خبير عسكري يدعو إلى اليقظة المجتمعية ويحذر من تكتيكات المليشيات العشوائية

في بيان لافت للنظر، أصدر الخبير العسكري البارز محمد عبدالله الكميم تحليلاً عميقاً حول التطورات الأمنية الأخيرة التي شهدتها البلاد، مسلطاً الضوء على الدور الحاسم الذي لعبه المواطنون في كشف تحركات الجماعات المسلحة.
وأكد الكميم أن تعميم كلمة "مدري" بين الناس – والتي كانت تعبر عن حالة من اللامبالاة أو عدم اليقين سابقاً – قد تحولت إلى وعي مجتمعي غير مسبوق، حيث أصبح الناس أكثر حذراً وإدراكاً لأهمية الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.
وأشار الكميم إلى أن هذا الوعي ساهم بشكل كبير في تدفق المعلومات الاستخباراتية عن قادة المليشيات، مما جعل تحركاتهم تُرصد بدقة كبيرة.
وأوضح أن هذه البيانات أسفرت عن كشف العديد من الخطط والتحركات السرية لتلك الجماعات، الأمر الذي قلل من تأثير تهديداتهم وأفقدتهم الكثير من قوتهم وقدرتهم على المناورة.
اختباء المليشيات بين المدنيين: استراتيجية محفوفة بالمخاطر
وفي إطار حديثه عن الأساليب التي تتبعها المليشيات لتجنب الاستهداف، أكد الكميم أن هذه الجماعات لجأت إلى الاختباء بين المدنيين واستخدام الأعيان المدنية كغطاء لتحركاتهم.
وأشار إلى أن المساجد والمدارس وحتى المنازل السكنية باتت مواقع محتملة لوجود عناصر تلك الجماعات، الذين يعتقدون خطأً أن مثل هذه الأماكن ستقيهم من أي استهداف.
لكن الكميم كان واضحاً في تحذيره من أن هذه التكتيكات لن تؤتي ثمارها، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمواجهة قوى عظمى لا تتردد في اتخاذ قرارات حاسمة، حتى لو تضمنت استهداف مواقع ذات طابع مدني.
وقال: "لا يمكن للمليشيات أن تجد الأمان في أماكن العبادة أو المدارس أو حتى بين عائلاتهم، لأن القوى التي تخوض الحرب ضد الإرهاب لن تتردد في ضرب أي هدف ذي أهمية، بغض النظر عن موقعه أو الخسائر المحتملة."
دعوة إلى "التحصن كالرجال"
وفي تصريح له دلالات خاصة، دعا الكميم قادة المليشيات إلى إعادة النظر في استراتيجياتهم واختيار أماكن أكثر ملاءمة للاحتماء، إذا كانوا يرغبون في البقاء على قيد الحياة.
وقال: "إذا كان لديكم أي شجاعة أو إرادة للقتال، فعليكم التحصن في الكهوف أو مواجهة مصيركم كالرجال بدلاً من الاختباء بين المدنيين وتعريض حياة الآمنين للخطر."
واعتبر الكميم أن استمرار هذه الجماعات في استخدام المدنيين كدروع بشرية ليس فقط دليلاً على ضعفهم، بل هو أيضاً انتهاك صارخ للقوانين الإنسانية الدولية.
وشدد على أن هذه التصرفات لن تحميهم من الملاحقة، بل ستزيد من غضب القوات المعنية بأمن واستقرار البلاد.
نداء عاجل للمواطنين
وفي جانب آخر من البيان، وجه الكميم نداءً عاجلاً إلى المواطنين، داعياً إياهم إلى التعاون مع الجهات الأمنية لضمان سلامتهم الشخصية وأمان البلاد.
وقال إن الابتعاد عن أي عناصر مشبوهة يعدّ خطوة أساسية لحماية النفس والمجتمع، مشيراً إلى أن المسافة الآمنة يجب ألا تقل عن ألف متر.
كما شدد على أهمية الإبلاغ الفوري عن أي وجود مشبوه عبر القنوات الرسمية، مؤكداً أن هذا التعاون سيؤدي إلى تسريع القضاء على هذه التهديدات.
دور الإعلام في تعزيز الوعي
وفي نهاية بيانه، أشاد الكميم بالدور الذي لعبته وسائل الإعلام المحلية في نشر التوعية بين المواطنين، مؤكداً أن الإعلام كان جزءاً لا يتجزأ من الجهود المبذولة لمواجهة التحديات الأمنية.
ودعا الجميع إلى متابعة الأخبار من المصادر الموثوقة، والاستفادة من النصائح والإرشادات التي تقدمها الجهات المعنية.