هل يجوز للأخت إرضاع شقيقها؟ فتوى مثيرة للجدل تثير تساؤلات شرعية

سأل أحد المواطنين عبر موقع الفتاوى المصري عن حكم إرضاع الأخت لأشقائها، واستفسر عن مدى جواز ذلك في إطار الفتاوى الشرعية. تسلط الفتاوى الإسلامية الضوء على قضية إرضاع الأخت لأشقائها في سياق أحكام الرضاعة، وتعد هذه المسألة من المواضيع التي تُثار أحيانًا في النقاشات الدينية.
في هذا السياق، أكد العديد من العلماء على أن إرضاع الأخت لشقيقها أو شقيقتها يمكن أن يؤدي إلى محرمية شرعية إذا تم في ظروف معينة. فقد ورد في الحديث النبوي الشريف الذي رواه البخاري ومسلم: "يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب"، وهذا يؤكد أن الرضاعة يمكن أن تنشئ علاقة من المحرمية تشبه علاقة النسب.
إذا قامت الأخت بإرضاع شقيقها خمس رضعات في الحولين قبل الفطام، فإنها تصبح ابنته من الرضاع باتفاق من الأئمة. وبذلك، يصبح زوج الأخت الذي درّ اللبن بوطئه أبا لها، وكذلك يصبح إخوة الزوج أعمامها. وهذا الحكم موضع إجماع بين الأئمة المشهورين في الفقه الإسلامي. حيث يُعتبر أن الرضاعة في هذه الحالة تؤدي إلى إنشاء علاقة محرمة شرعًا بين الأخت وأشقائها من الرضاعة، تمامًا كما هو الحال في النسب.
وفي وقت سابق، علقت أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الأستاذة سعاد صالح، على هذه المسألة في برنامج «علامة استفهام»، المذاع عبر فضائية «الشمس». وقد أكدت أنه لا يوجد مشكلة شرعية في قيام الأخت بإرضاع شقيقها الصغير، مشيرة إلى أن هذا الأمر يعتبر من باب صلة الرحم. وأوضحت الأستاذة سعاد صالح أنه لا يوجد أي حرمانية أو فاحشة في حالة قيام البنت بإرضاع شقيقها، طالما أن ذلك يحدث في سياق الرضاعة الشرعية التي تنشئ علاقة من المحرمية.
وأضافت الأستاذة سعاد أنه ينبغي أن يُفهم أن الرضاعة لا تقتصر فقط على الأوقات التي تتعلق بالطفولة المبكرة، بل إن الأحكام الشرعية ترتبط بالمفهوم الفقهي للرضاعة وتأثيرها على العلاقات الأسرية. وتابعت بالقول: "عندما يتم الرضاعة بشكل شرعي وفقًا للأحكام التي وضعها العلماء، فإن ذلك يعزز صلة الرحم ويجعل العلاقة بين الأفراد أقوى، خصوصًا عندما يكون هناك احترام للأحكام الشرعية".
من جهة أخرى، يشير بعض العلماء إلى أنه في حالة قيام الأخت بإرضاع شقيقها بعد بلوغ سن معين، يمكن أن تكون هناك آراء فقهية متباينة حول تأثير ذلك على المحرمية بينهما. ولذلك، تظل هذه المسألة محل اجتهادات فقهية متجددة بحسب السياق الديني والاجتماعي.
في النهاية، يؤكد معظم الفقهاء على ضرورة الالتزام بما ورد في الشريعة الإسلامية بشأن الرضاعة وأثرها على العلاقات الأسرية. ويظل الحديث عن إرضاع الأخت لأشقائها موضوعًا دينيًا حساسًا يختلف باختلاف المدارس الفقهية وتفسيرها للنصوص الشرعية.