المشهد اليمني
السبت 6 يوليو 2024 05:47 مـ 30 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
تعميم جديد للنك المركزي في عدن إلى كافة البنوك والمصارف اليمنية تعرف على أعضاء الوفد الحوثي في مفاوضات مسقط .. جميعهم مجرمون متخصصون بتعذيب المختطفين قبل اغتيال علي عبدالله صالح .. مسؤول بريطاني يفجر مفاجأة: هذا ما اخبرني به قادة الحوثيين كويتي يزعم اختفاء زوجته في السعودية.. وبعدما استدعته المباحث كانت المفاجأة بمبلغ 250 مليون ريال يمني .. الحوثيون ينشئون نافورة ”الأقصى” للتغطية على فضيحتهم بإنشاء شعار للصليب بصنعاء (صور) رسالتان من القيادة السعودية للرئيس الإيراني الجديد ‘‘مسعود بزشكيان’’ عقب فوزه في الانتخابات المفاعل النووي ‘‘المنوي’’.. الذي ابتلع اليمن! هذا هو الرئيس الجديد لإيران عقب إعلان نتائج الانتخابات أمطار غزيرة على 15 محافظة.. وتحذيرات من أجواء شديدة الحرارة خلال الساعات القادمة الإعلان رسميًا عن تنسيق أمريكي عماني بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر قرار رسمي بحظر تجوال الدراجات النارية في تعز بدءًا من هذا التوقيت انبعثت منها روائح كريهة.. دفن جثث مجهولة في شبوة بعد تكدسها في ثلاجة الموتى منذ 10 سنوات

تجريفٌ حوثي للهوية اليمنية

وأخيراً، وبعد طول تأجيل، ستوقع الحكومة اليمنية اليوم، كما هو مقرر، اتفاقاً مع المجلس الانتقالي الجنوبي، بات يعرف باتفاق الرياض، بعد ما يقرب الشهرين على انطلاق المفاوضات غير المباشرة بينهما، لإنهاء الأزمة المشتعلة جنوباً. يأتي الاتفاق بعدما وصلت الأزمة إلى أوجها في أغسطس/آب الماضي، عندما حرّك "الانتقالي" المدعوم إماراتياً، ألويته العسكرية وسيطر على مقاليد الأمور في العاصمة المؤقتة عدن. سبّب الأمر تعميق الشرخ بين الحكومة والإمارات، وسعت الرياض لاحتواء الموقف بالدعوة إلى حوار في مدينة جدة استمر أسابيع مديدة، وتأجل التوقيع أكثر من مرة، فيما يقطع الحوثيون المسافات بسرعة كبيرة لإعادة تنميط الحياة السياسية والاجتماعية والدينية في المناطق التي يسيطرون عليها، بأجندة طائفية لا تتوافق مع أغلب اليمنيين.
الشاهد في الأمر أن وقتاً طويلاً صارت تقضيه الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها، لحلحلة مشكلات ليس للحوثيين دور مباشر فيها، بل كثير منها من صنع أطراف في التحالف أو أطراف داخل الشرعية، فيما يتشكل واقع جديد بمنأى عنها في مناطق سيطرة الحوثي ذات الكثافة السكانية الأعلى في البلاد: تجييش للمدارس، وتغيير للمناهج، وتطييف للخطاب الديني، ومسارات حوثية أخرى تمشي على قدم وساق. 

في هذه الأيام، تصطبغ العاصمة صنعاء وأغلب المدن الخاضعة لسيطرة الحوثيين، باللون الأخضر، كعلامة احتفاء بذكرى المولد النبوي، هذه المناسبة التي تحولت إلى موسم للتحشيد والتعبئة، مصحوبة بفرض الإتاوات والتبرعات، وفي الثاني عشر من ربيع الأول تقام احتفاليات خطابية وفنية يخرج منها الحوثيون بمجندين جدد لجبهات القتال، كثير منهم من الأطفال. يبدو أن الحوثي لديه إحساس سليم بقيمة الوقت، قياساً بما هو عليه الحال لدى الحكومة اليمنية والتحالف. هذا الإحساس لا يصبّ، مع الأسف، إلا في ميدان الموت، لا في سبيل السلام، أو العمل على الحد من سيل الإجراءات التعسفية في مناطق سيطرته، التي تبدأ برواتب الموظفين، ولا تنتهي بأخذ المساعدات المخصصة للمحتاجين. 

وأخيراً، باتت الأصوات المحذرة من هذا التنميط الحوثي تتعالى يومياً، وصارت المشكلة الأخطر في نظرها، ليس انقلاب الحوثي واستيلاءه على السلطة بقوة السلاح منذ خمس سنوات، بل هذا التجريف المتنامي لهوية المجتمع اليمني والقضاء على قيم التسامح والتعايش التي ظلّ يتميز بها اليمن، على الرغم من التنوع الكبير بين مكوناته كافة.