أسهم التكنولوجيا تقفز عالميًا بعد قرار ترامب المفاجئ

شهدت الأسواق العالمية طفرة مفاجئة في أسهم التكنولوجيا، بعدما أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على إعفاء عدد من الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب من رسومها الجمركية الصارمة المفروضة على الصين. هذا القرار جاء كخبر سار طال انتظاره، خاصة في ظل القلق المتزايد الذي تسببت فيه سياسات التجارة المتبادلة بين واشنطن وبكين خلال الأسابيع الماضية.
خلفية الأزمة بين الصين وأمريكا
في الأسابيع الأخيرة، عانت شركات التكنولوجيا الكبرى من تراجع ملحوظ في قيم أسهمها، نتيجة تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. الرسوم الجمركية المتبادلة رفعت المخاوف من ارتفاع حاد في أسعار المكونات، واضطرابات غير مسبوقة في سلاسل التوريد، تُعد الأسوأ منذ أزمة جائحة كورونا. وكان المستهلكون يتأهبون لتحمل تكاليف إضافية في ظل تضخم خانق.
الإعفاءات الجمركية تعكس تغيرًا في السياسات
قرار الإعفاء الذي اتخذته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب يُعد اعترافًا ضمنيًا بالأضرار التي كانت تتسبب فيها تلك الرسوم للمواطن الأمريكي، خصوصًا مع زيادة الأسعار على السلع الأكثر استخدامًا مثل الهواتف المحمولة والحواسيب المحمولة. المحلل ألبرتو جيرا من مؤسسة "إكويتا" أشار إلى أن هذه الخطوة جاءت في وقت حرج، وأنها ساعدت في تفادي انهيار محتمل في إمدادات السوق.
قفزة في أسهم الشركات العملاقة
مع الإعلان عن الإعفاءات، سجلت شركة Apple الأمريكية ارتفاعًا بنسبة 5.5% في تداولات ما قبل السوق، بعد أن كانت أسهمها قد انخفضت بنسبة 1.9% خلال الأسبوعين الماضيين. يعود ذلك إلى أن جهاز iPhone، أحد أهم منتجات الشركة، يُصنع بشكل شبه كامل في الصين. وفي حال استمرار التعريفات، كانت الأسعار مرشحة للارتفاع بشكل حاد، ما يهدد الطلب المحلي.
أثر القرار على الشركات العالمية
لم تكن Apple وحدها من استفادت من القرار. فقد ارتفعت أسهم شركات مثل HP وDell Technologies بنسبتي 6% و6.8% على التوالي. أما شركة Nvidia المتخصصة في الرقائق الإلكترونية، فسجلت قفزة بنسبة 1.8%. حتى الأسواق الأوروبية لم تكن بعيدة عن التأثير، حيث شهدت شركات مثل ASM International وإنفينيون الألمانية ارتفاعًا بنسب تراوحت بين 3% و3.8%، نتيجة اعتمادها الكبير على السوق الأمريكية.
نهاية مشوقة ومفتوحة
يبدو أن هذا القرار الأمريكي قد يفتح فصلًا جديدًا في العلاقة التجارية المتوترة بين الصين وأمريكا، وربما يساهم في إعادة ضبط توازن الأسواق العالمية. ومع ذلك، يظل السؤال المطروح: هل ستواصل الولايات المتحدة تقديم تنازلات إضافية؟ أم أن هذا القرار مجرد استراحة قصيرة قبل جولة جديدة من المواجهات الاقتصادية؟