المشهد اليمني
الأحد 8 سبتمبر 2024 03:03 صـ 5 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
الجميع ينتظر.. تسريب يكشف المعالج الذي اعتمتده أبل في آيفون 16 عودة سعود آل سويلم إلى النصر تثير المخاوف.. ورفض قرار لبن نافل في الهلال وخيبة أمل لجمهور الزعيم مقيم بالسعودية يقتل زوجته ووالدتها في مكة المكرمة.. والكشف عن جنسيته عاجل.. اتحاد غرب آسيا يقصي منتخب اليمن للناشئين من البطولة عاجل: جماعة الحوثي تعلن إسقاط ”ثامن” طائرة أمريكية نوع MQ_9 في أجواء محافظة مارب الشرعية تدين اقتحام منزل شيخ وقيادي بارز بحزب الإصلاح في صنعاء أول شركة سعودية تقلص دوام موظفيها إلى 4 أيام أسبوعياً براتب كامل.. شاهد ردة فعلهم أبل تطلق هواتف آيفون 16 بشريحة ذكاء اصطناعي .. ما مميزاتها؟ أفراد لواء عسكري في تعز يحتلون شقق سكنية ويرفضون الإخلاء رغم أوامر المحكمة وناشطة تناشد الجميع: انقذوا أهلي ”شاهد” طيران بلقيس تطالب بتشكيل لجنة رئاسية عاجلة وتصف وزير النقل بالمتشنج وتلوح بورقتها القوية ”إفلاس بنك اليمن الدولي”.. أول بيان للبنك يكشف الحقيقة ولماذا يواجه أزمة سيولة؟ العراق يتدخل بشكل حاسم وينقذ اليمن من ضربة سعودية كادت تخسره التأهل

محلل سياسي سعودي: إيران ضحت بالحوثيين وضربة مدمرة دفعتهم للاتفاق مع الشرعية وتدخل صيني مرتقب لإبرام اتفاق تاريخي!

قال كاتب ومحلل سياسي سعودي معروف، إن مليشيات الحوثي التابعة لإيران، تلقت ضربة مدمرة وخذلان إيراني، دفعت الحوثيين للإدراك بأهمية السياسة "للحفاظ على ما تبقى من قوتهم".

خطوات تمهيدية

وأعرب الكاتب سليمان العقيلي، في مقال له بعنوان: "اليمن : نزاع بلا افق ام تسوية في الأفق ؟"، عن استغرابه "أن هناك من يعارض التوافق اليمني / اليمني على عدة خطوات ستمهد للعودة إلى خارطة الطريق التي قد تؤدي إلى تحسين الوضع الإنساني وتطبيع الأوضاع الامنية انتهاء بتسوية سياسية تاريخية . وهو التوافق الذي أعلنه المندوب الاممي عقب التطورات الخطيرة في المنطقة".

وقال في مقاله الذي رصده المشهد اليمني : "ان الضربة الاسرائيلية الأخيرة لميناء الحديدة لا يوافق عليها أحد لا في اليمن ولا في المنطقة ولا في الأمم المتحدة لانها تمس مصالح الشعب اليمني في معيشته وبنيته المدنية التي لا ينبغي تدميرها. فهي ليست مناطق عسكرية ولا مخازن اسلحة ومسيرات وصواريخ ربما لا زال الإيرانيون يخزنونها بأمان في الكهوف الحوثية وتحت أنظار الاقمار الاصطناعية".

خارج عن قواعد اشتباك

وأشار الكاتب العقيلي، إلى أن "كثير من المراقبين لا يعتقدون ان صراع النفوذ بين ايران واسرائيل قد وصل إلى مرحلة الحرب الشاملة التي يُسمح فيها بقصف المدن والموانئ والمطارات. فلا زالت الضربات المحدودة التي يتبادلها الطرفان الإيراني والاسرائيلي تحت السيطرة. وفي اطار قواعد الاشتباك المتفق عليها بين الطرفين . باستثناء الضربة الاسرائيلية التي تلقاها الحوثيون في الحديدة والتي تعتبر استثناءً من كل عمليات المحور الإيراني ! ".

وأضاف: "ومن الواضح ان ضرب ميناء الحديدة قد تسبب بأضرار جسيمة للميناء ولمصالح الادارة الحوثية في الهضبة الشمالية ، مما تسبب في حراجة الموقف السياسي لصنعاء ، بصرف النظر عن الشعارات الشعبوية والخطابات الثورية".

لافتًا إلى أن "هذا التطور قد يؤدي إلى تثبيت المعادلة السابقة لتوازن القوى في اليمن ، الذي يمنع انتصار احد الطرفين".

تخطوا الشروط

وأضاف: "كان الحوثيون يعتقدون ان الاشتباك مع إسرائيل سيمنحهم شرعية ثورية وفائض قوة سياسية. لكنهم لم يفطنوا إلى انهم تخطوا شروط الاشتباك المتفق عليها بين تل ابيب وطهران. او ان الوكيل الاقليمي الإيراني ضحى بهم عندما استخدمهم كجبهة مفتوحة غير مكترث لصلف الرد الاسرائيلي ، او انه استبعد هذا الرد لاعتبارات منها الضغط الأمريكي على إسرائيل بعدم توسيع الصراع . وكذلك بعد اليمن جغرافياً عن منطقة الاشتباك. لكن العارفين بسياسة طهران يدركون انضباطها وخطواتها المحسوبة لحد كبير في الصراع مع الغرب وإسرائيل".

