رافال الفرنسية .. من فشل تجاري إلى مقاتلة النجوم في أسواق السلاح العالمي

من صفقة مصر إلى قفزة عالمية .. رافال الفرنسية من مقاتلة "مهملة" إلى أيقونة الطيران العسكري العالمي؛ في السنوات الأخيرة، أصبحت مقاتلة رافال Rafale الفرنسية واحدة من أكثر الطائرات الحربية طلبًا في العالم، بعد أن كانت تعاني من ضعف الإقبال لسنوات؛ اليوم، تخطط فرنسا لإنتاج ما بين 48 إلى 60 طائرة رافال سنويًا، بمعدل خمس مقاتلات شهريًا، في خطوة تماثل إنتاج أمريكا لمقاتلات F-16.
البداية المتعثرة… والانطلاقة كانت من القاهرة
بدأ تطوير رافال في ثمانينيات القرن الماضي، واستغرق العمل عليها أكثر من 20 عامًا، بتكلفة تجاوزت 80 مليار يورو، ورغم تقدمها التكنولوجي وقدرتها على أداء مهام متعددة، سواء في النسخة الجوية أو البحرية (رافال مارين)، لم تجد المقاتلة مشتريًا خارج فرنسا حتى عام 2015.
المفاجأة جاءت من مصر، التي قررت شراء 24 مقاتلة من طراز Rafale F3R، في خطوة كانت جريئة وقتها، خاصة أن الطائرة لم تكن قد صدّرت لأي دولة، لكن الصفقة المصرية كانت نقطة التحول التي أعادت تسويق رافال عالميًا، فبعدها توالت الطلبات من قطر، الهند، والإمارات.
لماذا اختارت مصر الرافال؟
القرار المصري جاء في سياق توتر العلاقات مع الولايات المتحدة، وخوفًا من توقف الدعم الفني لمقاتلات F-16 التي تعتمد عليها القوات الجوية المصرية، في ذلك التوقيت، كان الحل يتمثل في طائرة غربية متطورة لا تخضع لنفس الضغوط الأمريكية، وكانت الرافال هي الخيار الأمثل.
نسخ متقدمة وتحديثات مستمرة
اليوم، تسعى فرنسا لتطوير نسخة Rafale F5، والتي ستمتلك قدرات متقدمة لمواجهة الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى دمجها مع منظومات ذكاء اصطناعي وطائرات من دون طيار من فئة "وينجمان"، هذه المميزات تجعلها تنافس طائرات الجيل الخامس مثل F-35 الأمريكية وسوخوي 57 الروسية.
رافال مجهزة بمنظومة رادار RBE2 AESA، ومنظومة الحرب الإلكترونية "SPECTRA"، إضافة إلى تسليح متقدم مثل صواريخ "ميتيور" و"سكالب"، ما يجعلها مقاتلة هجومية ودفاعية بامتياز.
مصر شريك استراتيجي لا مجرد زبون
بحسب تصريحات الهيئة العربية للتصنيع، فإن التعاون مع فرنسا في مجال التصنيع العسكري تجاوز حدود البيع والشراء، ليصل إلى شراكة استراتيجية، تعكسها مشاريع تصنيع مشترك وتعاون طويل الأمد.
الشرق الأوسط يقود الطفرة في مبيعات "رافال"
اللافت أن أكبر الطفرات في مبيعات رافال جاءت من الشرق الأوسط، فبعد الصفقة المصرية، سارعت قطر إلى التعاقد على 36 مقاتلة، تلتها الإمارات بطلب تاريخي لشراء 80 طائرة دفعة واحدة، خاصة بعد تعثر صفقة طائرات F-35 مع الولايات المتحدة. كذلك، استحوذت الهند على 30% من إنتاج رافال، وتخطط لصفقة جديدة تتجاوز قيمتها 11.8 مليار دولار تشمل النسخ البحرية Rafale Marine المخصصة لحاملات الطائرات.
الخلاف الأوروبي الذي صنع الفارق
رافال هي نتاج خلاف فرنسي-بريطاني خلال مشروع المقاتلة الأوروبية "يوروفايتر تايفون". أرادت فرنسا طائرة تصلح لحاملات الطائرات، بينما فضّلت بريطانيا الطراز الأرخص، ما دفع فرنسا للانسحاب وتطوير رافال بمفردها. وعلى الرغم من التكاليف الباهظة، أثبتت فرنسا نجاحها بخلق طائرة مرنة تخدم في الجو والبحر، مما جعلها أكثر جذبًا لدول تبحث عن مقاتلة متعددة المهام.
ماذا بعد؟ رافال F5 تغير قواعد اللعبة
النسخة المقبلة Rafale F5 ستكون علامة فارقة. من المتوقع أن تدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأن تتكامل مع طائرات مسيّرة من نوع "وينجمان"، إلى جانب قدرتها على استهداف الأقمار الصناعية والتعامل مع تهديدات الفضاء. ذلك يجعل رافال أقرب إلى طائرات الجيل الخامس من حيث القدرات، دون الدخول فعليًا إلى هذه الفئة باهظة التكلفة.
ماذا ربحت مصر من الصفقة؟
الربح المصري لم يكن فقط في اقتناء مقاتلة متطورة، بل في تغيير قواعد سوق السلاح العالمي ، فصفقة 2015 منحت رافال "الختم الأول"، الذي شجّع باقي الدول على التعاقد. اليوم، تعتبر فرنسا مصر شريكًا استراتيجيًا، وهناك مشاريع تصنيع وتعاون فني مستمر بين الجانبين، خاصة عبر الهيئة العربية للتصنيع.
مقاتلة رافال، Rafale F5، الجيش المصري، القوات الجوية المصرية، فرنسا، صفقات السلاح، رافال مارين، مقاتلات متعددة المهام، الصناعة العسكرية الفرنسية، الطائرات الحربية، طائرات الجيل الرابع++، رافال F3R، سلاح الجو المصري، صفقات التسليح.
رافال F5، Rafale Marine، الهند، الإمارات، قطر، يوروفايتر تايفون، حاملات الطائرات، طائرات مسيرة وينجمان، الذكاء الاصطناعي في الطائرات الحربية، مقاتلات الجيل الخامس، صفقات سلاح الشرق الأوسط، فرنسا ومصر، التصنيع العسكري المصري، سلاح الجو الإماراتي، التطوير العسكري الهندي.