أعياد الأحزاب واحتفالاتهم إلى أين؟

عيدٌ بأيّ حالٍ عدت يا عيد
بما مضى أمّ لأمرٍ فيك تجديد
فأمّا الأحبّة فالبيداء دونهم
فليت دونك بيدٌ دونها بيد.
حلت الذكرى ال 40 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام وهو حزب رائد ، وبعد اسابيع ستحل ذكرى تأسيس الاصلاح وهو حزب فاعل أيضاً في الساحة وكل حزب منهما في هذه الاحتفالات يستعرض بطولاته وانجازاته الوطنية في الوقت الذي وطننا يكاد يلفظ انفاسه ، وكلا الحزبين الكبيرين يتصارعان ويكيدان لبعضهما بطريقة او بأخرى ويطلقان رعاعهما لإساءة كل منهما لاخر ، غير مدركين خطورة اللحظة علي الجميع.
نخاطب الحزبين الكبيرين بأسم المودة وبإسم الاخوة تنازلا لبعضكما من اجل الوطن ، اليوم ليس الامس وغداً لن يكون اليوم ، لا زال امامكم فسحة اذا تركتما التفكير الانتقامي وفكرتنا بعقلية رجال الدولة لا رجال الحزب ، وعدم اجترار الماضي واخطائه لان ذلك يفسد الحاضر والمستقبل.
الشعب غني عن ان تستعرضا انجازاتكما الماضية في هذا الظرف الكارثي ، ولكنه يريد منكم ان تقفوا معاً من اجل الوطن قبل فوات الاوان ، وقيدوا صبيانكم من الاساءات لبعضكم فأنتم في سفينة واحدة اذا غرقت ستعرفون جمبعاً وستُغٍرِقون معكم الشعب الذي سيكون ضحية صراعكم الذي اتاح للاخرين النهش في جسده المضنك ، ان فعلتم ذلك سيكون هو الاحتفال الابرز بإنجازاتكم وخير من كل خُطبكم واستعراضاتكم التي لا تزيد الوطن الا ضعفا .
يشهد الله اني لا انتمي لأي حزب بعد ان جمدت عضويتي في المؤتمر منذ عام ٢٠١١ ولازلت اراه الحزب الاقدر على لملمة جراحات الشعب مع المخلصين من بقية الاحزاب الاخرى اذا ادرك قادته حجم المسئولية ووحدوا الصف وتخلوا عن التبعية للاخرين والمصالح الشخصية وحملوا الهم الوطني ومعهم كل شرفاء الوطن.