وزير إسرائيلي يُشعل الغضب: ”عودة الرهائن ليست أولوية”
في تصريح أثار موجة من الغضب والجدل داخل إسرائيل، قال وزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش إن استعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة "ليست الهدف الأهم" في المرحلة الحالية. هذه الجملة القصيرة كانت كافية لتفجير عاصفة سياسية وشعبية، خصوصًا أنها جاءت وسط تزايد المطالب الشعبية باستعادة من تبقوا من الأسرى بعد أشهر من الحرب.
تصريح صادم على الهواء يضع سموتريتش في مرمى النيران
وخلال مقابلة إذاعية أجراها الوزير على راديو "غالي إسرائيل"، قال بوضوح إن الأولوية بالنسبة لحكومته يجب أن تكون القضاء الكامل على حركة حماس، وليس التفاوض لاستعادة الرهائن. وأضاف: "يجب أن نعترف بالحقيقة: إعادة الرهائن هدف مهم جداً، لكنه ليس الأهم. من يريد إنهاء التهديد المتمثل في حماس، لا يمكنه قبول بقائها في غزة تحت أي ظرف".
عائلات الأسرى ترد بـ"عار"
رد الفعل الشعبي لم يتأخر، حيث وصف منتدى عائلات الرهائن هذه التصريحات بأنها "وصمة عار". وفي منشور رسمي عبر منصة "إكس"، قال المنتدى: "لقد تخلّت الحكومة عن الرهائن بوعي كامل"، وأضاف: "الوزير سموتريتش اختار أن يقسو قلبه على الأسرى، وسيسجل التاريخ هذه اللحظة السوداء".
المعارضة تنتقد وتهاجم القسوة السياسية
من جانبه، انتقد السياسي المعارض بيني غانتس تصريحات سموتريتش ووصفها بأنها "حجر عثرة" أمام جهود إعادة الرهائن، واتهم الوزير بالجمود والقسوة قائلاً: "هذا الخطاب لا يمثل أي نوع من القيادة، بل يُظهر تجاهلاً لآلام العائلات وحقوق الأسرى". كما لمّح غانتس إلى أن هذه التصريحات قد تؤدي إلى تمزيق التماسك الحكومي.
تصعيد دائم ودعوات لغزو شامل
يُذكر أن سموتريتش، أحد أكثر الشخصيات تشدداً في الائتلاف الحاكم، لا يخفي طموحه في فرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة على غزة. ففي تصريحات سابقة دعا إلى "اجتياح شامل للقطاع"، بل وأكد على ضرورة "إقامة إدارة عسكرية إذا تطلب الأمر"، وهو ما يتماشى مع موقف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي هدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا ما تم التفاوض مع حركة حماس أو تقديم أي تنازلات.
تذبذب في مواقفه السياسية
ولعل المفارقة الأبرز أن سموتريتش نفسه كان قد انسحب من حكومة نتنياهو في وقت سابق من العام عندما أعلنت عن وقف إطلاق نار مؤقت في غزة، قبل أن يعود مجددًا عند استئناف العمليات العسكرية. هذا التردد يعكس صراعًا داخليًا في صفوف اليمين الإسرائيلي حول الأولويات: هل هي استعادة الرهائن أم القضاء على حماس؟
تصريحات سموتريتش لم تمر مرور الكرام، بل فتحت بابًا جديدًا من التساؤلات: هل تخلت الحكومة الإسرائيلية فعلًا عن رهائنها؟ وهل تسير البلاد نحو سياسة "الأرض المحروقة" في غزة مهما كان الثمن؟ الأيام القادمة وحدها من ستكشف مآلات هذا التصعيد.