المشهد اليمني
الخميس 12 سبتمبر 2024 07:46 مـ 9 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل

هل هناك دولة خليجية مولت ‘‘فيلم حياةالماعز’’ للإضرار بالسعودية؟

قبل فترة وأثناء لقاء مع دبلوماسية هندية، تناقشنا حول الأفلام الهندية، وقبل أن أبدي رأيي قالت لي أن السينما الهندية مبالغة في التمثيل خاصة في أفلام الأكشن والقتال، كنت وقتها أتحدث معها حول استخدام الهند للسينما في تصفية حساباتها مع خصومها الدوليين، والأفلام التي ركزت فيها على حرب المخابرات مع باكستان، فقالت هي لا تشاهد الأفلام الهندية ولا تستهويها.

اليوم خرجت السينما الهندية بفيلم أحدث ضجة غير عادية، لأنه ناقش قضية مثار جدل في دول الخليج، وهي تتعلق بالكفيل، وكيف يمكنه أن يحول حياة عامل إلى الجحيم في حال كان سيئا، وموضوع الكفيل ظل لفترة طويل في خلاف بين رجال القانون الذين يرون أنها نوع من العبودية الحديثة، وبين رجال الأمن الذين يرون أن ذلك مهما لضبط استقدام العمالة في الفرص المتاحة التي لا تؤثر على الوضع الاقتصادي للمواطنين.

ومن هنا أود وضع مجموعة نقاط حول الفيلم الذي صور قضية إنسانية وحقوقية بطريقة دراماتيكية تنتهي إلى حكم غالبية مشاهديه على سوء تعامل كفلاء الخليج مع العمالة الأخرى، دون استثناء، ودون المرور بمشاهد جيدة باستثناء ذلك الرجل الذي ظهر في الطريق ليأخذ بيد الرجل الهندي التائه وسط الصحراء ويوصله بالجالية الهندية.

من خلال الفيلم أستطيع القول :

أولا: ينتمي للمدرسة الهندية التي قالت صديقتي الدبلوماسية أنها مبالغة في تصوير الواقع، وبالتالي فإن المبالغة في تصوير الظلم الذي لحق بالرجل سينعكس سلبا على مصداقية الفيلم، بل يعطينا انطباع أنه توجه متعمد للتشويه .

ثانيا: الفيلم صور الضحايا أنهم مسلمين وأنهم تعرضوا للظلم على يد مسلمين، حتى الإفريقي الذي ظهر كمنقذ ومتدين ولطيف، وجدت صورته في قسم الشرطة ضمن المطلوبين، وهذه محاولة لجلب الاستعطاف بعيدا عن الاتهامات التي ستلحق بمنتجي الفيلم أن هناك تعمد لتشويه المسلمين، مع أن مخرج الفيلم تعمد فعلا على تصوير العرب الخليجيين مجرد مجرمين قتلة في الصحراء، يلبسون الثياب الرثة وأجسادهم وسخة لها ريحة قذرة، تختلط بالحليب الذين يشربونه صباحا ويذهب نصفه فوق أجسادهم، بل قال الضحية أن عطور العرب تصنع من عرقهم وبولهم، وهذا التشويه هو أخطر من تصوير الظلم الذي لحق بالرجل الهندي .

ثالثا: تم التركيز على الظلم الذي لحق بالهندي من بدو الصحراء، دون التطرق إلى آلية الاستقدام من قبل شركات هل كانت مجرد نصب، وكيف يمكن لشخص أن يخطفه من المطار، وكيف يسافر ولا يعرف مقر الشركة التي استقدمته، وكيف يقبل الصعود على سيارة البدوي من المطار وهو ليس من طلبه للعمل معه، وهل هناك شركاء هنود في الاحتيال والنصب لإستقدام عمال بلا عمل، ولماذا التعمد في إظهار تواطؤ أقسام الشرطة الحكومية مع الكفلاء المجرمين ؟

من خلال الفيلم بدايته ومساره ونهايته، أرى أنه ينتمي لأفلام الدعاية التي تصنع لتحقيق أهداف سياسية، فمن يا ترى مول الفيلم ومن يستهدف من دول الخليج ؟

شخصيا ومن وجهة نظر قد تكون خاطئة أرى أن الفيلم يهدف لتشويه السعودية كأكبر دولة خليجية، ثم العرب في صحراء الجزيرة، ثم المسلمين الذي يجرمون حتى بحق المسلمين، أما من مول الفيلم، فمن خلال المستفيد نستطيع القول أن إسرائيل وإيران وبعض الدول الغربية أكثر المستفيدين من فتح ملف الكفيل في دول الخليج لزيادة الضغط، لكن السؤال الذي يحتاج لإجابة أكثر، هل هناك دولة خليجية مولت هذا الفيلم الدعائي للإضرار بالسعودية ؟