الثلاثاء 22 أبريل 2025 12:39 صـ 23 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

موقف أمريكي صارم يقهر قيادات الانتقالي ويمنع تدخلهم في حضرموت

الإثنين 21 أبريل 2025 10:26 مـ 23 شوال 1446 هـ
الكاتب خالد الذبحاني
الكاتب خالد الذبحاني

من الأمور
المتعارف عليها عربيا واقليميا ودوليا، إن اي وفد أو مسؤول يزور دولة معادية لبلده أو ليست على علاقة طيبة مع دولته ان يمتلك من الحكمة والفطنة والكياسة ان يكون حديثه وتصريحاته طيبة وتساهم في تخفيف حدة التوتر بين البلدين، أما إذا كان المسؤول الزائر أحمق وارعن وتحدث بكلام جارح ومستفز ، فلن يؤدي ذلك إلا إلى مزيد من التوتر والاحتقان، وربما ينتهي الأمر بطرد هذا الزائر بطريقة مهينة وغير لائقة تجعله يندم على تصريحاته.

هذا الأمر لا ينطبق فقط على العلاقات بين مختلف دول العالم، بل انه يسري على العلاقات الشخصية، فلا يمكن لشخص مهما كان خلوقا وصبورا وحكيما ان يتحمل الإهانات والكلام الجارح من شخص حل ضيفا عليه، ولذلك يقولون يا غريب كن أديب، فليس من الحكمة ولا من الكياسة ان تكيل الشتائم والتجريح لمن رحب بك واكرمك في منزله، إلا اذا كنت شخص لا يمتلك ذرة من الاخلاق وأحمق ليس في رأسك ذرة عقل، وينطبق عليك قول الشاعر :

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وان انت أكرمت اللئيم تمردا.

القيادات الحضرمية، اعلنت عن رغبتها بحكم ذاتي يسمح لها بالتحكم بثروات المحافظة وخيراتها، وبناء محافظتهم وتطويرها وتحقيق الحياة الكريمة لأبناء حضرموت وبالطريقة التي يرونها مناسبة، وكشفت تلك القيادات الوطنية المخلصة بطريقة واضحة وصريحة ان من يعارض هذا التوجه الذي بخدم المحافظة وابناءها، سواء كانت المعارضة من مجلس القيادة الرئاسي، أو من المجلس الإنتقالي فلن يكون مرغوب بهم لزيارة المحافظة، لأنهم ببساطة لن يكونوا موضع ترحيب من كل ابناء المحافظة.

ردود الأفعال من قبل المجلس الرئاسي والمجلس الإنتقالي على تصريحات القيادات الحضرمية كانت متباينة ومختلفة كليا، فالرئيس رشاد العليمي كان حكيما ومتزنا حين زار حضرموت، وقال كلاما عقلانيا ومتزنا افرح قلوب كل ابناء حضرموت واثلج صدورهم، إذ أكد إن الحكم الذاتي للمحافظة حق مشروع لهم، بل عبر في خطابه عن ثقة مطلقة بالقيادات الحضرمية على إنجاح هذا المشروع ليكون نموذجا يحتذي به في بقية المحافظات اليمنية، والعليمي لم يكن يجامل أو يسعى لارضاء ابناء حضرموت، بل هو كشف الحقيقة، لأن ما تطالب به حضرموت يستند إلى شرعية دستورية تم اقرارها في الحوار الوطني والمتعلق بالأقاليم اليمنية.

عيدروس الزبيدي خلال زيارته إلى محافظة حضرموت، كان أيضا صريحا وواضحا في خطابه، فقد أكد ان الصراع سيكون على النفط، لكنه أثار غضب ابناء حضرموت حين تحدث بطريقة مستفزة وكأنه هو من يملك المحافظة وهو من يقرر كيف يتم إدارة المحافظة وثرواتها وخيراتها، وكأنه لا توجد قيادات حضرمية حكيمة قادرة على حكم المحافظة وتسيير دفة القيادة بحكمة واقتدار كما أكد العليمي في خطابه.


ثم جاء القيادي البارز في المجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعيدي ليصب الزيت على النار بتصريحات مستفزة عن تواجد داعش والقاعدة والمجرمين داخل المحافظة، وأنه لن يسمح بالدمار والدماء ان تسيل في حضرموت، ولا أدري لماذا لم يكتشف الجعيدي هذا الأمر، إلا بعد إعلان قيادات حضرموت رغبتها في حكم ذاتي، ولماذا لم تقضي قوات الإنتقالي على الدواعش وتنظيم القاعدة من قبل وتركتهم يمارسون السياحة في المدن الحضرمية الجميلة، ام ان قواتهم كانت مشغولة بالبسط على الأراضيوفي مدينة عدن الباسلة، وبناء الاحواش، وتركت ابناء عدن يعيشون في خوف ورعب على ممتلكاتهم ومنازلهم واراضيهم وحتى على حياتهم.


وهنا جاء البيان الأمريكي الحاسم ليضع الأمور في نصابها، ويرفض لغة التهديد والوعيد، والتلويح بالويل والثبور وعظائم الموار، باستخدام القوة المفرطة، فلا تحل الأمور بهذه الطريقة، بل انها تفاقم المشكلة وتزيد من حدتها، والحل الأمثل هو الجلوس لطاولة الحوار، لأن العقل والحكمة هو ما يحل المشاكل وليس ازيز الرصاص وهدير المدافع.

فقد حسمت أمريكا موقفها، واصدرت السفارة الأمريكية بيان واضح وصريح بشأن ما يجري من مستجدات وتطورات في حضرموت ، واكد البيان الامريكي دعمه الواضح للسلطة المحلية بالمحافظة، بل إن السفارة اشادت بالجهود التي تبذلها المؤسسات الامنية في حضرموت، كما أكد البيان ان السفير الأمريكي شخصيا يتابع عن كثب ما يجري في المحافظة، ويتواصل بشكل دائم ومستمر مع محافظ حضرموت من أجل التنسيق والتشاور ، وهذا الدعم الأمريكي الواضح لقيادة المحافظة هو رسالة واضحة للجميع بأن أمريكا موجودة وتراقب كل ما يدور في حضرموت وستقف ضد اي محاولة لخلط الأوراق، كما ان البيان ينفي كل الشائعات عن تواجد الحوثيين والإيرانيين وتنظيمات القاعدة وداعش داخل المحافظة، وهي أكاذيب وذريعة للتدخل العسكري من قبل المجلس الانتقالي، والبيان الأمريكي يلفت الانتباه الى أن أمريكا لن تسمح بذلك، فهؤلاء هم الد أعداء امريكا، وهي حاليا تخوض حربا شرسة لا هوادة فيها ضد الانقلابيين الحوثيين لتدميرهم والقضاء عليهم.