السلطات الفلبينية تلقي القبض على اليوتيوبر العالمي ”فيتالي زدوروفيتسكي” بتهمة التحرش والسرقة وإثارة الفوضى
ألقت السلطات الفلبينية القبض على اليوتيوبر العالمي "فيتالي زدوروفيتسكي"، الذي يحظى بشهرة واسعة بفضل مقاطع الفيديو المثيرة للجدل التي ينشرها عبر قناته على منصة يوتيوب. وقد اشتهر "فيتالي" بتنفيذ مقالب مستفزة في شوارع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما جعله محط أنظار الملايين حول العالم، لكنه هذه المرة وجد نفسه وراء القضبان بعدما حاول نقل فوضاه إلى شوارع الفلبين.
من الشاشة إلى السجن: كيف بدأت القصة؟
قرر "فيتالي"، الذي يحمل الجنسية الأمريكية (من أصول روسية)، توسيع نطاق نشاطه ونقل مقالبه المستفزة إلى الفلبين بهدف كسب المزيد من المشاهدات وجذب انتباه الجمهور. لكن خطته لم تسر كما كان يتوقع، حيث أثارت تصرفاته غضب المواطنين المحليين وأفراد الأمن، مما دفع السلطات إلى التدخل والقبض عليه.
التهم الموجهة إليه: سلسلة طويلة من الجرائم
وفقًا للتحقيقات الأولية، تم توجيه عدة تهم خطيرة إلى "فيتالي"، منها:
- التحرش بالنساء : حيث قام بلمس النساء وتقبيلهن بالقوة في الأماكن العامة.
- إثارة الرعب والفوضى : من خلال مقالبه التي تسببت في إزعاج وخوف المواطنين.
- مضايقة موظفي الأمن والشرطة : إذ تعرض لحارسة أمن بشكل غير لائق وأزعج أفراد الشرطة أثناء أدائهم واجبهم.
- سرقة ممتلكات خاصة وعامة : تشمل سرقة مروحة كهربائية من أحد المطاعم، وسرقة دراجة هوائية من امرأة، وسرقة قبعة رجل شرطة والهرب بها.
- أعمال غير أخلاقية : مثل سرقة دودة من محل للحشرات ووضع تقييمات سلبية لمطاعم لم يقم بزيارتها.
العقوبة المحتملة: 24 عامًا خلف القضبان
بناءً على مجموع التهم الموجهة إليه، قد يواجه "فيتالي" عقوبة سجن تصل إلى 24 عامًا إذا ثبتت إدانته في جميع التهم. وقد أثار هذا الخبر جدلًا واسعًا بين متابعيه ومعارضيه، حيث أبدى البعض تعاطفهم مع الضحايا، بينما رأى آخرون أن العقوبة قد تكون قاسية للغاية.
من هو "فيتالي زدوروفيتسكي"؟
يُعتبر "فيتالي زدوروفيتسكي" أحد أشهر صناع المحتوى على منصة يوتيوب، حيث يتجاوز عدد المشتركين في قناته حاجز الـ10 ملايين مشترك. اشتهر بمقاطع الفيديو التي يقوم فيها بمقالب غريبة ومثيرة للجدل في شوارع الولايات المتحدة، مثل مضايقة المارة أو تنفيذ أعمال استفزازية تهدف إلى إثارة ردود فعل غير متوقعة. وعلى الرغم من انتقاد الكثيرين لأسلوبه، إلا أن ذلك لم يمنعه من تحقيق شهرة واسعة وجذب ملايين المشاهدات.
ردود الأفعال: بين الغضب والتعاطف
أثار القبض على "فيتالي" ردود فعل متباينة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فقد رحب العديد من الفلبينيين بالخطوة، مؤكدين أن تصرفاته كانت غير مقبولة وتنتهك القوانين المحلية. وقال أحد المواطنين: "نحن لسنا مكانًا لمثل هذه الأعمال المهينة، ويجب أن يكون هناك حد لهذه الاستفزازات".
على الجانب الآخر، أعرب بعض متابعيه عن خيبة أملهم، مشيرين إلى أن "فيتالي" ربما ذهب بعيدًا في محاولته تحقيق الشهرة، وأن ما فعله لا يعكس شخصيته الحقيقية.
درس للأجيال القادمة
حادثة اعتقال "فيتالي زدوروفيتسكي" تسلط الضوء على أهمية احترام القوانين المحلية والثقافات المختلفة عند السفر إلى بلدان جديدة. كما تشير إلى الحاجة الملحة لإعادة النظر في نوعية المحتوى الذي يتم تقديمه عبر الإنترنت، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمقالب والاستفزازات التي قد تؤدي إلى نتائج وخيمة.
في الوقت الحالي، ينتظر "فيتالي" مصيره داخل السجن، بينما يستمر الجدل حول ما إذا كان يستحق تلك العقوبة أم لا. وبينما يأمل البعض في أن تكون هذه الحادثة درسًا له ولغيره من صناع المحتوى، يبقى السؤال: هل ستكون هذه النهاية لمسيرته المهنية أم فرصة لبداية جديدة؟
ختامًا، تبقى قصة "فيتالي" مثالًا واضحًا على أن السعي لتحقيق الشهرة بأي ثمن قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، وأن الاحترام والمسؤولية يجب أن يكونا دائمًا في طليعة أي عمل إعلامي.