الأحد 20 أبريل 2025 02:54 صـ 22 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الوعل، فكرة سامية، لا سلالة مقيتة!

الثلاثاء 23 يناير 2024 09:41 صـ 13 رجب 1445 هـ

في وضع كهذا من التلاشي والذوبان والضياع، وتصدر مجاميع الطارئين، لم يجد اليمني بدا من استدعاء تاريخه والقتال بماضيه الذي بات رأس ماله.

الوعل هو عودة طبيعية في مواجهة حاضر مخزٍ ومعيب، وهو تمسك بالجذور والبحث عن اسم جامع ينتشل الذات اليمنية المنهكة من وحل التردي.. هو الجمع بعد الشتات، واليقظة بعد الغفلة التي جعلت من أبناء الملوك والتبابعة عبيدا وخدما لدى كائنات غريبة.

هذا الانتماء الخالد هو دعوة إلى شموخ اليمني وتواضعه في آن، ولا يعني مطلقا التعالي على أحد، أو السخرية من أحد.. ومن منح الولاء لليمن واعتز بانتمائه، فهو منا له ما للأقيال وعليه ما عليهم، وهو اللافتة التي ستجمع اليمنيين بكل أفكارهم حول المشروع الوطني الذي لا يُظلم فيه أحد.

الوعل، قيمة، وهوية وانتماء ذهبي لا دار إفتاء أو مجلس عشائر، أو نقابة مهنية، أو تكتل سياسي، أو جماعة دينية، بل فكرة سامية، أكبر من الأحزاب، والطوائف، والجماعات، وأبعد من العنصرية المقيتة.

الوعل هو استلهام ماض عريق، ووسيلة للنهوض، وحالة استعصاء على مشاريع الاستبداد، وإعلان عصيان حقيقي في مواجهة أطماع الاستعباد، وفكرة قديمة ولكن بروح العصر وتطوراته.

الوعل، فكرة سامية جامعة إذا ما قامت على القيم الحضارية وترجمتها الوقائع على الأرض من غير تعصب، وهي اليوم في مرحلة التنوير والتعريف بجوهر الانتماء الضارب جذوره في أعماق التاريخ، انتماء يتجاوز كل الصغائر ويحشد اليمنيين حول فكرة جامعة، وهوية وطنية واحدة، بعيدة عن كل أشكال التجاذبات والتجاوزات.

موضوعات متعلقة