صاروخ ”شهاب 3” وتخصيب الورانيوم والمحور .. ما الذي يهدد مفاوضات إيران وأمريكا؟ (1-4)

في خضم التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة، يُعيد صاروخ "شهاب 3" الإيراني الباليستي الجدل حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، ويضع المفاوضات الجارية بين الطرفين على المحك؛ فكيف أصبحت هذه المنظومة الصاروخية عقبة كبرى أمام الحلول الدبلوماسية؟ وما الذي يدور خلف الكواليس بشأن أجهزة الطرد المركزي والبرنامج النووي الإيراني؟ هذا ما نجيب عنه في السطور التالية:-
ما هو صاروخ "شهاب 3" ولماذا يقلق أمريكا؟
صاروخ "شهاب 3" يُعد من أخطر الأسلحة الباليستية في الترسانة الإيرانية، بمدى يُمكن أن يصل إلى أهداف بعيدة، مما يجعله مصدر قلق للولايات المتحدة وحلفائها، خصوصًا إسرائيل، وخلال المفاوضات بين الجانبين بشأن البرنامج النووي، تطالب أمريكا بتفكيك هذا الصاروخ كجزء من اتفاق أشمل، وهو ما ترفضه طهران.
أجهزة الطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم
الملف النووي لا يقتصر فقط على الصواريخ، فإيران طورت أجهزة الطرد المركزي من طراز IR-1 إلى طرازات متقدمة مثل IR-4 وIR-8، ما سمح لها بزيادة نسب التخصيب، وهو ما أثار قلق وكالة الطاقة الذرية، ووفقًا لتصريحات كبار المفتشين، فإن إيران باتت تمتلك بالفعل القدرة على تصنيع قنبلة نووية، وهو تطور تعتبره أمريكا خطًا أحمر.
مفاوضات "عُمان": مراحل وتفاصيل سرية
المفاوضات بين الوفدين الإيراني والأمريكي بدأت في بيت وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، المرحلة الأولى كانت غير مباشرة، حيث قام الوزير العماني بدور الوسيط، متنقلاً بين غرفتي الوفدين، وبعد ساعتين ونصف من المباحثات، التقى وزير الخارجية الإيراني بمبعوث ترامب للشرق الأوسط "ستيف ويتكوف" وجهًا لوجه لمدة 45 دقيقة.
الدور الإسرائيلي والأوروبي في الكواليس
انتهت المفاوضات الأولى بمكالمة مباشرة من ويتكوف إلى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، أطلعه فيها على تفاصيل ما جرى، وأكدت إسرائيل الخبر، ما يدل على عمق التنسيق الأمريكي-الإسرائيلي، في الوقت ذاته تضغط أوروبا على إيران لوقف دعمها العسكري لروسيا، تحديدًا في حرب أوكرانيا، حيث تُتهم طهران بتزويد موسكو بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
نقاط الخلاف الرئيسية في المفاوضات
دخلت أمريكا بثلاثة ملفات: البرنامج النووي، محور المقاومة، والصواريخ الباليستية، بينما ركزت إيران على رفع العقوبات والاحتفاظ ببرنامجها النووي، وتكمن الأزمة في تضارب الأولويات، حيث تسعى واشنطن لحماية مصالح إسرائيل وأوروبا، بينما تطالب طهران بحقوقها الاقتصادية والسيادية.
لماذا لا تستطيع أمريكا أو إسرائيل ضرب المنشآت النووية؟
تصريحات صادمة من كبار مفتشي الوكالة الذرية أكدت أن لا أمريكا ولا إسرائيل يمكنهما تنفيذ ضربة ناجحة ضد المنشآت النووية الإيرانية بسبب التحصينات الدفاعية والانتشار الجغرافي للمواقع النووية، هذا الواقع يعزز موقف إيران التفاوضي، ويجعل من العمل العسكري خيارًا شبه مستحيل.
