المشهد اليمني
الأحد 8 سبتمبر 2024 03:46 صـ 5 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
الجميع ينتظر.. تسريب يكشف المعالج الذي اعتمتده أبل في آيفون 16 عودة سعود آل سويلم إلى النصر تثير المخاوف.. ورفض قرار لبن نافل في الهلال وخيبة أمل لجمهور الزعيم مقيم بالسعودية يقتل زوجته ووالدتها في مكة المكرمة.. والكشف عن جنسيته عاجل.. اتحاد غرب آسيا يقصي منتخب اليمن للناشئين من البطولة عاجل: جماعة الحوثي تعلن إسقاط ”ثامن” طائرة أمريكية نوع MQ_9 في أجواء محافظة مارب الشرعية تدين اقتحام منزل شيخ وقيادي بارز بحزب الإصلاح في صنعاء أول شركة سعودية تقلص دوام موظفيها إلى 4 أيام أسبوعياً براتب كامل.. شاهد ردة فعلهم أبل تطلق هواتف آيفون 16 بشريحة ذكاء اصطناعي .. ما مميزاتها؟ أفراد لواء عسكري في تعز يحتلون شقق سكنية ويرفضون الإخلاء رغم أوامر المحكمة وناشطة تناشد الجميع: انقذوا أهلي ”شاهد” طيران بلقيس تطالب بتشكيل لجنة رئاسية عاجلة وتصف وزير النقل بالمتشنج وتلوح بورقتها القوية ”إفلاس بنك اليمن الدولي”.. أول بيان للبنك يكشف الحقيقة ولماذا يواجه أزمة سيولة؟ العراق يتدخل بشكل حاسم وينقذ اليمن من ضربة سعودية كادت تخسره التأهل

الهاشمية والاحتلال الناعم للمسلمين (الحلقة الثانية)

صيغ تشهد الصحابة كما علمهم النبي - صلى الله عليه وسلم

نورد هنا صيغ التشهد الأساسية، كما عند الصحابة، وكما علمهم النبي –صلى الله عليه وسلم-، وما تم إدخال فيها ما ليس منها، بحسب كتب أمهات الحديث.

أولاً: تشهد عائشة

عن القاسم بن محمد، أنه أخبره أن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، كانت تقول إذا تشهدت: "التحيات الطيبات، الصلوات الزاكيات لله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام عليكم" (الموطأ: ج1/145)

ثانياً: تشهد عمر

واختاره مالك ورواه في الموطأ عن عبدالرحمن بن عبدالقاري، أنه سمع عمر بن الخطاب وهو على المنبر يعلم الناس التشهد ويقول: "قولوا: التحيات لله، الزاكيات لله، الطيبات والصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله".

قال النووي: هذه الأحاديث في التشهد كلها صحيحة، وأشدها صحة باتفاق المحدثين حديث ابن مسعود ثم ابن عباس، قال الشافعي وبأيها تشهد أجزأه، وقال: أجمع العلماء على جواز كل واحد منها"

وقال الإما م النووي: قال البيهقي‏:‏ والثابت عن رسول اللّه -صلى اللّه عليه وسلم- ثلاثة أحاديث‏:‏ حديث ابن مسعود، وابن عباس، وأبي موسى‏.‏ هذا كلام البيهقي‏.‏ وقال غيره‏:‏ الثلاثة صحيحة وأصحّها حديث ابن مسعود‏.‏ (فقه السنة:ج1/ صـ98، الموطأ: للإمام مالك، ج1/144، دار الغرب الإسلامي، ط2، 1417-1997).

ثالثا: تشهد ابن مسعود

عن عبدالله قال: كنا نقول في الصلاة خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم: السلام على الله، السلام على فلان. فقال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم: "إن الله هو السلام، فإذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين - فإذا قالها أصابت كل عبد لله صالحٍ في السماء والأرض- أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. ثم يتخير من الدعاء ما شاء".( صحيح مسلم: صـ103، رقم الحديث 55- 402 ، سنن النسائي: ج1، صـ377).

وكذا ورد في رواية أخرى، قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا منصور، بهذا الإسناد، مثله، ولم يذكر "ثم يتخير من المسألة ما شاء".( المصدر السابق: صـ103)

وحدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش، عن شقيق، عن عبدالله بن مسعود قال: كنا إذا جلسنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة.. بمثل حديث منصور، وقال: "ثم يتخير بعد من الدعاء".(صحيح مسلم: صـ302، رقم الحديث 58).

وحدثنا أبو بكر بن شيبة، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سيف بن سليمان، قال: سمعت مجاهداً يقول: حدثني عبدالله بن سخبرة قال: سمعت ابن مسعود يقول: علمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التشهد كفي بين كفيه كما يعلمني السورة من القرآن، واقتص التشهد بمثل ما اقتصوا.( المصدر السابق: صـ302، رقم الحديث 59).

رابعاً: تشهد أبي موسي الأشعري

الذي أخرجه مسلم ولفظه: "التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله". ( سنن النسائي: ج1، صـ379، صفة صلاة النبي: ناصر الدين الألباني، صـ 163، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، المملكة العربية السعودية،).

خامساً: تشهد ابن عباس

وحدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث، وحدثنا محمد بن رمح بن المهاجر، أخبرنا الليث عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير وعن طاووس، عن ابن عباس أنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن، فكان يقول: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله"، وفي رواية ابن رمح "كما يعلمنا القرآن". ( صحيح البخاري رقم الحديث 60، صـ302، 303، النسائي: ج1، صـ380).

وقد اختاره الشافعي، قال: "وبهذا نقول. وقد رويت في التشهد أحاديث مختلفة كلها، فكان هذا أحبها إليّ؛ لأنه أكملها"( الأم: للشافعي، ج2 صـ269).

