المشهد اليمني

مقتل قياديين بارزين في صفوف ميليشيا الحوثي خلال غارات أمريكية تستهدف مواقع استراتيجية غرب اليمن

الجمعة 25 أبريل 2025 05:45 صـ 27 شوال 1446 هـ
تشييع حوثيين
تشييع حوثيين

في تطور لافت يعكس تصاعد الضغط العسكري الدولي على ميليشيا الحوثي الإرهابية، اعترفت الجماعة يوم الأربعاء بمصرع اثنين من أبرز قياداتها العسكرية، جراء غارات جوية شنتها القوات الأمريكية استهدفت مواقعهم في مناطق متفرقة غرب اليمن.

يأتي هذا التصعيد في إطار الجهود الدولية المستمرة لشل القدرات العسكرية للحوثيين ووقف تهديداتهم المتصاعدة للملاحة الدولية في البحر الأحمر.

تشييع القيادي "الحنمي" في صنعاء

وفقًا لما نقلته وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية، شيعت الميليشيا في العاصمة المحتلة صنعاء القيادي فرج سعد صالح فرج الحنمي، الذي كان ينتحل رتبة "عقيد".

وأوضحت المصادر أن الحنمي لقي مصرعه خلال غارة استهدفت موقعًا عسكريًا تابعًا للجماعة في إحدى المناطق الغربية من البلاد.

وقد تم دفن القيادي في مسقط رأسه بمديرية بني حشيش التابعة لمحافظة صنعاء، حيث شهدت مراسم التشييع حضورًا محدودًا من قبل قيادات حوثية ومسلحين يتبعون الجماعة.

مقتل القيادي "السلفي" في الحديدة

وفي سياق متصل، أقرت الميليشيا بمصرع القيادي سعد حميد السلفي، الذي كان ينتحل رتبة "نقيب"، خلال غارة أمريكية استهدفت مواقع في ميناء رأس عيسى الاستراتيجي بمحافظة الحديدة.

ويُعتبر هذا الميناء أحد أهم النقاط التي استخدمتها الجماعة كمنصة لشن هجماتها البحرية واستغلالها في عمليات التهريب.

مصادر ميدانية أكدت أن الغارة جاءت ضمن سلسلة ضربات منسقة نفذتها القوات الأمريكية خلال الأسابيع الأخيرة، استهدفت تدمير البنية التحتية العسكرية للحوثيين وتعطيل قدراتهم اللوجستية.

وتأتي هذه الضربات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بسبب الأنشطة العدائية للحوثيين التي تهدد أمن الملاحة الدولية.

ضربة أمنية واستخباراتية للحوثيين

مقتل القياديين الحنمي والسلفي يُعدّ بمثابة ضربة أمنية واستخباراتية كبيرة للحوثيين، خاصة أن كلا الرجلين كانا يلعبان دورًا محوريًا في إدارة العمليات العسكرية والبحرية للجماعة.

ويعكس هذا الحدث نجاح واشنطن في تحديد مواقع القيادات الحوثية وتوجيه ضربات دقيقة تؤثر بشكل مباشر على هيكلية الجماعة العسكرية.

تصاعد الضغط الدولي

تزامنًا مع هذه الضربات، تواجه ميليشيا الحوثي انتقادات دولية متزايدة بسبب أنشطتها العدائية التي تشمل القرصنة البحرية وتهديد السفن التجارية في البحر الأحمر.

وتأتي الغارات الأمريكية في وقت يشهد فيه المجتمع الدولي ضغوطًا متزايدة لاتخاذ خطوات أكثر حزمًا ضد الجماعة، التي تتلقى دعمًا مباشرًا من إيران، مما يجعلها أداة رئيسية لزعزعة استقرار المنطقة.

ردود فعل محلية وإقليمية

على الصعيد المحلي، يُنظر إلى هذه الضربات كمؤشر على تصاعد الحملة العسكرية ضد الحوثيين، في ظل تعنت الجماعة واستمرارها في رفض الحلول السياسية للأزمة اليمنية.

أما على المستوى الإقليمي، فقد أثارت هذه التطورات قلقًا بين الدول المجاورة التي ترى في أنشطة الحوثيين تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي واستقرار المنطقة.

مستقبل الصراع في اليمن

مع استمرار الضربات العسكرية ضد الحوثيين، يبقى السؤال حول مستقبل الصراع في اليمن مفتوحًا. فبينما تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى شل قدرات الجماعة، لا تزال هناك حاجة ماسة إلى حل سياسي شامل ينهي الحرب المستمرة منذ سنوات ويضع حدًا للمعاناة الإنسانية التي تعيشها البلاد.

ومع ذلك، فإن استمرار الحوثيين في تعزيز قوتهم العسكرية ورفضهم الانخراط في مفاوضات جادة يعقد المشهد السياسي ويؤخر تحقيق السلام.

مقتل القياديين الحوثيين يعكس تصاعد الضغط العسكري والاستخباراتي على الجماعة، لكنه أيضًا يسلط الضوء على الحاجة الملحة لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية.

فبينما تستمر الضربات في تقليم أظافر الحوثيين، يبقى الشعب اليمني هو الضحية الأولى لهذا الصراع المستمر.