السبت 26 أبريل 2025 08:00 صـ 28 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

محامي يشن هجومًا لاذعًا على جماعة الحوثيين: ”استغلال السلام ورقة إنقاذ من الانهيار”

السبت 26 أبريل 2025 03:07 صـ 28 شوال 1446 هـ
عناصر حوثية
عناصر حوثية

اتهم المحامي اليمني البارز، محمد المسوري، جماعة الحوثيين باستغلال الدعوات المتكررة للسلام كوسيلة لإنقاذ نفسها من الانهيار العسكري والسياسي كلما اقتربت من حافة السقوط. جاء ذلك في تصريحات مثيرة أطلقها المسوري خلال حديثه عن المراحل المختلفة للحرب المستمرة في اليمن منذ سنوات.

انتقاد الأمم المتحدة: دور "إنقاذ" للحوثيين

في تصريحاته الحادة، وجه المسوري انتقادًا شديد اللهجة إلى الأمم المتحدة، معتبرًا أن دور المنظمة الدولية في الأزمة اليمنية كان دائمًا "منحازًا وغير متوازن"، حيث ساهمت تدخلاتها المتكررة في "إنقاذ الحوثيين" منذ بداية الحرب وحتى اللحظة.

وأكد المسوري أن الجماعة تستفيد من هذه التدخلات لتخفيف الضغط العسكري عليها وشراء الوقت لتعزيز قوتها على الأرض.

وقال المسوري: "منذ اليوم الأول للأزمة، كانت الأمم المتحدة تتدخل ليس لإيجاد حلول جذرية، بل لمنح الحوثيين فرصة جديدة للبقاء والاستمرار". وأشار إلى أن هذه السياسة أدت إلى إطالة أمد الحرب ومعاناة الشعب اليمني، بدلاً من تحقيق السلام العادل الذي يسعى إليه الجميع.

الحوثيون واتفاقيات السلام: توافق ثم انقلاب

انتقد المسوري بشدة ما وصفه بـ"السلوك الخداع" للحوثيين في التعامل مع اتفاقيات السلام. وأوضح أن الجماعة دائمًا ما توافق على الاتفاقيات تحت الضغط العسكري أو السياسي، لكنها تعود لاحقًا لتنكر التزاماتها وتنقلب على بنود الاتفاق. واستشهد المسوري بالمثل القائل "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"، متسائلًا بسخرية كيف يمكن الوثوق بجماعة تنكر التزاماتها "مرات وعشرات المرات".

وأضاف: "كل مرة يتم فيها توقيع اتفاق جديد، نجد الحوثيين يستغلونه كفرصة لترتيب صفوفهم وإعادة تسليح أنفسهم، ثم يعودون لممارساتهم العدوانية وكأن شيئًا لم يكن". وأكد أن هذا النمط من السلوك يجعل الحديث عن السلام مع الجماعة مجرد "وهم" لا يمكن التعويل عليه.

دعوة إلى "ساعة الحسم العسكري"

في ختام تصريحاته، دعا المسوري إلى اعتماد استراتيجية جديدة تقوم على "ساعة الحسم العسكري"، معتبرًا أن الحلول السياسية والمفاوضات قد استُنزفت ولم تعد ذات جدوى في ظل استمرار تعنت الحوثيين ومراوغتهم. وقال: "كفى للعبث والتلاعب بالهدن والاتفاقيات. لقد حان الوقت لاعتماد خيار الحسم العسكري الذي سيضع حدًا لهذه الحرب الطويلة".

وشدد على أن الخيار العسكري يجب أن يكون مدعومًا بتحالف دولي وإقليمي فاعل، بالإضافة إلى ضمان عدم تكرار الأخطاء السابقة التي سمحت للحوثيين بالاستفادة من أي هدنة أو تسوية مؤقتة.

ردود الفعل والتداعيات المحتملة

تصريحات المسوري أثارت جدلًا واسعًا بين المتابعين للأزمة اليمنية، حيث رآها البعض تعبيرًا عن الإحباط الشعبي المتزايد من استمرار الحرب دون بوادر واضحة لنهايتها.

فيما اعتبر آخرون أن دعوته للحسم العسكري قد تكون محفوفة بالمخاطر، خاصة إذا لم تكن هناك خطة شاملة لما بعد انهيار الحوثيين.

وفي الوقت نفسه، يبدو أن هذه التصريحات تعكس حالة من التشاؤم المتزايد بشأن قدرة المجتمع الدولي على إيجاد حلول مستدامة للأزمة اليمنية، خاصة في ظل استمرار تعنت الحوثيين ورفضهم الانصياع للضغوط الدولية.

ختامًا: هل السلام ممكن؟

تبقى الأسئلة مفتوحة حول مستقبل الأزمة اليمنية، خاصة مع استمرار الجمود السياسي وتصاعد التوترات العسكرية.

وفي ظل تصريحات مثل تلك التي أطلقها المسوري، يبدو أن الخيارات المتاحة أمام الأطراف المعنية تتضاءل يومًا بعد يوم، مما قد يؤدي إلى تحول جديد في مسار الحرب يعتمد على الحلول العسكرية بدلاً من السياسية.

في ظل استمرار الحوثيين في "اللعب" بالاتفاقيات والهدن، يبدو أن ساعة الحسم العسكري قد تكون الخيار الوحيد المتبقي، لكنها تظل خطوة تحتاج إلى تخطيط دقيق ودعم دولي واسع لتجنب المزيد من التداعيات الإنسانية الكارثية.

موضوعات متعلقة