السبت 19 أبريل 2025 04:58 صـ 21 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

اكاديمي سعودي يستشهد بالقرآن لتحليل مستقبل اليمن بعد هلاك الحوثي

الخميس 17 أبريل 2025 01:23 صـ 19 شوال 1446 هـ
السحيمي
السحيمي

في تعليق لافت ومثير للجدل، علق الأكاديمي السعودي الدكتور نمر السحيمي على الأنباء المتداولة حول مقتل زعيم جماعة الحوثيين، عبد الملك الحوثي، مستخدمًا رمزية دينية عميقة من القرآن الكريم.

الدكتور السحيمي، الذي يُعرف بآرائه الحادة وتحليلاته السياسية المستندة إلى النصوص الدينية، استحضر قصة موت النبي سليمان عليه السلام وما ارتبط بها من "دابة الأرض"، متسائلًا عما إذا كانت هذه الرمزية قد تتحقق في الواقع اليمني الحالي.

رمزية "دابة الأرض" بين الماضي والحاضر

استشهد الدكتور السحيمي بالآية الكريمة من سورة سبأ: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِين}، ليوضح كيف أن الجن لم يدركوا موت النبي سليمان إلا بعد أن أكلت دابة الأرض عصاه.

وربط هذا المشهد القرآني بما يعيشه اليمنيون اليوم تحت حكم جماعة الحوثيين، مشيرًا إلى أن الشعب اليمني قد يكون في انتظار "دابة الأرض" التي ستفضح حقيقة ما يحدث على الأرض وتضع حدًا لمعاناتهم.

وفي إطار هذا التحليل، تساءل الدكتور السحيمي: "هل ستكون أمريكا هي دابة الأرض التي ستخرج اليمنيين من العذاب المهين؟"، في إشارة محتملة إلى الضربات العسكرية الأمريكية الأخيرة ضد مواقع الحوثيين، والتي أثارت جدلًا واسعًا حول دورها المحتمل في تغيير مسار الأحداث في اليمن.

الفرق بين "الجن" و"الشعب اليمني"

شدد الدكتور السحيمي على الفرق الجوهري بين الحالتين القرآنية والواقعية.

وأوضح أن "نبي الله سليمان عليه السلام كان يعتمد على الجن الذين يدّعون علم الغيب، وأهانهم عندما أبقاهم في العذاب المهين بسبب جهلهم بموته".

أما في حالة الشعب اليمني، فيرى السحيمي أن الأمر مختلف تمامًا، حيث إن الحوثيين "يدّعون أنهم أصل العرب ويتحدثون باسم الإسلام، لكنهم في الحقيقة أهانوا شعبهم وأغرقوه في معاناة لا نهاية لها".

وتابع السحيمي قائلاً: "الإرهابي الحوثي ليس سوى ظاهرة طارئة على التاريخ اليمني العريق، وهو يستغل اسم الإسلام لتحقيق أهداف سياسية ضيقة. بينما شعب اليمن، الذي يُعتبر من أصول العرب وحضاراتها الأولى، يعاني اليوم من استبداد هذه الجماعة التي لا تمثل إلا نفسها".

دابة الأرض: هل هي رمزية أم واقع؟

من خلال استحضاره لرمزية "دابة الأرض"، يبدو أن الدكتور السحيمي يشير إلى فكرة أن الحقيقة غالبًا ما تأتي من مصدر غير متوقع أو مفاجئ.

وفي السياق اليمني، قد تكون هذه "الدابة" هي القوى الخارجية مثل الضربات الأمريكية، أو حتى تحركات داخلية من قبل الشعب اليمني نفسه للخلاص من الحكم الحوثي.

ويرى بعض المحللين أن استخدام السحيمي لهذه الرمزية يعكس محاولة لتفسير الأحداث الجارية في اليمن من منظور ديني وثقافي عميق، مما يعزز من أهمية النظر إلى الأزمة اليمنية من زوايا متعددة، وليس فقط من الزاوية السياسية التقليدية.

ردود فعل متباينة

تعليق الدكتور السحيمي أثار ردود فعل متباينة على وسائل التواصل الاجتماعي. فبينما أشاد البعض باستخدامه الرمزية الدينية لتسليط الضوء على معاناة الشعب اليمني، اعتبر آخرون أن تصريحاته قد تكون مبالغة في توظيف النصوص الدينية لتحليل الأحداث السياسية.

كما أثارت إشارته إلى الضربات الأمريكية تساؤلات حول مدى قبول هذه السياسات من قبل الشارع اليمني.

يبقى السؤال المطروح: هل ستشهد اليمن قريبًا لحظة كشف الحقيقة التي ينتظرها شعبها منذ سنوات؟ وهل ستكون "دابة الأرض" التي تحدث عنها الدكتور السحيمي هي الحلقة المفقودة التي تعيد الأمل لهذا البلد الذي عانى طويلاً من الحرب والدمار؟ الإجابة ربما تكمن في الأيام القادمة، حيث تستمر الأحداث في التطور بوتيرة متسارعة.