• الرئيسية
• المشهد اليمني

في مشهد نادر الحدوث وأخّاذ للأنظار، شوهدت ظاهرة طبيعية مذهلة في سماء بعض المناطق، حيث ظهرت دائرة ضوئية مشرقة حول الشمس، مما أثار تساؤلات واستغراب الكثيرين.

وفي هذا السياق، قدم الصحفي المتخصص في الشؤون البيئية والمناخية، سمير النمري، تفسيرًا علميًا لهذه الظاهرة التي تُعرف باسم "الهالة الشمسية" أو "الهالة حول الشمس".

ما هي الهالة الشمسية؟

أوضح النمري أن هذه الظاهرة الطبيعية تحدث نتيجة مرور أشعة الشمس عبر بلورات الثلج الدقيقة الموجودة في السحب العالية، والتي تُعرف عادةً بالسحب الرقيقة من نوع "السيروس".

فعندما تمر الأشعة الشمسية عبر هذه البلورات، تنكسر أو تنعكس بطريقة معينة، مما يؤدي إلى تكوين دائرة ضوئية حول الشمس بزاوية 22 درجة. لذلك، تُعرف هذه الظاهرة أيضًا باسم "هالة 22 درجة".

التشابه مع قوس قزح ولكن بآليات مختلفة

أشار النمري إلى أن "الهالة الشمسية" قد تبدو مشابهة لقوس قزح في تكوينها الضوئي، إلا أنها تختلف عنه تمامًا من حيث الآلية.

إذ إن قوس قزح يحدث نتيجة انكسار الضوء عبر قطرات المطر، بينما الهالة الشمسية تكون ناتجة عن انكسار الضوء عبر بلورات الثلج الموجودة في الغلاف الجوي. وهذا الاختلاف يجعل الهالة الشمسية ظاهرة خاصة ومميزة.

مؤشر لتغيرات الطقس

أضاف النمري أن رؤية الهالة الشمسية ليست مجرد مشهد جمالي فحسب، بل يمكن أن تكون مؤشرًا على تغيّرات قادمة في حالة الطقس.

غالبًا ما تظهر هذه الظاهرة قبل اقتراب جبهة هوائية أو اضطراب جوي، حيث تكون السحب العالية المشبعة ببلورات الثلج علامة على تغيرات في أنماط الجو.

وأوضح أن هذه الظاهرة تعتبر إشارة تحذيرية للمزارعين والمختصين في مجال الطقس لمراقبة التطورات الجوية المحتملة.

أهمية الفهم العلمي للظواهر الطبيعية

شدد النمري على أهمية فهم مثل هذه الظواهر الطبيعية بشكل علمي، مؤكدًا أن ذلك يساعد الناس على تقدير جمال الطبيعة من جهة، وعلى الاستعداد لأي تغييرات مناخية محتملة من جهة أخرى.

وأشار إلى أن الاهتمام بتفسير هذه الظواهر يمكن أن يعزز من وعي المجتمع بأهمية البيئة وضرورة حمايتها.

تظل الظواهر الطبيعية كالهالة الشمسية مصدر إلهام وإثارة للاهتمام، حيث تجمع بين الجمال البصري والعوامل العلمية المعقدة.

وتدعو هذه الظاهرة إلى التأمل في عظمة الله وقدرته على تقديم رسائل واضحة ومباشرة إذا ما أُحسن فهمها وتفسيرها.