المشهد اليمني
الأحد 8 سبتمبر 2024 03:21 صـ 5 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
الجميع ينتظر.. تسريب يكشف المعالج الذي اعتمتده أبل في آيفون 16 عودة سعود آل سويلم إلى النصر تثير المخاوف.. ورفض قرار لبن نافل في الهلال وخيبة أمل لجمهور الزعيم مقيم بالسعودية يقتل زوجته ووالدتها في مكة المكرمة.. والكشف عن جنسيته عاجل.. اتحاد غرب آسيا يقصي منتخب اليمن للناشئين من البطولة عاجل: جماعة الحوثي تعلن إسقاط ”ثامن” طائرة أمريكية نوع MQ_9 في أجواء محافظة مارب الشرعية تدين اقتحام منزل شيخ وقيادي بارز بحزب الإصلاح في صنعاء أول شركة سعودية تقلص دوام موظفيها إلى 4 أيام أسبوعياً براتب كامل.. شاهد ردة فعلهم أبل تطلق هواتف آيفون 16 بشريحة ذكاء اصطناعي .. ما مميزاتها؟ أفراد لواء عسكري في تعز يحتلون شقق سكنية ويرفضون الإخلاء رغم أوامر المحكمة وناشطة تناشد الجميع: انقذوا أهلي ”شاهد” طيران بلقيس تطالب بتشكيل لجنة رئاسية عاجلة وتصف وزير النقل بالمتشنج وتلوح بورقتها القوية ”إفلاس بنك اليمن الدولي”.. أول بيان للبنك يكشف الحقيقة ولماذا يواجه أزمة سيولة؟ العراق يتدخل بشكل حاسم وينقذ اليمن من ضربة سعودية كادت تخسره التأهل

هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟

يستحيل أن يكون شخصٌ ما شاعرًا على الدوام وفي كل لحظة مهما كان إبداعه الشعري؛ لأن معنى كونه شاعرًا على الدوام معناه الاتصال بعَالمٍ آخر، والغياب عن الواقع. معناه الشرود العقلي!
الشعر من الشعور، لحظة، أو لحظات تتهامى فيك أو تتهامى فيها أنت، تستفرغُ فيها طاقتك الكلية تماما، ثم تعود لحياتك الطبيعية في الوضع اللا إبداعي.

الإبداعُ لحظاتٌ تهبط متى شاءت، ثم تغادر متى شاءت؛ لحظات تأتيك ولا تأتيها، لهذا يستغلق الذهن أحيانا عن كتابة سطر واحد لكاتب ما، يجمع بين غزارة الفكر وتدفق اللغة، فلا يستطيع أحيانا إكمال سطر واحد رغم امتلاكه مقومات الكتابة، من فكر وثقافة ولغة. وذات الشأن أيضا مع الشاعر الذي يعجز أحيانا عن نظم بيت واحد، رغم موهبته الفذة، وفي لحظات ما يتدفق الإبداع منهمرًا، حتى أن الشاعر نفسه يكاد يكون قصيدة بحد ذاته.

كان طاغور حين يكتب قصيدته ينزوي على نفسه وحيدا لساعات أو أيام، كراهب في الصومعة، فيكتب إبداعه تحت هذه الطقوس، فإذا ما تلاشت من تلقاء نفسها عاد إلى أقرانه واحدا منهم، وقد انفصلَ عن تلك اللحظات أو انفصلت عنه.
يُقال: إن الشاعر الإنجليزي الكبير كوليردج لم يكمل قصيدة واحدة في حياته إلى آخرها، وكان النقص يبدو واضحًا على بعضها، وحين قيل له: هلا أكملت قصيدتك تلك؟ يجيب: "لن أكملها حتى تصل من الماورائيات. أنا لا أقوم بذلك بنفسي، لأني أكتبها فقط، إنها تصلني من المارواء. أنا لستُ كاتبا أو مؤلفا؛ بل أكتبُ شيئا يُملى عليّ. ليس باستطاعتي إضافة هذا السطر الوحيد المفقود. لقد حاولت عدة مرات وفشلت في كل مرة. كلما حاولت بدا السطر بشعًا ومختلفًا ولم يكن فيه أي إشراق".

وللإجابة عن الجزء الآخر من السؤال نقول: نعم، قد يكون غير الشاعر شاعرا أحيانا في لحظات ما، ذلك أن فن الاستماع لقصيدة ما والتحليق معها تعتبر حالة إبداعية في حد ذاتها، وأن الغوص مع القصيدة في عوالم الجمال وسبحات الروح إبداع مستقل، وقديما قيل: الوقوف في محراب الجمال هو الجمال بعينه.

نمارسُ الشاعرية أحيانا بطريقة غير مباشرة في حياتنا اليومية بما هي فن، وبما هي ذوق، في طريقة ملبسنا وتعاملاتنا. نمارسها في التحليقات الروحية وفي دفقات الوجدان التي تنتابنا بين الحين والحين، ولكل شخص شاعريته الخاصة.