المشهد اليمني
الأحد 8 سبتمبر 2024 03:28 صـ 5 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
الجميع ينتظر.. تسريب يكشف المعالج الذي اعتمتده أبل في آيفون 16 عودة سعود آل سويلم إلى النصر تثير المخاوف.. ورفض قرار لبن نافل في الهلال وخيبة أمل لجمهور الزعيم مقيم بالسعودية يقتل زوجته ووالدتها في مكة المكرمة.. والكشف عن جنسيته عاجل.. اتحاد غرب آسيا يقصي منتخب اليمن للناشئين من البطولة عاجل: جماعة الحوثي تعلن إسقاط ”ثامن” طائرة أمريكية نوع MQ_9 في أجواء محافظة مارب الشرعية تدين اقتحام منزل شيخ وقيادي بارز بحزب الإصلاح في صنعاء أول شركة سعودية تقلص دوام موظفيها إلى 4 أيام أسبوعياً براتب كامل.. شاهد ردة فعلهم أبل تطلق هواتف آيفون 16 بشريحة ذكاء اصطناعي .. ما مميزاتها؟ أفراد لواء عسكري في تعز يحتلون شقق سكنية ويرفضون الإخلاء رغم أوامر المحكمة وناشطة تناشد الجميع: انقذوا أهلي ”شاهد” طيران بلقيس تطالب بتشكيل لجنة رئاسية عاجلة وتصف وزير النقل بالمتشنج وتلوح بورقتها القوية ”إفلاس بنك اليمن الدولي”.. أول بيان للبنك يكشف الحقيقة ولماذا يواجه أزمة سيولة؟ العراق يتدخل بشكل حاسم وينقذ اليمن من ضربة سعودية كادت تخسره التأهل

كيف يُدمر الجيش اليمني؟

عندما أعادت فرنسا وامريكا الخميني إلى إيران، في فبراير 1979م، تحت ستار ما سُمي بالثورة الإسلامية، كان أول قرار له التخلص من الجيش النظامي الإيراني، الذي كان ضد ثورتهم، ومثل الحصن الحصين لحماية إيران منهم، خلال العقود السابقة لجائحته، فزج به في حرب عشوائية مع العراق، واعتمد في حربه ضد الجيش العراقي طريقة الأنساق، أي الدفع بمجاميع بشرية متتالية لاختراق صفوف الخصم، وهذه الطريقة تؤدي إلى فناء معظم المهاجمين.

كان هدف الجماعة الشيعية الهاشمية الفارسية هو :

1. التخلص من الكتلة النظامية لجيش إيران.

2. كثرة القتلى من الجيش الإيراني يؤدي إلى زرع الثارات والأحقاد بين الإيرانيين ضد العراق، ليتمكنوا من خلال ذلك من خلق بيئة حربية وقتالية تتبعهم داخل إيران، ليُسهل لهم صناعة أجيال حاقدة ومتشربة لعقائد الشيعية وأفكارها، وذلك عبر دماء الذين كانوا في السابق ضد عصبتهم الشيعية والطائفية.

3. القضاء على الجيش السابق، والنُخبة المدنية السابقة، وإحلال ميلشيات شيعية طائفية بديلًا عن الجيش، كما حدث بتشكيل الحرس الثوري في إيران، والحشد الشعبي في العراق، وميلشيات حزب الله في لبنان، وكتائب الحسين الحوثية في اليمن، وخلق نُخبة مدنية أخرى، تتبعهم وتناصر مشروعهم العنصري بقناعة.

وهذا مايحدث في اليمن، فجماعة الحوثي أخذت من إيران حتى شعار الموت، ناهيك عن المسيرات والمتفجرات والأفكار والخطط، فقد اعتمدت طريقة الزج بالعشرات والمئات والآلاف من الأبرياء اليمنيين إلى ساحات الموت، بغرض تعميم أحقادهم ودنسهم ومشروعهم الطائفي على كل منزل في اليمن، وبغرض التخلص من الكتلة الصلبة من الجيش والأمن والقبائل، الذين تمكنوا من الزج بهم إلى الحرب، إلا أنهم عجزوا عن إقناعهم بمشروعهم الهاشمي الفارسي.

وبزيادة القتلى، يتمكنوا من التسرب إلى القرى والمدن، لتقديم التعازي والواجب، ومنح الرتب الصورية والكاذبة على الموتى، ومن خلال ذلك إلهاب عواطف الناس، وإيقاظ عصبياتهم واحقادهم، وسلب عقولهم بالأحقاد والثارات ضد المعارضون لمشروعهم المميت، في مأرب والساحل وبقية الجبهات. ويسعون بأفعالهم إلى تقديم الآلاف للقتل، ثم يأتون يستثمرون في دمائهم، لتجنيد بقية أقاربهم معهم، ويشحنون المجتمع بعقائدهم الهدامة، استغلالًا لأحزان الناس وغضبهم.

فعلًا تمكنوا من القضاء على معظم كتلة الجيش اليمني، وهو ما يُعتبر تنفيذًا لمطالب حسين الحوثي في خطبه، عندما كان يتمنى أن يتمكن من تأديب الجيش اليمني، بسبب مشاركته القتال مع العراق ضد إيران في ثمانينيات القرن الماضي. كما تمكنوا من القضاء على النُخبة المثقفة، وعلى قطاع الإعلام والتجارة والصناعة، وتشريدهم إلى خارج اليمن، واحلال اتباعهم من بني فارس بديلًا عن الجميع.

صار لدى الحوثه جيش عقائدي خاص بهم، ومؤسسات مالية خاصة بهم، وقوائم مرتبات خاصة باتباعهم؛ حتى البترول والديزل والغاز، لهم طريقة خاصة لتوزيعها على أتباعهم، أما بقية أبناء الشعب، فلم يعد متاحًا لهم إلا الجبهات والزوملة، والتحشيد إلى ساحات الاحتفالات، وتقديم التبرعات، وكذلك الرتب العسكرية المزورة، التي تُصرف للبسطاء من المغرر بهم من أبناء اليمن، في تعمد لإهانة الجيش والأمن، أما جيشهم الخاص، فله كشوفاته ورتبه وعلاوته ومميزاته الخاصة، والتي لا يطلع عليها إلا المقربون منهم.

ولذا، لا مخرج لليمن إلا بمصالح عامة، وتوحيد جهود استعادة الدولة، ونبذ الخلافات الجانبية، وقبل هذا، نطالب قيادات الشرعية بالعودة إلى الداخل لقيادة المعركة، مالم فسيف الإمامة سيمر من فوق أعناق الجميع..