المشهد اليمني
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 12:51 صـ 14 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل

السعودية تفاجئ العائلات اليمنية بقرار رسمي جعلهم يذرفون الدموع

الكاتب خالد الذبحاني
الكاتب خالد الذبحاني

اتصلت بي قريبتي المقيمة في المملكة وكانت تبكي بحرقة وتذرف الدموع هي وطفلتها الصفيرة، لأن كل المدارس رفضت تسجيل ابنتها ، وطلبت مني ان اساعدها في هذا الأمر ، والحقيقة انني كنت ارغب في الضحك والسخرية من قريبتي، وكنت سأقول لها انا لست وزير التعليم في المملكة، ولا امتلك القدرة لفعل ذلك، خاصة وان ابنتها الصغيرة لم تجدد اقامتها المنتهية، لكني لم أفعل لأن الموقف كان إنسانيا بمعنى الكلمة ، خاصة و طفلتها الصفيرة تزعجها بشكل دائم وتبكي بسبب رغبتها في الذهاب إلى المدرسة كبقية الأطفال.

فكرت أن انصحها بالعودة الى اليمن من أجل دراسة ابنتها، فبقائها دون تعليم جريمة لا تغتفر، لكني تذكرت كلام اليوتيوبر الشهير " مصطفى المومري " الذي كشف في مقطع فيديو حجم المبالغ الهائلة التي تطلبها المدارس الخاصة مقابل التعليم والتي تتجاوز ال800 ألف ريال يمني سنويا، بالإضافة الى ان اقامتها المنتهية لن تسمح لها بمغادرة المملكة، لذلك قررت تهدئتها وتطييب خاطرها، فقلت لها انني سوف أعمل ما بوسعي لتسجيل ابنتها في المدرسة، وان الأمور ستكون طيبة بإذن الله.

وبفضل الله وكرمه وجوده حاء الفرج العاجل والخبر السعيد ، فطلبت منها الذهاب لنفس المدرسة لتسجيل ابنتها، فأخبرتني أن الإقامة الخاصة بها وبطفلتها الصغيرة منتهية ولم يتم تجديدها، فقلت ان هذا ليس مهما، وما عليك إلا الذهاب للمدرسة مع طفلتك لتسجيلها، وكم شعرت بسعادة غامرة حين اتصلت بي وهي تبكي وتذرف الدموع ، ولكن في هذه المرة كانت دموع فرح وابتهاج وسرور ، فقد تم تسجيل ابنتها في المدرسة، ولم تكن المسكينة مصدقة ما حدث، فقلت لها إن السعودية أصدرت قرارا رسميا ينص على قبول الطلاب الذين انتهت إقاماتهم، بالإضافة إلى الطلاب المقيمين بشكل غير نظامي والذين تم تسجيل بصماتهم لدى وزارة الداخلية، في جميع مدارس المملكة.


اخبرتني قريبتي إن كل صديقاتها ومعارفها وقريباتها يبكون من شدة الفرح ويدعون من أعماق قلوبهم للقيادة السعودية على هذا الموقف الإنساني الرائع الذي أزال عن كاهلهم عبئ المدارس والتعليم ، وأنا هنا في هذا المقال ابارك لكل العائلات اليمية في المملكة، وللأمهات واطفالهن، وأضم صوتي معهم بأن يرفع الله قدر القيادة السعودية الرشيدة، ويعلي شأنهم ويسعد كل أبناء المملكة قيادة وحكومة وشعبا، فهذا القرار الإنساني أدخل الفرح والسرور في قلب كل أم يمنية مقيمة مع أطفالها في المملكة ، وهو قرار ينسجم ويتوافق مع ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف" أعظم ما يتقرب به المرء إلى ربه سرور يدخله في قلب أخيه" صدق رسول الله .