سادساً: تشهد عبدالله بن عمر

قال الإمام مالك: حدثني يحيى عن مالك عن نافع، أن عبدالله بن عمر كان يتشهد فيقول: "بسم الله، التحيات لله، الصلوات لله، الزاكيات لله، السلام على النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. شهدت أن لا إله إلا الله، شهدت أن محمداً رسول الله. يقول هذا في الركعتين الأوليين، ويدعو إذا قضى تشهده بما بدا له. فإذا جلس آخر صلاته تشهد كذلك أيضاً، إلا أنه يقدم التشهد، ثم يدعو بما بدا له. فإذا قضى تشهده وأراد أن يسلم، قال: السلام على النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام عليكم، عن يمينه، ثم يرد على الإمام، فإن سلم أحد عن يساره رد عليه".( الموطأ: ج1/144، 145).

وقال الإمام النووي: قال البيهقي‏:‏ والثابت عن رسول اللّه -صلى اللّه عليه وسلم- ثلاثة أحاديث‏:‏ حديث ابن مسعود، وابن عباس، وأبي موسى‏.‏ هذا كلام البيهقي‏.‏ وقال غيره‏:‏ الثلاثة صحيحة، وأصحّها حديث ابن مسعود‏. ‏

سابعاً: التشهد كما عند جابر بن عبدالله

قال النسائي: أخبرنا محمد بن عبدالأعلى، قال: حدثنا المعتمر، قال: سمعت أيمن يقول: حدثني أبو الزبير، عن جابر، قال: كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن: "بسم الله وبالله، التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا لإله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أسأل الله الجنة، وأعوذ بالله من النار"( سنن النسائي: ج1، صـ380، رقم الحديث: 765).

لماذا عُدّ تشهد ابن مسعود أصح التشهد؟

كان تشهد ابن مسعود مفصلاً تفصيلاً أخذه كلمة كلمة تعليماً من فيّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وللبخاري حديث من طريق أبي معمر عن ابن مسعود قال: "علمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التشهد وكفي بين كفيه، كما يعلمني السورة من القرآن"، و"لابن خزيمة من وجه آخر عن الأسود عن عبدالله (ابن مسعود): علمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التشهد في وسط الصلاة وفي آخرها"، وزاد الطحاوي من هذا الوجه في أوله: "وأخذت التشهد من فيّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولقنينه كلمة كلمة" ( شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني: ج2/312).

قال الترمذي: حديث ابن مسعود روي عنه من غير وجه، وهو أصح حديث روي في التشهد، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم.

قال: وذهب الشافعي إلى حديث ابن عباس في التشهد، وقال البزار: لما سئل [الشافعي] عن أصح حديث في التشهد، قال: هو عندي حديث ابن مسعود، وروي من نيف وعشرين طريقاً، ثم سرد أكثرها وقال: لا أعلم في التشهد أثبت منه، ولا أصح أسانيد ولا أشهر رجالاً..( شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني: ج2/312).

فإذا كان تشهد ابن مسعود أصح حديث في التشهد عند الشافعي، فلماذا أدخل عليه وجوب الصلاة على النبي وهي غير مذكورة فيه؟!

ولا اختلاف بين رجال أهل الحديث في ذلك، وممن جزم بذلك البغوي في شرح السنة، ومن رجحانه أنه متفق عليه دون غيره، وأن الرواة عنه من الثقات لم يختلفوا في ألفاظه بخلاف غيره، وأنه تلقاه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تلقيناً، فروى الطحاوي من طريق الأسود بن يزيد عنه قال: "أخذت التشهد من فيّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولقنينه كلمة كلمة".(شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني: ج2/312).

وفي رواية عن ابن عباس، قال البخاري: وحدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث، وحدثنا محمد بن رمح بن المهاجر، أخبرنا الليث عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير وعن طاووس، عن ابن عباس أنه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن، فكان يقول: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله"، وفي رواية ابن رمح "كما يعلمنا القرآن".(صحيح مسلم: صـ302، 303، رقم الحديث 60).

وقال ابن باز: "أصحها ما ثبت في حديث ابن مسعود، في الصحيحين: أن النبي -ﷺ- علم الصحابة أن يقولوا في التشهد في نهاية الصلاة: "التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله" هذا هو أصح ما ورد في ذلك.( موقع ابن باز).

وصيغ هذا التشهد هي التي سار عليها الصحابة –رضوان الله عليهم- والتابعون من بعدهم، وبها كانت صلاتهم صحيحة دون نقص.

قال ابن عثيمين: "الصَّلاةَ على النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- سُنَّة، وليست بواجب ولا رُكن، وهو روايةٌ عن الإمام أحْمد، وأنَّ الإنسان لو تعمَّد تَرْكها فصلاتُه صحيحة لأنَّ الأدلَّة التي استدلَّ بها الموجبون، أو الذين جعلوها رُكنًا ليستْ ظاهرةً على ما ذهبوا إليه، والأصل براءة الذِّمة. وهذا القول أرجحُ الأقوال إذا لم يكُن سوى هذا الدليلِ الذي استدلَّ به الفقهاء رحْهم الله، فإنه لا يمكن أن نُبطلَ العبادةَ ونُفسدها بدليل يحتمل أن يكون المرادُ به الإيجابَ، أو الإرشاد".(أهل البيت في المنظور القرآني: د عبدالله القيسي، صـ125، مركز النهضة اليعربية، ط1، 2020م، وقد أخذ الرأي عن الشرح الممتع لابن عثيمين).

وسنبين ما تم إدخاله من الصلاة الإبراهيمية على التشهد في الحلقة القادمة –إن شاء الله-.

....يتبع