المشهد اليمني
الأحد 8 سبتمبر 2024 04:31 صـ 5 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
الجميع ينتظر.. تسريب يكشف المعالج الذي اعتمتده أبل في آيفون 16 عودة سعود آل سويلم إلى النصر تثير المخاوف.. ورفض قرار لبن نافل في الهلال وخيبة أمل لجمهور الزعيم مقيم بالسعودية يقتل زوجته ووالدتها في مكة المكرمة.. والكشف عن جنسيته اتحاد غرب آسيا يقصي منتخب اليمن للناشئين من البطولة عاجل: جماعة الحوثي تعلن إسقاط ”ثامن” طائرة أمريكية نوع MQ_9 في أجواء محافظة مارب الشرعية تدين اقتحام منزل شيخ وقيادي بارز بحزب الإصلاح في صنعاء أول شركة سعودية تقلص دوام موظفيها إلى 4 أيام أسبوعياً براتب كامل.. شاهد ردة فعلهم أبل تطلق هواتف آيفون 16 بشريحة ذكاء اصطناعي .. ما مميزاتها؟ أفراد لواء عسكري في تعز يحتلون شقق سكنية ويرفضون الإخلاء رغم أوامر المحكمة وناشطة تناشد الجميع: انقذوا أهلي ”شاهد” طيران بلقيس تطالب بتشكيل لجنة رئاسية عاجلة وتصف وزير النقل بالمتشنج وتلوح بورقتها القوية ”إفلاس بنك اليمن الدولي”.. أول بيان للبنك يكشف الحقيقة ولماذا يواجه أزمة سيولة؟ العراق يتدخل بشكل حاسم وينقذ اليمن من ضربة سعودية كادت تخسره التأهل

من يُفرط بأرضه؛ يُفرط بعِرضه!

محمد دبوان المياحي
محمد دبوان المياحي

منذ زمن كان هذا المثل يشغل تفكيري:" من يُفرط بأرضه؛ يُفرط بعِرضه" من أين جاء هذا الربط بين الأرض والعِرض، لماذا تُقرن المرأة بالجغرافيا وكأنها قطعة أرض تتطلب السطو عليها وفرض السيطرة والسيادة. هذا الربط تعبير كاشف عن خيال العربي ونظرته للمرأة..يتضمن المثل دلالة حدودية، تستلزم القمع. وإذا ما تتبعت جذور المثل، ستجد بالفعل أنه ينبع من النظر للمرأة، كشيء، وبالمفهوم الحديث، "التشيؤ" أي النظر لها كبضاعة، مادة مملوكة.
فيما مضى من الزمان، كان يمكن تفهُّم خروج أمثال كهذه، في سياقات ذلك الزمن، حيث الرجل العربي، #حامي_الحمى والمحارب الذي يحرس الحدود ويذود عن أهل القبيلة؛ لكن استمرار هذا المنطق يكشف عن ذهنية متجمدة لا تدرك تغيرات الزمان. حيث المرأة لم تعد مخلوقًا قاصرًا بحاجة لرعاية أحد، والعالم لم يعد غابة مليئة بالوحوش ويتوجب عزل المرأة منه والسهر لحمايتها بالبندقية ومنعها من السفر وإدارة حياتها بحرية.

الرجل العربي كائن يغلي بالقيم العاطفية، الغيرة الشديدة والمراقبة الدائمة للمرأة والإحساس بمسؤوليته عنها، مبدئيًا ليست المشكلة في هذه العواطف، إلا حين تكون بصيغ مبالغ بها. المشكلة هو أن مسألة التحكم بحياة المرأة لدى الرجل العربي، ما تزال إحدى دوافعه النفسية العميقة، فإحدى مرتكزات الإحساس بذاته قائمة على هذا المكون الشعوري وعندما يشعر بوجود محاولات استقلالية لدى المرأة؛ تمسّه الإهانة ويستشعر جرحًا في صميم طبيعته ورجولته.
يحتاج الرجل العربي أن يُحرر نفسه من مسألة وصايته على المرأة، أكثر من حاجة المرأة للتحرر من وصايته، يحتاج أن يستشعر ذاته بعيدا عن فكرة الفارس المغوار وحامي شرف القبيلة، وأن يراكم أدوات قوته وحضوره والإحساس بكيانه بمعزل عن فكرة تسيِّده على المرأة. بهذه الحالة سيحرر نفسه من مشاعر الغضب ولن ينظر لمسألة مطالبة المرأة، بحقها في استصدار جواز سفر، كما لو أنه موضوع مهين له أو جارح لكرامته؛ بل سينظر إليها كعامل قوة جواره، مثلما هو عامل قوة لها.

هكذا تسير الحياة بسلاسة أكبر ودونما اشتباكات فارغة..لا يعلو الصياح في مواضيع كهذه، ولا تُقرأ كتمرد، إلا لأن هناك محاولات سيطرة ذكورية، ما عادت مجدية في واقع متحرك تخلخلت فيه كثير من مراكز السيطرة القديمة وتخلق مكانها صيغ علاقة إجتماعية حرة وقائمة على التشارك والتفاهم المفتوح وليس الوصاية الأبوية الخانقة.