المشهد اليمني

عدن تترقب ”انطفاءً كاملاً” للتيار الكهربائي جراء نقص الوقود وخروقات تشغيلية حرجة

السبت 26 أبريل 2025 02:58 صـ 28 شوال 1446 هـ
عدن
عدن

أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن، صباح اليوم الجمعة، عن توقف محطة الرئيس، إحدى أبرز المحطات الرئيسية لتوليد الكهرباء في المدينة، عن العمل بسبب النقص الحاد في مادة المازوت اللازم لتشغيل المحطات العاملة بالديزل. وأوضحت المؤسسة أن جميع محطات التوليد التي تعتمد على الوقود قد خرجت عن الخدمة فجر اليوم، مما يضع المدينة على حافة أزمة إنسانية غير مسبوقة.

وحذرت المؤسسة من أن محطة المنصورة، وهي الوحيدة المتبقية حتى الآن والتي ما زالت تعمل بصعوبة، لن تصمد لأكثر من ثلاثة أيام في حال استمرار غياب الدعم الوقود اللازم.

وأكدت أن هذا السيناريو يعني "انطفاءً كاملاً" للتيار الكهربائي في المدينة، وهو ما سيؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية والمعيشية للمواطنين مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة بشكل غير مسبوق مع بداية فصل الصيف.

نداء عاجل لتفادي الأسوأ

جددت المؤسسة العامة للكهرباء مناشدتها العاجلة إلى مجلس القيادة الرئاسي، ورئاسة الحكومة، وكافة الجهات المعنية، بضرورة التحرك الفوري لتوفير الكميات اللازمة من الوقود لاستمرار عمل محطات الكهرباء وتخفيف العبء الهائل الذي يواجهه المواطنون في ظل هذه الظروف القاسية.

وأعربت عن قلقها البالغ من تداعيات الانقطاع الكامل للتيار الكهربائي، خاصة وأن الكهرباء تعتبر العمود الفقري لتشغيل المرافق الأساسية مثل المياه والمستشفيات والمدارس، مما يهدد بتوقف الحياة الطبيعية في المدينة بالكامل.

وفي بيان لها، أكدت المؤسسة التزامها المستمر بإطلاع الجمهور على آخر المستجدات المتعلقة بأزمة الكهرباء، معربة عن تقديرها لصبر المواطنين وتحملهم لهذه الظروف الاستثنائية والصعبة.

وأشارت إلى أن المشكلة ليست فقط في نقص الوقود، بل في غياب التنسيق الكافي بين الجهات الحكومية المختلفة لضمان توفير الإمدادات الضرورية في الوقت المناسب.

أزمة متعددة الأبعاد تهدد حياة المواطنين

ويأتي هذا التطور الخطير في وقت تشهد فيه عدن زيادة هائلة في معدلات الاستهلاك اليومي للكهرباء نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، حيث يعتمد السكان بشكل كبير على أجهزة التكييف والمراوح للتغلب على الحر الشديد.

ومع توقعات باستمرار ارتفاع الحرارة خلال الأيام المقبلة، فإن انقطاع الكهرباء سيعني دخول المدينة في أزمة إنسانية مضاعفة، خاصة بالنسبة للأسر ذات الدخل المحدود التي لا تمتلك بدائل مثل المولدات الخاصة أو الألواح الشمسية.

وتمثل الكهرباء أيضًا شريان الحياة الأساسي لتشغيل نظام ضخ المياه في المدينة، حيث تعتمد غالبية المنازل على الطاقة الكهربائية لضخ المياه من الآبار أو شبكات الإمداد.

وبالتالي، فإن انقطاع الكهرباء سيؤدي حتماً إلى أزمة مياه حادة ستزيد من معاناة السكان وتعرضهم لمخاطر صحية كبيرة.

دعوات للتدخل العاجل

وقد أثارت هذه الأزمة ردود فعل غاضبة بين أوساط المواطنين، الذين عبروا عن استيائهم الشديد من تكرار مشكلة الكهرباء دون وجود حلول جذرية وفاعلة.

وطالب عدد من النشطاء والمنظمات المجتمعية بتحرك سريع من قبل السلطات المحلية والمركزية لتوفير الحلول اللازمة، بما في ذلك ضمان وصول الوقود إلى محطات الكهرباء بشكل مستمر، وإعادة النظر في السياسات التشغيلية لإدارة قطاع الكهرباء.

ومن جانبهم، وجه عدد من المسؤولين المحليين انتقادات حادة للحكومة، معتبرين أن الإهمال المستمر في التعامل مع ملف الكهرباء هو السبب الرئيسي وراء تفاقم الأزمة.

كما طالبوا بوضع خطط استراتيجية طويلة الأمد لتحسين البنية التحتية للكهرباء، بما يشمل الاستثمار في مصادر طاقة بديلة مثل الطاقة الشمسية.

مستقبل غامض

ومع استمرار التحذيرات من انقطاع كامل للتيار الكهربائي خلال الأيام المقبلة، يبقى السؤال حول مدى استجابة الحكومة والجهات المعنية لهذه المناشدات العاجلة.

وما إذا كانت هناك خطط طوارئ فعالة يمكن تنفيذها لتفادي انهيار كامل لقطاع الكهرباء في عدن.

وبينما ينتظر المواطنون بصبر نفادٍ دوران عجلة الحياة الطبيعية من جديد، فإن الكهرباء تبقى المفتاح الأساسي لتجاوز هذه الأزمة والتوجه نحو استقرار حقيقي في الخدمات الأساسية.