وأردف: "بالنتيجة حصل الرد المدمر في حديدة اليمن الذي سيقوض أية محاولة من صنعاء لحماية الاقتصاد من الانهيار ، فميناء المدينة الساحلية مقوم رئيسي للإدارة المالية واقتصاديات صنعاء. وإعادته لوضعه الطبيعي امر في غاية الصعوبة".

إدراك حوثي متأخر

واستدرك: "لذا يمكن القول بان الحوثيين ادركوا اليوم بعد خراب الحديدة اهمية السياسة في الحفاظ على ماتبقى من قوتهم . مما سهل التوافق مع الحكومة الشرعية على خطوات لايقاف التصعيد المتبادل ، وهو على كل حال يمثل بادرة امل لعودة الحوار حول خارطة الطريق التي طرحها المندوب الاممي".

لا سبيل لانتصار طرف

وواصل العقيلي مقاله مستغربا من "ان هناك من لا يعجبه التوافق حول رؤية مشتركة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والحوثيين ؛ رغم انه ثبت للجميع انه لا سبيل لانتصار اي من الطرفين على الآخر في ظل توازن القوة الراهن والوضع السياسي الممزق في اليمن المتمثل بعزلة الحوثيين واستهدافهم دولياً ، وبعدم وحدة مكونات الشرعية بالصورة اللازمة".

وتابع: "ان استمرار الأزمة إلى مديات غير معروفة وبقاء اليمن ساحة نزاع بلا أفق هي وصفة لتدمير المجتمع اليمني المنهك أصلاً ، وتفككه وانحداره إلى هوة عميقة مليئة بالألام. والمصلحة الوحيدة باستمرار الوضع الراهن هي لاعداء اليمن والمنطقة الذين يرون في عدم الاستقرار الاقليمي فرصة سانحة لابتزاز وحداتها السياسية واستنزاف مواردها وتعطيل نهوضها".

يقظة عقول وتدخل صيني مرتقب

ولا يستبعد الكاتب أن "الوضع الاقتصادي المنهار والأخطار الامنية المتصاعدة قد أيقظت العقول في اليمن مثلما فعلت في طهران وغيرها".

وأتم مقاله بالقول: "وقد نرى بكين التي اثبتت انها وسيطاً نزيهاً في قضايا المنطقة المعقدة مثلما فعلت بين بين السعوديين والايرانيين، والسلطة الفلسطينية وحماس تتدخل لدفع تسوية يمنية تعيد الدولة إلى عاصمتها وأدوارها السيادية. وهو ما قد يحتاجه المندوب الاممي".

ووسط ترحيب من الحكومة الشرعية، كان مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أعلن اليوم الثلاثاء، التوصل لاتفاق بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي يقضي بخفض التصعيد في ملف القطاع المصرفي والخطوط الجوية اليمنية.

وقال المكتب في بيانه "الليلة الماضية، الثلاثاء 22 يوليو/حزيران، أبلغت الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله (الحوثيين) المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بأنهما اتفقا على عدة تدابير لخفض التصعيد فيما يتعلق بالقطاع المصرفي والخطوط الجوية اليمنية وفق نص مكتوب تسلمه المبعوث الأممي من الطرفين".

ووفقاً للبيان فإن الاتفاق تضمن في مادته الأولى "الغاء القرارات والاجراءات الأخيرة ضد البنوك من الجانبين والتوقف مستقبلا عن أي قرارات أو إجراءات مماثله".

كما شمل الاتفاق على "استئناف طيران اليمنية للرحلات بين صنعاء والأردن وزيادة عدد رحلاتها إلى ثلاث يوميا، وتسيير رحلات إلى القاهرة والهند يومياً أو بحسب الحاجة"، مع عقد اجتماعات لمعالجة التحديات الادارية والفنية والمالية التي تواجهها الشركة.

ونص الاتفاق ـ حسب البيان ـ على "البدء في عقد اجتماعات لمناقشة كافة القضايا الاقتصادية والإنسانية بناء على خارطة الطريق"، كما طلب الطرفان دعم الأمم المتحدة في تنفيذ ماتم الاتفاق عليه.

وأشار المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى الدور الهام الذي لعبته المملكة العربية السعودية في التوصل إلى هذا الاتفاق، كما أعرب عن جاهزية الأمم المتحدة للعمل مع الطرفين لتنفيذ التدابير التي اتفقا عليها، وعرض أن يدعم مكتبه التواصل مع السلطات في الأردن ومصر والهند.

وشدد غروندبرغ على ضرورة تعاون الطرفين من أجل التوصل إلى اقتصاد يخدم جميع اليمنيين ويدعم تنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد واستئناف عملية سياسية جامعة.