المشهد اليمني
الأحد 8 سبتمبر 2024 03:18 صـ 5 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
الجميع ينتظر.. تسريب يكشف المعالج الذي اعتمتده أبل في آيفون 16 عودة سعود آل سويلم إلى النصر تثير المخاوف.. ورفض قرار لبن نافل في الهلال وخيبة أمل لجمهور الزعيم مقيم بالسعودية يقتل زوجته ووالدتها في مكة المكرمة.. والكشف عن جنسيته عاجل.. اتحاد غرب آسيا يقصي منتخب اليمن للناشئين من البطولة عاجل: جماعة الحوثي تعلن إسقاط ”ثامن” طائرة أمريكية نوع MQ_9 في أجواء محافظة مارب الشرعية تدين اقتحام منزل شيخ وقيادي بارز بحزب الإصلاح في صنعاء أول شركة سعودية تقلص دوام موظفيها إلى 4 أيام أسبوعياً براتب كامل.. شاهد ردة فعلهم أبل تطلق هواتف آيفون 16 بشريحة ذكاء اصطناعي .. ما مميزاتها؟ أفراد لواء عسكري في تعز يحتلون شقق سكنية ويرفضون الإخلاء رغم أوامر المحكمة وناشطة تناشد الجميع: انقذوا أهلي ”شاهد” طيران بلقيس تطالب بتشكيل لجنة رئاسية عاجلة وتصف وزير النقل بالمتشنج وتلوح بورقتها القوية ”إفلاس بنك اليمن الدولي”.. أول بيان للبنك يكشف الحقيقة ولماذا يواجه أزمة سيولة؟ العراق يتدخل بشكل حاسم وينقذ اليمن من ضربة سعودية كادت تخسره التأهل

محمد .. الرعد الهادئ!

في الطريق من الموصل إلى بغداد خلال أحد مهرجانات (المربد) لاحظت أنه تتبعني رغبة في الجلوس معي ، أملاً في حديث طويل يخفف من ملل السفر في طريقٍ طويل.

ما أدركته يومها هو ان محمد أحمد الرعدي السفير ، المثقف الكبير كان مثل قطعة ثلج كبيرة ، إسفنجة ناعمة لها ما لها من القدرة على امتصاص المعرفة من كل شيئٍ حولها لدرجة تفوق الخيال.

طرح عليّ سؤالاً غريباً عما إذا كنت متزوجاً أم لا ، فأجبته بالنفي ، فسألني "هل يعقل بعد كل هذا الترحال والشهرة لم تجد الفتاة المناسبة لك" فأجبته "بلى ، لكننى لم أجد بعد الفتاة التي أناسبها".

كان رأيي الذي صارحته به أنني مالم أجد (يمنية) أشم في عَرَقِها رائحة اليمن فلن أتزوج ، إلتفت إلي مستغرباً.

أحسست كأن كلامي وقع على عصبٍ حساسٍ لديه ، فقد كان متزوجاً من سيدة فرنسية كما علمت ، والرجل كان بالمجمل غربي الثقافة والتعليم والخبرة والعيش والعمل.

ذهب الرعدي للدراسة في لبنان ضمن ما عرف بـ (بعثة الأربعين) ومنها إلى فرنسا ثم مصر ، لكن الأهم من هذا أنه قرأ خارج الجامعة أكثر مما درسه في الجامعة بدليل إختياره لترجماته وفي مقدمتها (من كوبنهاجن إلى صنعاء) لأحد المستشرقين الدنماركيين.

تكررت بعد ذلك لقاءاتي بالرعدي خلال دراساته البحثية أو نشاطه في بعض المؤسسات المدنية كالهلال الأحمر.

من أجمل ما تعلمته من الرعدي هي كيف أنتقي من الكتب الكتاب الذي يقودني دون عناء إلى الكتاب الذي يليه ، الكتاب الذي يأخذني الى المسار الصحيح من المعرفة.

للرعدي إنجازات سياسية ودبلوماسية وثقافية واقتصادية عدة خلال سنوات حياته ودراسته وعمله ، لكن من وجهة نظري أن إنجازه الأهم كان اكتساب مستوى عال من الاحترام لـ (محمد الرعدي) إحترامٌ كبير يشبه الرعد!

*مقال سابق بتاريخ 1 أكتوبر 2021 عن الجميل الراحل اليوم محمد الرعدي بعد مرض عضال ، رحمة الله عليه.