المشهد اليمني
الأحد 8 سبتمبر 2024 03:06 صـ 5 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
الجميع ينتظر.. تسريب يكشف المعالج الذي اعتمتده أبل في آيفون 16 عودة سعود آل سويلم إلى النصر تثير المخاوف.. ورفض قرار لبن نافل في الهلال وخيبة أمل لجمهور الزعيم مقيم بالسعودية يقتل زوجته ووالدتها في مكة المكرمة.. والكشف عن جنسيته عاجل.. اتحاد غرب آسيا يقصي منتخب اليمن للناشئين من البطولة عاجل: جماعة الحوثي تعلن إسقاط ”ثامن” طائرة أمريكية نوع MQ_9 في أجواء محافظة مارب الشرعية تدين اقتحام منزل شيخ وقيادي بارز بحزب الإصلاح في صنعاء أول شركة سعودية تقلص دوام موظفيها إلى 4 أيام أسبوعياً براتب كامل.. شاهد ردة فعلهم أبل تطلق هواتف آيفون 16 بشريحة ذكاء اصطناعي .. ما مميزاتها؟ أفراد لواء عسكري في تعز يحتلون شقق سكنية ويرفضون الإخلاء رغم أوامر المحكمة وناشطة تناشد الجميع: انقذوا أهلي ”شاهد” طيران بلقيس تطالب بتشكيل لجنة رئاسية عاجلة وتصف وزير النقل بالمتشنج وتلوح بورقتها القوية ”إفلاس بنك اليمن الدولي”.. أول بيان للبنك يكشف الحقيقة ولماذا يواجه أزمة سيولة؟ العراق يتدخل بشكل حاسم وينقذ اليمن من ضربة سعودية كادت تخسره التأهل

بعد غياب 19 سنة عدت إليها

عبدالمجيد التركي
عبدالمجيد التركي

بعد غياب 19 سنة عن القرية، عدت إليها.
ذهبت إلى هذه البركة فاحتشد الشجن كأنه قطيع من النمل يحتشد حول قطعة سكر. واشتعلت الذكريات في ذاكرة الأحجار المرصوفة.

شجن عمره 35 عاماً، مدفون في هذه البركة.
كنت أرى نفسي وأنا مربوط بالحبل، وأرى البركة مليئة بضحكات الأطفال وبكائهم. وشعرت بالتهاب أنفي كأنه مليء بالماء.

ذهبت إلى البركة الأخرى، (بركة الحسني).. تذكرت الخمس الجنيهات الذهبية التي سقطت من عنق أمي وهي تغرف الماء، فعادت إلى البيت بسطل مليء بالطحالب.

بركة فقد أبي فيها ساعته الـ(ويست إند)، التي كانوا يسمونها (صليب)، وبركة أخرى فقدت أمي فيها خمس جنيهات قالت إنها كانت مهرها. وفي كلتا البركتين كنت أبحث عني.. عن ذلك الولد الذي كان يحمل (جزء عم)، وهو مندهش بألوانه الصفراء والحمراء، ونقوشه الهندية أو الباكستانية، وينام وهو يحلم بامتلاك بـ(ربع يس).
ذلك الولد الصغير الذي كان يملأ عينيه بكحل الجامع الكبير، ويظل يتأمل تلك المكحلة الضخمة كأنها مكوك فضائي.

قبل أشهر قليلة عدتُ إلى شهارة، مسقط روحي، بهذه الصورة المرهقة بعد سفر وسهر ليلتين كاملتين، وأنا أفكر كيف ستستقبلني قريتي بعد كل هذا الغياب، وبأي طريقة سأصافحها وأحتضن أحجارها وتحتضنني أزقتها؟

ما زلت أستنشق (ورد الليل)، ورائحة الحوانيت القديمة، ورائحة بارود الـ(طَّمَش) أبو حمامة، وقرطاسه الأحمر الذي كان ملمسه أصلياً كالنقود.

أحسستُ بحنين أسماك السلمون لموطنها الأول، حين تعود لتموت حيث ولدت في موطنها الأول.