المشهد اليمني

صوت الحق يعلو في حضرموت: الحراك الشعبي يُشعل شرارة التغيير نحو دولة اتحادية عادلة

الإثنين 28 أبريل 2025 03:02 صـ 1 ذو القعدة 1446 هـ
صلاح باتيس
صلاح باتيس

في تصريح لافت يعكس واقع التحولات السياسية والاجتماعية الجارية على الأرض، أكد القيادي بحزب الإصلاح صلاح باتيس أن الحراك الحضرمي يشهد تصاعداً غير مسبوق في زخم القوة والتأثير، مشيرًا إلى حالة من الوعي الإيجابي بدأت تتشكل وتتوسع داخل الخطاب السياسي لنخبة المجتمع الحضرمي.

هذا الوعي لم يعد قاصراً على حدود محافظة حضرموت فحسب، بل امتد ليشمل المحافظات الشرقية بأكملها، بما فيها المهرة، شبوة، وسقطرى، ليصبح نموذجاً يحتذى به في السعي لتحقيق العدالة والتنمية.

وفي سياق حديثه، أشار باتيس إلى أن هذا الصحوة الشعبية تمثل "شعلة متقدة" تلهم المجتمعات والنخب في مختلف المناطق، حيث بدأ صوت الحق يعلو بشكل واضح ومباشر بالمطالبة بالاستحقاقات والمكتسبات التي أقرتها مخرجات الحوار الوطني الشامل.

تلك المخرجات، التي مثلت محطة تاريخية في مسار اليمن الحديث، أصبحت اليوم الأساس الذي يعتمد عليه أبناء الشرق في خطواتهم نحو بناء دولة اتحادية تقوم على أسس الشراكة، المساواة، والحكم الرشيد.

وشدد باتيس على أهمية هذا التحول التاريخي الذي يقوده أبناء حضرموت ومحافظات الشرق، مؤكداً أن هذه الجهود لن تتوقف عند حدود المنطقة الشرقية فقط، بل ستكون الشرارة التي توقظ ضمير اليمن بأكمله.

وعبر عن ثقته بأن هذا النضال المستند إلى الحقوق المشروعة سينتقل كالنار في الهشيم ليشمل جميع الأقاليم، حيث سيقوم أبناء اليمن في كل مكان برفع أصواتهم للمطالبة بحقوقهم المسلوبة وبمستقبل أفضل يسوده العدل والكرامة.

قراءة في السياقات والأبعاد

التصريحات التي أدلى بها صلاح باتيس تعكس تحليلاً عميقاً لواقع التحركات الشعبية في حضرموت والشرق، حيث يبدو أن هناك إجماعاً متزايداً بين القوى المحلية على رفض السياسات المركزية التي استنزفت موارد هذه المناطق لعقود طويلة.

ويأتي هذا الوعي في ظل تنامي الدعوات للعودة إلى مخرجات الحوار الوطني كخطوة أساسية نحو تحقيق العدالة في توزيع الثروات والسلطة.

ومن الجدير بالذكر أن الحراك الحضرمي، الذي بدأ كحركة مطلبية محلية، قد تطور ليصبح قضية وطنية تلقى دعماً واسعاً من مختلف الفئات الاجتماعية والسياسية.

هذا التطور يشير إلى أن الشعب اليمني يعيد اكتشاف أهمية الوحدة الوطنية القائمة على العدالة والمساواة، بعيداً عن التجاذبات السياسية التي طالما عطلت تحقيق التنمية المستدامة.

آفاق المستقبل

مع تصاعد حدة المطالب الشعبية في حضرموت والمحافظات الشرقية، يبدو أن اليمن يقف على أعتاب مرحلة جديدة من تاريخه السياسي.

هذه المرحلة قد تكون حاسمة في إعادة تشكيل العلاقة بين الدولة والمواطن، بحيث يتم وضع حد للتهميش والإقصاء الذي عانى منه أبناء الشرق لسنوات طويلة.

وإذا ما استمر هذا الزخم الشعبي في التوسع، فقد يشكل نموذجاً يحتذى به لبقية أقاليم اليمن في التحرك نحو تحقيق الأهداف المشتركة.