المشهد اليمني
الخميس 19 سبتمبر 2024 06:42 مـ 16 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
بالأسماء والصور.. الشرعية تدين اقتحام منازل قيادات المؤتمر بصنعاء واختطافهم بعد دعواتهم للاحتفال بالثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر الحوثيون ينفذون حملة اعتقالات واسعة بحق قيادات وأعضاء حزب المؤتمر بصنعاء ومناطق سيطرتهم بعد توقف لسنوات.. عودة هذه الرحلات الجوية إلى مطار عدن الدولي مشاهدة مباراة القادسية والأخدود بث مباشر بدون تقطيع جودة عالية HD في دوري روشن عاجل.. أول ظهور لـ”حسن نصر الله” بعد تفجير إسرائيل أجهزة البيجر: تعرضنا لضربة كبيرة والهدف قتل 5 آلاف من عناصر حزب الله البنك المركزي اليمني يوقف ”5 شركات صرافة” ويجمد أصولها وأموالها (الأسماء) في تعاملات اليوم الخميس .. عملة ”البيتكوين” عند أعلى مستوى منذ نهاية أغسطس 2024 ”شركة قردة و5000 حصان طروادة”.. الكشف عن تفاصيل جديدة لتفجيرات أجهزة البيجر اعتدى على فتاة والسلطات تلقي القبض عليه.. إلقاء القبض على أحمد ياسر المحمدي لاعب الريان القطري شاهد ردة فعل أمير الكويت على مسؤولة حكومية نطقت اسم منطقة سعودية خطأ (فيديو) بعد مرور 100 يوم على اختطافهم.. الأمم المتحدة تصدر بيانًا بشأن موظفيها المحتجزين لدى مليشيا الحوثي نمبر وان ملك الأزمات... سيدة تقاضي محمد رمضان بعد تعدي نجله على نجلها بالضرب

لافتات سبتمبرية (6) جمعية الإصلاح

تأسست جمعية الإصلاح مطلع العام 1944م، أسّسها القاضي محمد الأكوع والقاضي عبدالرحمن الإرياني، وكان الأكوع رئيسها. وضمت إلى جانبهما كلا من: الشاعر محمد أحمد صبرة والشيخ محمد منصور الصنعاني والقاضي عبدالكريم العنسي والأستاذ عبده محمد باسلامة، وأيضا القاضي محمد بن يحيى الإرياني والقاضي أحمد المعلمي، والشيخ حسن بن محمد الدعيس، الملقب بالفيلسوف، والشيخ حسن البعداني، والشيخ منصور البعداني، والشيخ محمد حزام خالد، والشيخ محمد الشعيبي، وغيرهم.

يقول الرئيس الإرياني في مذكراته: وقد وضعنا للجمعية نظامًا وبرنامجَ عمل، وفرضنا ضريبة شهرية وتبرعاتٍ على الأعضاء المنظمين. وجاء من صنعاء القاضي يحيى بن أحمد السياغي والسيد الحر محمد بن أحمد المطاع، واطلعا على برنامج الجمعية، وحضرا بعض جلساتها. وبعد وضع نظام الجمعية وبرنامج عملها والتزام كل عضو بما كلف به تفرق الجمع إلى ما أوكل لكل واحد.

ولأنَّ مثلَ هذه التجمعات والتكتلات من المحظورات في عُرف الإمام وأنجاله السيوف حينها، فقد كانت الجمعية سرية؛ لكن حين اتسعت دائرة الانتساب إليها خرج السر وفشا، وعرف الحسن بن الإمام يحيى أخبار الجمعية من خلال جواسيسه، وهو من الأمراء المتشددين والأكثر إغراقا في التخلف من كل إخوانه، فكان أن أمرَ بمداهمة المنزل المجتمعين فيه، والذي يتم فيه إيداع الوثائق، ثم اعتقال الموجودين، وإيداعهم السجن، مكبلين بالحديد، وذهبوا لتفتيشِ بيت رئيس الجمعيّة القاضي الأكوع، وفيه عثروا على الوثائق، ومنها نظام الجمعيّة وعددٌ من المنشورات التي مثلت قرينة لإدانتهم.

وتمت بعد ذلك مطاردة من تبقى من الأعضاء واعتقالهم، كالقاضي الإرياني، ثم إرسالهم إلى ولي العهد أحمد في تعز، مع آخرين معتقلين تم إرسالهم من صنعاء، مشيا على الأقدام، ومكبلين بالأغلال، في سلسلةٍ واحدة، وعددهم حوالي ثلاثين شخصًا في مشهدٍ يبعث على الإشفاق.
وظلوا في سجنِ ولي العهد أحمد في تعز حتى 8 ديسمبر 1944م، ومنها تم حشرهم في سيارات شحنٍ كبيرة كالنعاج إلى سجن نافع بحجة. وكان من ضمن المتعقلين الذي تم إرسالهم إلى حجة بهذه الطريقة شيخٌ طاعن في السن يزيد عن ثمانين عامًا، اسمه محمد حسان، من تعز، صوفيا يزوره الناس، فرآه السيف أحمد خطرا عليه. وقد مات في سجن حجة بعد أشهر من وصوله إليها.

ويذكر القاضي الشماحي أنّ الجمعية قد أرسلت برنامجها إلى الزبيري، وكان حينها يقيم في عدن، فتولى مطالعته وتوسيعه، وسماه "برنامج الإصلاح" وطبعه، وأرسل منه كميات كثيرة إلى القاضي محمد الأكوع، رئيس المنظمة، ومن أهدافها هو إزالة حكم الإمام يحيى وأبنائه، وهذا هو الهدف الحقيقي الذي تلتقي حوله المنظمات الثلاث:
1ــ هيئة النضال، برئاسة المطاع، في صنعاء.
2ــ حزب الأحرار بعدن، بقيادة نعمان والزبيري
3ــ جمعية الإصلاح في إب.

مضيفا: وهذه المنظمات الثلاث، وإن اختلفت في بعض الخطط ومواد النظام فإنها وبقية قوى المقاومة يتفقون جميعا في هدف واحد هو نسف حكم الإمام يحيى وأسرته. حول هذا الهدف كان لقاء كل الفئات بعقيدةٍ لا تقبلُ جدلا ولا مناظرة. إنها أصبحت عند الجميع كالشهادتين، محور الإيمان..

كما ذكر أيضًا أنَّ أعمالَ الجمعيّة قد امتدت خارج إب، إلى كل من ذمار ومعبر وصنعاء، ثم تعز بعد ذلك؛ حيث قام مندوب الجمعية القاضي إسماعيل الأكوع بحمل منشوراتها وبرامجها إلى هذه المدن، ويقابل الشخصيات البارزة مثل: المطاع وعبدالسلام صبرة ومحمد بن حسين عبدالقادر، إلا أنه قد تم القبض عليه بمعبر أثناء عودته، وقبل أن يتم القبض عليه استطاع حرق الوثائق التي كانت بحوزته، حتى لا تؤكد التهمة الإمامية عليه.

وهكذا.. كانت جمعية الإصلاح محطة نضالية كسابقاتها من المحطات، وكلاحقاتها أيضا، وجميعها تدينُ الحكم الكهنوتي البائد الذي لم تجدِ معه كل المحاولات النضالية السلمية حتى قال الشعب فيه كلمته الفاصلة في ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 62م.