تأثير حرب إسرائيل على غزة.. تهديدات لاستقرار مصر والأردن في مواجهة غضب شعبي متزايد

فيما تشهد حرب إسرائيل ضد غزة تصعيدًا كبيرًا، باتت تداعيات هذا النزاع تؤثر بشكل ملحوظ على استقرار كل من مصر والأردن. وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، تواجه حكومات الدولتين ضغوطًا متزايدة من شعوبها نتيجة للتصعيد الإسرائيلي، بالإضافة إلى تنامي الدعوات للتضامن مع فلسطين، مما يهدد استقرار الحكومات المحلية.
تصاعد الغضب الشعبي في الأردن: احتجاجات ضد العلاقة مع إسرائيل
في الأردن، أصبحت العلاقات مع إسرائيل موضوعًا ساخنًا بين المواطنين، حيث شهدت البلاد تظاهرات مستمرة ضد الحكومة بسبب ما يعتبرونه موقفًا ضعيفًا تجاه إسرائيل. الحكومة الأردنية، التي أغلقت الأبواب أمام نشاطات حركة الإخوان المسلمين، تصدّت للاحتجاجات بعنف في بعض الأحيان. كما تم اعتقال العديد من الناشطين الذين اتهموا بالتخطيط لعمليات تهدد الأمن الوطني، رغم نفي الجماعة لهذه التهم.
مصر تفرض قيودًا مشددة على التظاهرات: دعم محدود للفلسطينيين
في مصر، حيث يواجه النظام بقيادة عبد الفتاح السيسي تحديات متزايدة من المعارضة الشعبية، تم فرض قيود مشددة على الاحتجاجات، باستثناء بعض الفعاليات التي نظمتها الحكومة لإظهار التضامن مع فلسطين، ولكن دون توجيه أي انتقادات للنظام أو لإسرائيل. حكومة السيسي تخشى من أن تتحول التظاهرات إلى حركة معارضة قد تهدد استقرار النظام القائم.
تطورات خطيرة: محاولات تهجير الفلسطينيين إلى الأردن وسيناء
في وقتٍ لاحق، انتشرت شائعات في بعض الأوساط السياسية الإسرائيلية حول إمكانية نقل فلسطينيي غزة إلى شبه جزيرة سيناء أو إلى الأردن. هذه التهديدات أثارت غضبًا كبيرًا في كل من عمان والقاهرة، حيث اعتبرت الحكومتان هذا التصور بمثابة انتهاك لسيادتهما. وأكدت مصر على رفضها لهذه الفكرة، محذرة من أن أي مسعى لتوطين الفلسطينيين في سيناء قد يؤدي إلى تعليق معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل عام 1979. كما حذر المسؤولون الأردنيون من أن إرسال فلسطينيين إلى الأردن سيعتبر "عملاً حربياً".
التأثيرات الإقليمية على الأنظمة السياسية في مصر والأردن
تأتي هذه التطورات في وقتٍ حساس، حيث يُعتبر كل من مصر والأردن حليفين رئيسيين لإسرائيل في المنطقة، ويشمل ذلك التعاون العسكري والاقتصادي. ورغم العلاقة الرسمية مع إسرائيل، لا يزال الشعبين الأردني والمصري يعبران عن دعم كبير لفلسطين، مما يشكل تحديًا داخليًا للقيادات السياسية في البلدين. هذا الصراع بين الضغوط الشعبية والعلاقات الدولية يهدد استقرار الأنظمة السياسية في كلا البلدين.
التهديدات المقبلة: هل يصمد النظام في مصر والأردن؟
وفقًا لجوست هيلترمان، الخبير في مجموعة الأزمات الدولية، فإن "مستقبل النظامين في مصر والأردن قد يتوقف على تصرفات إسرائيل". وأضاف أنه إذا ما استمرت إسرائيل في دفع الفلسطينيين إلى سيناء أو الأردن، فقد تكون هذه الخطوة نهاية لعلاقات البلدين مع إسرائيل، بل وقد تهدد استقرار أنظمتهما السياسية.