اختطاف جريح حرب من أمام منزله في عدن.. قصة معاناة تتجدد في ظل صمت السلطات

كشفت مصادر محلية عن واقعة مؤسفة تمثلت في اختطاف شاب جريح حرب من أمام منزله بحي المنصورة بمدينة عدن، في حادثة أثارت غضب واستياء المواطنين الذين طالبوا بتدخل الجهات المعنية لكشف مصيره وإطلاق سراحه.
ووفقًا للمصادر، فإن مجموعة مسلحة على متن أطقم عسكرية قامت باختطاف الشاب عبدالرحمن زكي "أبو سعد" في منطقة بلوك 35 بحي المنصورة، في مشهد يعكس حالة الانفلات الأمني التي تشهدها المدينة.
جريح حرب يواجه مأساة جديدة
عبدالرحمن زكي ليس مجرد اسم آخر يضاف إلى قائمة المفقودين أو المختطفين، بل هو أحد أبناء مدينة عدن الذين قدموا دماءهم في سبيل الدفاع عنها.
جرحه في معركة حريب لم يكن نهاية معاناته، بل بدايتها. إصابته كانت بالغة: فقد عينه اليسرى، وأصيبت يده برصاصة، بينما استقرت رصاصتان في قدميه. ومع ذلك، نجا من الموت، أو هكذا اعتقد.
لكن في ليلة حالكة الظلام، وفي منطقة بلوك 25 بالمنصورة، تغير كل شيء. وصف شهود عيان كيف توقفت سيارة من نوع "فورتشنر" محملة بمسلحين أمام منزل عبدالرحمن، حيث كانوا ينتظرون خروجه.
وعلى مرأى ومسمع من المارة في الطريق الرئيسي، حضرت أربعة أطقم عسكرية، واقتادت الشاب المصاب بعد أن أرهبوا الجميع بإطلاق النار في الهواء.
أسباب الاختطاف والتعذيب
ما زاد من تعقيد الحادثة هو الأسباب التي تقف وراء هذا العمل الإجرامي.
أشارت المصادر إلى أن عبدالرحمن كان قد شارك في المظاهرات السلمية التي تطالب بكشف مصير المواطن عوض عشال ، الذي تعرض للاختطاف قبل أسابيع في ظروف غامضة.
هذه المظاهرات، التي انطلقت منددة بالانتهاكات الحقوقية والاختطافات التعسفية، يبدو أنها أغضبت بعض الأطراف المسلحة التي لم تتوانَ عن استخدام القوة ضد المحتجين.
وبعد اختطافه، أكدت المصادر أن الشاب الجريح تعرض للتعذيب داخل مكان احتجازه، وهو ما يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، خاصة وأنه لا يزال يعاني من إصاباته السابقة التي تستدعي العناية الطبية المستمرة.
استياء شعبي ودعوات للكشف عن مصيره
حادثة اختطاف عبدالرحمن زكي أثارت موجة غضب واسعة بين أبناء مدينة عدن، الذين عبروا عن استيائهم من تكرار مثل هذه الانتهاكات دون أي مساءلة أو محاسبة.
واعتبر الكثيرون أن هذه الحادثة ليست مجرد عمل فردي، بل هي انعكاس لحالة الفوضى الأمنية التي تعيشها المدينة نتيجة تعدد الجهات المسلحة وغياب الدولة وسيادة القانون.
وفي السياق ذاته، دعت شخصيات حقوقية ومنظمات مجتمع مدني إلى التحرك الفوري لكشف مصير عبدالرحمن وإطلاق سراحه، مؤكدين أن استمرار الصمت حيال هذه الانتهاكات سيؤدي إلى المزيد من التدهور في الأوضاع الإنسانية والأمنية.
نداء عاجل للسلطات والمنظمات الدولية
وسط هذه الأجواء المشحونة، وجهت منظمات حقوقية نداءً عاجلاً إلى السلطات المحلية والدولية للتدخل ومنع تفاقم الأزمة.
وأكدت هذه الجهات أن استهداف جرحى الحرب والنشطاء السلميين يعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية، وأنه يجب وضع حد لهذه الممارسات غير القانونية.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه أهالي عبدالرحمن زكي عودته سالمًا، تبقى الأسئلة معلقة حول مصيره ومصير العشرات غيره ممن يتعرضون للاختطاف والتعذيب في ظل صمت رسمي مطبق.
فهل ستتحرك السلطات لإنقاذ هذا الشاب الجريح؟ أم أن هذه الحادثة ستكون واحدة من كثير من القصص المؤلمة التي تضيف وجعًا جديدًا على كاهل مدينة عدن؟
اختطاف جريح حرب في عدن ليس مجرد حادثة أمنية، بل هو رسالة مقلقة تشير إلى تآكل النسيج الاجتماعي والأخلاقي في المدينة.
ومع تصاعد الانتهاكات، يصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن تتحد الجهود المحلية والدولية لوضع حد لهذه الممارسات وضمان احترام حقوق الإنسان وكرامة المواطن.