المشهد اليمني

سيدات يمنيات يستغلون مدرس سوداني بطريقة مخجلة وغير لائقة

السبت 26 أبريل 2025 11:03 مـ 28 شوال 1446 هـ
الكاتب خالد الذبحاني
الكاتب خالد الذبحاني

اعتمد اليمنيون في تعليم أولادهم وبناتهم على الأشقاء المصريين والسودانيين وبدرجة أقل على العراقيين والسوريين، وكان ذلك قبل الوحدة اليمنية، بسبب العجز الكبير في أعداد المعلمين اليمنيين، وقد كان المصريين والسودانيين محل حفاوة وترحيب ويتم التعامل معهم بتقدير واحترام وإكبار من قبل كافة الأسر اليمنية، خاصة المدرسين في الأرياف، فهناك تكون لهم مكانتهم الخاصة من قبل الجميع، حيث اكرامهم والاختفاء بهم طوال فترة بقائهم، وبطريقة فريدة لا مثيل لها.


أبناء القرى والأرياف اليمنية كانوا يرفضون اخذ ايجار المنزل الذي يعيش فيه المدرس، كما انهم يمدونهم بالطعام وبكل ما يحتاجون إليه ، أما في الحفلات والأعراس، فكان المدرس السوداني أو المصري يتربع على عرش المجلس بجانب العريس، وكذلك يسمح لهم بتولي خطبة الجمعة في المساجد، وهذا التوقير الزائد سببه إن هؤلاء هم من يقومون بتعليم ابنائهم، بكل اخلاص وبعمل تعليمي وتربوي جاد، بحيث تخرجت أجيال كثيرة متسلحة بالعن والأخلاق.


كاتب يمني نشر مقال تحدث فيه عن مدرس سوداني يتولى تدريس مادة الرياضيات في احدى القرى اليمنية، واشار إلى انه كان يقوم بتصرف جنوني وغريب مع زوجته أثناء انفعاله في ثورة غضب عارمة، وكشف الكاتب إن هذا التصرف جعل نساء القرية يستغلون هذا الوضع بطريقة مخجلة وغير لائقة.


ويقول الكاتب ان هذا المدرس حين كان يغضب على زوجته يقوم هو وزوجته برمي أدوات المنزل من صحون وكأسات وغيرها من الأشياء المنزلية، ويلقونها خارج المنزل، وهذا جعل نساء القرية ينتظرن حالة غضب المدرس السوداني وزوجته بفارغ الصبر، ويجلسن بالقرب من المنزل حتى تبدا عملية قذف الصحون والكأسات والقدور فيأخذن ما تم رميه ويذهبن به إلى منازلهن، باعتبار ذلك غنيمة من مدرس غاضب من زوجته.


وانا لا أعتقد ان تبلغ الخسة والدناءة باليمنيات إلى هذا الحد، ولا يمكنهن التصرف بهذه الطريقة المشينة، وهذا الاسلوب المعيب، لان سيدات القرية خاصة في السنوات الماضية كن يتمتعن بقدر كبير وهائل من السلوكيات النبيلة والأخلاق العالية والتصرفات التي تعكس شهامة ومرؤة أهالي القرى اليمنية، ولا أصدق ان تبلغ بهن الحقارة، سرقة أدوات منزلية قذف بها مدرس يقوم بتعليم وتربية أولادهن.


وعندي قناعة راسخة بأنهن نساء فاضلات وسوف يقمن بحفظ ما تم رميه من أدوات منزلية لكي يتم إعادتهم للزوجة السودانية بعد ان ينتهي الغضب وتهدأ النفوس، وقد اصابتني الحيرة ولا أدري من اي مادة صنعت تلك الصحون والكأسات، فهي لا تتكسر ولا تتحطم بعد ان يتم قذفها بطريقة عنيفة ومن رجل في غاية الغضب، ومع ذلك تصل الكؤوس والصحون إلى الارض سليمة وليس فيها حتى خدوش، إلا اذا كانت مصنوعة من الحديد الصلب الذي لا يمكن تحطيمه، واذا كان الزوج ينفس عن غضبه بتلك الطريقة، فلماذا تشاركه الزوجة فعلته وتخسر ادواتها المنزلية الثمينة؟


والأمر المزعج والغريب، هو الصمت المريب من قبل إدارة المدرسة، والمسؤولين في المركز التربوي للمنطقة، فمثل هذا العمل الفاضح سيعلم به القاصي والداني، والمفترض التعامل بجدية مع هذا المدرس، فهو رجل غير متزن وبحاجة لعلاج نفسي، خاصة وأنه يكرر هذا العمل الجنوني بشكل شبه يومي، ولذلك كان من المفترض ان لا يتم السماح له بتدريس الأولاد والبنات، فهو رجل يشكل تهديدا على حياتهم، لأنه غير قادر أن يتمالك أعصابه، فكيف يؤتمن على مجموعة من الأطفال، وماذا لو انتابته ثورة غضب عارمة في الفصل، هل سيقوم برمي الأطفال من شباك الفصل كما يفعل مع أدواته المنزلية؟


شيء مؤلم وموجع إظهار نساء القرى في اليمن بهذا السلوك المشين والمخجل، وكأنهن مجموعة من النسور تترقب سقوط الضحية على الأرض لتهجم عليها وتنهي لحمها، إذ أشار الكاتب إنهن ينتظرن بفارغ الصبر ثورة الغضب للمدرس السوداني وزوجته من أجل الحصول على مجموعة من الأدوات المنزلية، وهذا أمر غير لائق ولا يمكن القبول به، فأنا عشت حياتي كلها وتربيت في القرية، وأعرف تمام المعرفة سلوكيات النساء القرويات، خاصة نساء الزمن الجميل حيث لا يوجد نت ولا فيسبوك ولا قنوات يوتيوب، أو تيك توك، وهن فعلا نساء رائعات تمكن من تربية أولادهن بطريقة مثالية وجيدة، رغم إنهن جاهلات وغير متعلمات لكنهن يمتلكن قيم أخلاقية مشرفة، وتم تربية الاولاد بناء على تلك القيم.