظمات دولية تدخل على خط الأزمة

لم يكن الصدى القانوني هو الوحيد، إذ عقّب مدير فرع الولايات المتحدة في منظمة "مراسلون بلا حدود"، كلايتون ويميرز، على القرار القضائي، مؤكدًا ضرورة تنفيذه فورًا من قبل الوكالة الأمريكية للإعلام الدولي. وأوضح أن المعركة القانونية قد لا تكون انتهت بعد، في إشارة إلى استمرار الصراع بين الإعلام المستقل والإدارة التنفيذية.

مؤسسات أخرى ما زالت في مرمى النيران

ورغم أن القرار الأخير شمل "صوت أمريكا" وإذاعة "آسيا الحرة" وشبكة "إم بي إن"، فإن "إذاعة أوروبا الحرة" و"راديو الحرية" لم يشملها الحكم، بعد أن تم تعليق قرار إغلاقهما مسبقًا بموجب حكم منفصل صدر في مارس. وهو ما يترك الباب مفتوحًا أمام مزيد من الإجراءات القانونية في قادم الأيام.

من يتحكم في رواية أمريكا الخارجية؟

في ظل هذا الجدل القانوني والسياسي المتصاعد، يبقى السؤال الأهم: من يمتلك حق صياغة الرواية الأمريكية للعالم؟ هل هي الإدارات المتعاقبة أم المؤسسات المستقلة التي بُنيت لحمل الصوت الأمريكي وراء الحدود؟ معركة "صوت أمريكا" لم تُحسم بعد، وما جرى في قاعة المحكمة الفدرالية ليس سوى فصل واحد في صراع طويل بين السياسة والإعلام.