المشهد اليمني
الأحد 8 سبتمبر 2024 02:59 صـ 4 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
الجميع ينتظر.. تسريب يكشف المعالج الذي اعتمتده أبل في آيفون 16 عودة سعود آل سويلم إلى النصر تثير المخاوف.. ورفض قرار لبن نافل في الهلال وخيبة أمل لجمهور الزعيم مقيم بالسعودية يقتل زوجته ووالدتها في مكة المكرمة.. والكشف عن جنسيته عاجل.. اتحاد غرب آسيا يقصي منتخب اليمن للناشئين من البطولة عاجل: جماعة الحوثي تعلن إسقاط ”ثامن” طائرة أمريكية نوع MQ_9 في أجواء محافظة مارب الشرعية تدين اقتحام منزل شيخ وقيادي بارز بحزب الإصلاح في صنعاء أول شركة سعودية تقلص دوام موظفيها إلى 4 أيام أسبوعياً براتب كامل.. شاهد ردة فعلهم أبل تطلق هواتف آيفون 16 بشريحة ذكاء اصطناعي .. ما مميزاتها؟ أفراد لواء عسكري في تعز يحتلون شقق سكنية ويرفضون الإخلاء رغم أوامر المحكمة وناشطة تناشد الجميع: انقذوا أهلي ”شاهد” طيران بلقيس تطالب بتشكيل لجنة رئاسية عاجلة وتصف وزير النقل بالمتشنج وتلوح بورقتها القوية ”إفلاس بنك اليمن الدولي”.. أول بيان للبنك يكشف الحقيقة ولماذا يواجه أزمة سيولة؟ العراق يتدخل بشكل حاسم وينقذ اليمن من ضربة سعودية كادت تخسره التأهل

تداعي حر لمئات الآلاف من اليمنيين الغاضبين المقموعين بصنعاء يبعث الرعب

محمد دبوان المياحي
محمد دبوان المياحي

لا ينتظر المقهور سوى لحظة مناسبة وبندقية تقع في يديه وسوف يشعل النار في أثواب الجميع، وحين يتمكن من الثأر فهو لا يطلق النار بحكمة، بل يفعلها مدفوعًا بالنقمة والعمى حتى ينتصر على جلاده أو يُهلك دون هدفه.

ما حدث بالأمس في تويتر، ليس حملة إعلامية مصنوعة في الغرف المغلقة، الغرف الموجهة لا تستثير كل هذه الحشود، إنها حالة من التداعي الحر لم يسبق أن تجلت في أي حملة إعلامية قام بها أي طرف طوال السنوات الماضية.

تلك هي الجموع المقموعة من التظاهر في صنعاء وقد بحثت لها عن مساحة موازية للتعبير عن مشاعرها، أُغلقت أمامهم الشوارع والميادين الواقعية، فذهبوا يتدبرون نوافذ بديلة كي يقولوا كلمتهم أمام العالم.

ما عاد بإمكان جماعة مهما بلغت وحشيتها أن تعتقل المجتمع للأبد، لم يعد بإمكانكم أن تحتكروا الحقيقة وتعزلوا الناس، ففي التقنية ما يكفي من الحيل كي يتدبر الناس حريتهم ويُفصحوا عن مواقفهم ضدكم. . يمكنك أن تختطف مجتمعًا بالقوة ؛ لكن هذا لا يضمن ولاءه لك، أنت هكذا تضلل نفسك بولاء مزيف، وحدها حرية التعبير من تمنحك صورة حقيقة عن ولاء الناس لك من عدمه.

وإذا أراد الحوثيون أن يرون صورتهم الحقيقة في أذهان الناس، عليهم أن يتابعوا سيول الغضب والقهر في صدور اليمنيين منذ البارحة حتى اليوم في مواقع التواصل، تلك صورة مكثفة لحاضرهم ومستقبلهم المحروق، لا يوجد جماعة في تأريخ اليمن جنت على نفسها وعلى اليمنيين كما فعلت جماعة الحوثي.

مئات الآلاف من اليمنيين الغاضبين وهم يعبرون عن قهرهم بالأمس، لم يولدوا فجأة، هذا تراكم سنين من القهر والمقهورين، تكثفوا في لحظة واحدة فكان المشهد باعث للرعب وكاشفًا عن الصورة القاتمة التي تنتظر هذه الجماعة.

لا أحد يحتفي بالضغائن؛ لكن لا أحد يستطيع أن ينتزع القهر من صدور المكسورين دون تكلفة، لا يمكن أن تقنع الناس بالمغفرة وما تزال آثار الذل بادية على ملامحهم وفي أعماقهم يغلي غضب المهان، ولا أظنه يغفر دون أن يستعيد حقه المهدور ويشفي جرح كرامته في الأعماق.

أليس فيهم رجل رشيد، ألا يوجد حوثي يسأل نفسه: لماذا يكرهوننا إلى هذا الحد، هل يعقل أن خرافات المذهب صنعت بينهم وبين الحقيقة حجابًا وعزلتهم عن الناس؛ لدرجة أنهم لا يستشعرون ما يبطنه لهم المجتمع من ضغينة وحقد.

‎#HouthiTerrorismInYemen