المشهد اليمني
الخميس 19 سبتمبر 2024 04:28 صـ 16 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل

ألقاب غير مستحقة!

د.مصطفى بهران
د.مصطفى بهران

غالباً ما يروق للعبدلله سلاسة الحديث وكرم اللسان في الطرح والتعامل وخاصة في الكتابة، ويسعدني اشقاؤنا اللبنانيين حين يستخدمون الألقاب في تعاملاتهم أو يذيلون حديثهم عن الناس بجملة "مع حفظ الألقاب"، ولكن هذا الزمن القميئ أسقط عن كثير من السياسيين والدينيين اليمنيين ألقابهم، لأنهم كفوا عن استحقاقهم لها، فلم يعد من الممكن أن نقول فخامة الرئيس لمن لا فخامة له، أي فخامة هذه؟ هل فخامة خارج البلاد أم فخامة القاتل الذي استولى على الحكم، أم فخامة من وضعه الأجنبي على الكرسي فلا فخامة له ولا لرئاسته أساساً، وهنا يتساوى من يسمون أنفسهم رؤساء في اليمن فلا فخامة لأي منهم، ولم يعد من الممكن أن نقول دولة رئيس الوزراء في ظل غياب الدولة، فأي دولة ضائعة هذه، فلم تعد هناك دولة حتى يترأس حكومتها، ولم يعد من الممكن قول معالي الوزير في الوقت الذي يكون فيه هذا الشخص لا عُلى له بل في أسفل سافلين تبعية ولصوصية ومهانة، ولم يعد من الممكن القول سعادة السفير في الوقت الذي لا يمثل هذا إي شكل من أشكال السعادة أو السفارة وربما الأصح القول سخافة السفيه فذلك أقرب إلى الحقيقة مع بعض الاستثناءات طبعاً، أكيد هناك استثناءات ولكن التعميم لم يعد صعباً، ولم يعد من الممكن القول سماحة الشيخ بل الأقرب القول "حقودة" أو "غباوة" أو "جهالة" أو "قروفة" الشيخ فهي أقرب إلى الواقع (هذه بالذات لا استثناءات لها)، أما لقب السيد الذي يطلقه كثير من العبيد على انفسهم، أو ما يطلقه الناس مكرهين على من "يدوس" عليهم فحدث ولا حرج، فالأمر ليس فقط أن العصر لا يقبل صيغة السيد ويُجرمها بل أيضا نجد أن هؤلاء عبيدٌ لمن هو أسيد منهم أو عبيدٌ لفكرة سيكولوجية مريضة تجعلهم خطراً على البشرية ولا يصح وجودهم إلا في مستشفيات الأمراض العقلية!
ببساطة أيها الناس: يقرفني عندما يكتب أحدهم عن السياسيين اليمنيين مستخدما مثل هذه الألقاب! فهذا الجيل السياسي لا يستحق إلا الشتم واللعن بعد أن أوصلنا إلى ما نحن فيه، ويستحق "الكنس" على حد تعبير زميل عزيز ما برح يفكر في مكنسة تسمح لنا بكنسهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.