خالد الذبحاني
العنوسة في اليمن والسعودية

*اليمن التي وصفها الرحمن بأنها بلدة طيبة، ووصف رسول الرحمة وخاتم الأنبياء والمرسلين أهلها بأنهم أهل أيمان وحكمة وأنهم أرق قلوبا وألين أفئدة، السعودية كذلك هي بلد الحرمين الشريفين وفيها أطهر بقاع الأرض – مكة المكرمة ومدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلا البلدين يعاني من مشكلة اجتماعية خطيرة هي العنوسة المنتشرة بين بنات البلدين، والحل في غاية البساطة، وما علينا إلا إتباع رسول الرحمة لكي ننهي هذه المشكلة.
*الفتاة اليمنية أو السعودية كلهن يستطعن أن يطلبن من أبائهن أو إخوانهن أي شيء يحتجن إليه، لكن مهما بلغت بالفتاة الجراءة، فلن تستطيع أن تطلب من أبيها أن يبحث لها عن زوجا يكون منطلقا لها لتأسيس مملكتها الصغيرة، وتشكيل لبنة جديدة في حياة المجتمع، فالأسرة هي اللبنة الأولى لحياة أي مجتمع.
* الشباب في السعودية رغم أنهم ميسوري الحال، إلا أن طلبات الزواج تثقل كاهلهم وتقصم ظهورهم، وكلها طلبات ما انزل الله بها من سلطان، بل أن الهدف الرئيسي منها هو التفاخر أو كما يقولون هنا الفشخرة، فالفتاة تريد أن تتفاخر أمام صديقاتها وقريباتها أن زفافها كان عظيما ولم يشهد له مثيل، وأهل العريس أيضا يتفاخرون بحجم القاعة وكثرة المعازيم، وهم يعتقدون أن من حضر جاء ليهنيهم ويفرح لفرحهم والحقيقة أن الجميع يذهبون لكي يملئوا كروشهم بالطعام الوفير، والدليل على ذلك أنه ما إن ينتهي المعازيم من تناول الطعام حتى تصبح القاعة فارغة إلا من أقرب الناس للعريس والعروس.
*في اليمن الحال أصبح كذلك، فبعد أن كان الجميع يتزاوجون وينجبون بأيسر المهور وأقلها تكاليف، بل أن الزفاف في الأرياف اليمنية كان مضرب المثل في التكافل الاجتماعي، فالمهر يسير والكل يشارك العروسين الفرحة بالأهازيج والرقصات، وحتى وليمة الطعام يتعاون فيها جميع أهل القرية، فيعدون الرغيف ويتبادلون أوني الطعام، ويضطر العريس لشراء ثور أو عجل، فيتم الفرح على أحسن حال وبأقل التكاليف.
* اليوم تغير الحال، وأصبحت المهور والعزائم تجعل الغالبية الساحقة يعزف عن الزواج، فالظروف صعبة ، ونسي الجميع سواء في السعودية أو في اليمن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول أن أبركهن أيسرهن مهرا، ونسوا كذلك الحديث الشريف الذي يقول من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكون فتنة وفساد كبير.
*لم يعد أحد يلتفت إلى الهدي النبوي الشريف، ونسى الجميع قوله سبحانه وتعالى "ان يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله" فقد أصبح المعيار ليس الخلق والتقوى، بل المال والثروة والوظيفة المرموقة هي البوابة والمعيار الحقيقي لقبول الشاب أو العزوف عنه، وصارت الفتاة تعاني والشاب يعاني، ولم يعد أحد من الأباء يبحث لابنته عن شاب يتزوجها، لكي يعفها ويعيلها، فهو يخشى إن هو فعل ذلك أن يشك البعض أن هناك خللا في ابنته، ومن هنا يعاني الجميع ونسمع عن فتاة هربت مع شاب، ونسمع شابا اغتصب طفلة أو ارتكب جنحة، واسأل الله أن يلهم علماء المملكة وحكماء اليمن أن يجدوا حلا لبناتهم وأولادهم، وأن يساهموا فيوقف هذا العبث الذي يهدر حياة غالبية ساحقة من المجتمعين اليمني والسعودي.