العرب وعبد الناصر والتبعية اليوم

أيها العرب..
من اليوم ستتذكرون هذا الرجل كثيرا، لكثرة ما سترون من دخلاء!
وتتحسرون على مشروع قومي سيادي، ذبحتموه في ربيع العِز!
كان ناصردرع العروبة ومنتشلها من هيمنة مزمنة، لم تنقشع بسهولة، ثمة شعوب خانعة تحسست كرامتها في زمنه، لتنتزع حريتها بالقوة!
زمنُ كرامة، ربما لم نـتـنـشّـق عبيره كآبائنا، لكننا عشناه في حنينهم وحسراتهم!
كانت الكلفة باهظة، ثمناً لسيادة العرب، والدماء كثيرة، مهراً لنهارٍ لم يكتمل.
سل فرنسا يوم اعترفت وحدها بخطئها، وعارها في الجزائر بعد مليون شهيد، وحين رحل ناصر غاب كبيرهم، وتُرك الفراغ العربي، نهباً لكل متضخم.
فكل من امتلك المال والنِصال استدار إلى منطقة العرب، طمعاً في كعكة. انشغل الأشقاء بصراعاتهم، واتسع الشقاق حتى سهُل اقتسامهم في مائدة اللئام، لتتسرب إليهم مشاريع خارجية من كل لون، وتبعية مغلّفة أنستهم الكرامة!!
اليوم يراد للعرب أن ينتقلوا من الاستعمار إلى الوصاية الناعمة، من احتلال غربي إلى اوصياء اقليميين، ببريق إسلاموي يعمي الأبصار.
وما الوصاية إلا استعمار مبطن ياهؤلاء، وأحلام قديمة لو كنتم تعقلون!
ثمة أجيال جديدة لم تقرأ تاريخها جيداً لتعي حجم تضحيات الآباء، وحركات إسلامية على عمهها، لم تستوعب درس الكرامة بعد!
بيديها تعيد بلدانها للأوصياء، وتبيع سيادة المنطقة طمعاً في سلطة تابعة. هذا يفضل ايران لأنها مسلمة، وذاك يتمسح بأمجاد لازوغلي،
وذاك يلوذ بأمريكا لطرد الاثنين معاً، لأنهما أخطر من اسرائيل!!
عجول مازوخية بلامشروع كرامة، تحن لأزمنة هوان، يوم كنا رعايا لرومٍ وفرس كأنما خُلق العرب هوامش، ولا يحيون إلا بالتبعية، إما لنار أو لصلبان أو طرابيش.
نسوا أن أطول حقب السيادة لمنطقتهم هي التي سادهاالسبئيون قديماً وعرب الاسلام، وأن النبوة والقرآن والانبياء وحتى الجنة بلسان عربي.
تحاول أن تذكّرهم وتذكي جذوة نخوتهم، فيرمقونك شزرا ويقذفونك بتعصبهم، سادرون في غيهم، كأن في آذانهم وقرا، وعلى أبصارهم غشاوة!!
وفي الليلة الظلماء... يفتقد البدر...
ويلٌ للعرب!