الأربعاء 16 أبريل 2025 08:17 صـ 18 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الحوثيون يعززون جبهات القتال بالأسلحة والصواريخ الباليستية وسط تصاعد الضربات الأمريكية

الإثنين 14 أبريل 2025 10:17 مـ 16 شوال 1446 هـ
عناصر حوثية
عناصر حوثية

أفادت مصادر ميدانية مطلعة عن قيام مليشيا الحوثي بنقل أسلحة مختلفة، تشمل صواريخ باليستية ومعدات عسكرية متقدمة، إلى مواقع قريبة من جبهات القتال في عدد من المحافظات اليمنية.

يأتي هذا التحرك في ظل تصاعد الضربات العسكرية التي تشنها القوات الأمريكية ضد أهداف للجماعة المسلحة، والتي استأنفت نشاطها بشكل مكثف منذ 15 مارس الجاري.

وأوضحت المصادر أن المليشيا الحوثية قامت بنقل الأسلحة والصواريخ إلى مواقع استراتيجية قريبة من خطوط التماس مع القوات الحكومية المشتركة المناوئة لها، في محاولة يائسة لتفادي تدميرها نتيجة التصعيد العسكري الأمريكي المتزايد.

وأكدت المصادر أن هذه الخطوة تأتي في سياق محاولات الجماعة تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية، خشية تعرض مخازن أسلحتها الرئيسية لضربات مدمرة قد تؤثر على أدائها العسكري في مختلف الجبهات.

تصعيد أمريكي يستهدف الحوثيين

في السياق ذاته، شهد الوضع الميداني في اليمن تصعيدًا غير مسبوق بعد استئناف القوات الأمريكية ضرباتها العسكرية ضد أهداف للحوثيين، ضمن حملة ضغط جديدة تستهدف الجماعة وداعمها الرئيسي إيران.

وتسعى واشنطن من خلال هذه الضربات إلى الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة، ومنع استخدام اليمن كمنصة لتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.

وتتزامن هذه الضربات مع تزايد التوترات بين الحوثيين ودول المنطقة، لا سيما بعد تهديد الجماعة باستئناف حظر عبور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر عبر استهدافها، رداً على منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.

وقد أثار هذا التهديد ردود فعل دولية واسعة، حيث اعتبرته الولايات المتحدة وحلفاؤها تهديدًا مباشرًا لأمن الملاحة الدولية واستقرار المنطقة.

ردود الفعل الإقليمية والدولية

على الصعيد الإقليمي، أعربت دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، عن قلقها العميق إزاء تصاعد التوترات في اليمن ومحاولات الحوثيين تعطيل حركة التجارة العالمية عبر البحر الأحمر.

ودعت الرياض المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم ضد الحوثيين، مشددة على أهمية دعم جهود تحقيق السلام في اليمن ضمن إطار المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات الأمم المتحدة.

وفي المقابل، أكدت إيران دعمها المستمر للحوثيين، واصفة الضربات الأمريكية بأنها "انتهاك صارخ للسيادة اليمنية"، واتهمت واشنطن بتأجيج الصراع في البلاد.

كما دعت طهران إلى وقف فوري للضربات العسكرية، معتبرة أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة اليمنية.

تداعيات على الأرض

مع استمرار التصعيد العسكري، يواجه المدنيون في المناطق التي تشهد عمليات نقل الأسلحة والضربات الجوية مخاطر جسيمة.

وأفادت تقارير حقوقية عن زيادة في أعداد الضحايا المدنيين، بالإضافة إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في ظل استمرار الحرب التي دخلت عامها العاشر دون بوادر واضحة لنهايتها.

ويشير مراقبون إلى أن التحركات الأخيرة للحوثيين والضربات الأمريكية قد تزيد من تعقيد المشهد اليمني، خاصة في ظل غياب أي مؤشرات على انفراجة سياسية قريبة.

ويشدد الخبراء على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لدفع كافة الأطراف نحو طاولة المفاوضات، لتحقيق السلام الذي ينشده الشعب اليمني بعد سنوات طويلة من المعاناة.

يبقى الوضع في اليمن معلقًا بين التصعيد العسكري والضغوط السياسية، وسط دعوات متزايدة من المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار والعودة إلى الحوار.

ومع ذلك، يبدو أن الطريق نحو السلام لا يزال مليئًا بالتحديات، خاصة في ظل استمرار الصراعات الإقليمية والدولية التي تغذي الحرب في هذا البلد المنكوب.