المشهد اليمني
الخميس 19 سبتمبر 2024 04:23 صـ 16 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل

حسين حازب اختار العبودية طواعية فلماذا تجبرونه على الحرية؟

تابعت الضجة التي أثيرت حول رأي حسين حازب في رؤيته للديمقراطية والانتخابات التي وصفها بالشر المستطير وذهب إلى أن العرب فشلوا في الديمقراطية وكل ما يريده حازب هو أن يأكل ويشرب

وتسليم الحكم لمن مكنه الله وأتاه الحكم سيده ومولاه عبد الملك الحوثي ، فقط نسي حازب وهو يكفر بالحزبية ، بأنها عضو في حزب المؤتمر الشعبي العام ، وأن سيده ومولاه لم يقبل به كعبد ذا قيمة إلا بكونه عضوا في حزب المؤتمر لكي يكون المؤتمر مجرد غطاء سياسي أمام الخارج وخزانا بشريا لرفد الجبهات للدفاع عن الخرافة والعبودية .

الذين ردوا على حازب ، كان ردهم من منطلق أنهم لم يكونوا يتخيلون أبدا أن هناك من اليمنيين من يرفض دعوة الحرية وإنهاء العبودية التي نادت بها ثورة ٢٦ من سبتمبر ولم يكونوا يتوقعون أن ينبري حازب للقتال مع الحوثيين باستماتة ضد الحرية لكي يبقي على عبوديته إلى الأبد ، فهو عاش هكذا ويريد أن يموت عبدا ولا يسوؤه أن يورث ذلك لأبنائه ، فلماذا تريدون حرمانه من ذلك ، وطالما أنتم تؤمنون بالحرية ،

فالعبودية أيضا اختيار .

لقد ذهب حسين حازب مبكرا إلى حظيرة العبودية وطلب من سادته أن يعود عبدا كما كان ، لأنه لا يستطيع العيش بدون قيد وعصا وسيد فوق رأسه ، ولذلك وهب نفسه لتجميل وجه الخرافة على حساب أهله وعشيرته في مأرب وفرط فيهم ورضي بانتهاك حقوقهم واحتلال ديارهم واستهداف كرامتهم واشتغل دليلا للحوثيين إلى قومه وطالبهم بعدم قتال الحوثيين إذا وصلوا إلى ديارهم .

السؤال الذي يطرح نفسه ، طالما وحسين حازب غير مؤمن بالحزبية ولا بالحرية ، فلماذا يلوث نفسه بالمؤتمر وبالحرية ؟ والسؤال لحزب المؤتمر ، إذا كان العبيد لا يستطيعون أن ينفعوا أنفسهم ، فكيف سينفعوا أحزابهم ؟ لهذا من مصلحة المؤتمر أن ينفي خبثه وأن يحافظ على آصالته لكي يبقى على قيد الحياة ، ولكي يبقى العبيد في مزبلة التاريخ ، فعشاق العبودية لا يمكن لهم أن يتطلعوا إلى الحرية .

وكما قال صاحب كتاب العبودية المختارة ، لنتعلم لمرة أن نحسن التصرف ، ولنرفع أعيننا نحو السماء صونا لكرامتنا ، أو حبا بالفضيلة ،

وهذا الكلام موجه لأساتذة الجامعات والمراكز العلمية ، كيف تقبلون بوزير مؤهله الدراسي أقل من مؤهلاتكم ولم يمر بحلقات البحث العلمي ، أما العبودية ، فتلك شأنه واختياره ، وحرية الاختيار جزء من الديمقراطية التي نؤمن بها .

من المؤسف أن بعض اليمنيين تركوا أموالهم تسلب أمام أعينهم وقبلوا بالذل والهوان وذهبوا لتعظيم الجرذ عبدالملك الحوثي ولا يتورعون عن تعريض أنفسهم للموت من أجل بقائه إلى درجة أن الجرذ عبدالملك

أصبح مندهشا من قدرة الناس على تحمل سوءه واعتقادهم بأنه يدافع عنهم ، بالرغم من دفاعه عن خرافة الولاية وخزعبلات قرين القرآن .