ما الذي تريده أمريكا وإسرائيل وأوروبا من إيران؟
وفقًا لمصادر دبلوماسية، فإن الولايات المتحدة لا تفاوض فقط من منطلق حماية مصالحها، بل تمثل أيضًا مصالح إسرائيل وأوروبا. أوروبا تسعى لوقف الدعم الإيراني لروسيا، خاصة في ظل استمرار طهران بتزويد موسكو بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وهو ما تعتبره بروكسل تهديدًا مباشرًا لحلف الناتو، أما إسرائيل، فهي تضغط بشدة لإجبار إيران على وقف دعمها لمحور المقاومة، بما في ذلك "حزب الله" في لبنان، و"الحوثيين" في اليمن، و"حماس" في غزة، والميليشيات المسلحة في العراق، في محاولة لتأمين حدودها الجديدة في جنوب سوريا ولبنان.
إيران.. قنبلة نووية أم خدعة سياسية؟
رغم ما أكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن امتلاك إيران للقنبلة النووية فعليًا، تواصل طهران نفيها لهذا الادعاء، وتصر على أن برنامجها النووي لأغراض سلمية فقط، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تنفي إيران امتلاك السلاح النووي بينما تؤكد مصادر مطلعة العكس؟ يرى مراقبون أن هذا جزء من الاستراتيجية الإيرانية لتفادي المزيد من العقوبات، وكسب وقت إضافي في التفاوض.
ماذا قال ترامب عن المفاوضات؟
مع نهاية الجولة الأولى من المفاوضات في عمان، لم يصدر عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أي تصريحات رسمية، لكن تسريبات كشفت أنه كان يتابع اللقاء لحظة بلحظة، خصوصًا أن مستشاره "ستيف ويتكوف" كان على تواصل مباشر مع الجانب الإسرائيلي لإطلاعهم على مجريات التفاوض.
جولة جديدة من المفاوضات... ومخاوف متزايدة
من المقرر أن تُستأنف المفاوضات يوم السبت التالي، بنفس الترتيبات السابقة وبوساطة عمانية، ويُتوقع أن يتم التطرق بعمق إلى القضايا العالقة، خصوصًا بعد أن أبدى الطرفان نوعًا من المرونة في الجولة الأولى، لكن التحديات لا تزال قائمة، أهمها إصرار إيران على مواصلة برنامجها الصاروخي، ورفضها القاطع لأي إشراف خارجي على منشآتها النووية.
هل يمكن أن تنجح المفاوضات رغم العقبات؟
برغم كل التوتر، يبدو أن هناك رغبة دولية حقيقية في إنجاح المفاوضات، خصوصًا مع تفاقم الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة، نجاح هذه المحادثات قد يفتح الباب أمام انفراجة في العلاقات الإيرانية - الغربية، لكنه مرهون بتنازلات مؤلمة من كلا الطرفين.
صواريخ شهاب 3، البرنامج النووي الإيراني، إيران وأمريكا، مفاوضات عمان، إسرائيل وإيران، أجهزة الطرد المركزي، العقوبات الاقتصادية، الطائرات المسيرة، دعم روسيا، حزب الله، حماس، الحوثيون، مفاوضات الملف النووي، ستيف ويتكوف، ترامب وإيران، القنبلة النووية الإيرانية، الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التخصيب النووي، أمن الشرق الأوسط.
صاروخ ”شهاب 3” وتخصيب الورانيوم والمحور .. ما الذي يهدد مفاوضات إيران وأمريكا؟ (1-4)
أمريكا وإيران .. مفاوضات تحت النار: كيف استغلت طهران أزمات المنطقة لتحقيق أهدافها النووية؟ (2-4)
هل تمتلك إيران القنبلة النووية بالفعل؟ مؤشرات ميدانية وتفسيرات استخباراتية تثير الشكوك (3-4)
منشآت نووية تحت الجبال وبرنامج موازي .. إيران والسيناريو الباكستاني «انشطارية أم هيدروجينية؟» (4-4)
إيران، مفاوضات عمان، أمريكا، إسرائيل، تخصيب اليورانيوم، وكالة الطاقة الذرية، العقوبات الأمريكية، المفاوضات النووية، الصواريخ الباليستية، الطائرات المسيّرة، دعم روسيا، محور المقاومة، حزب الله، الحوثيين، حماس، الملف النووي الإيراني.