المشهد اليمني
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 12:43 صـ 14 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
محافظ البنك المركزي الأسبق يثني على موقف مأرب في الدفاع عن مؤسسات الدولة أبين تتحرك: حملة أمنية شاملة لإعادة الأمن والاستقرار بعد تصعيد غير مسبوق صحفي سعودي يكشف سر استقرار حضرموت: خطة محكمة وطريق واضح! أول اتصال هاتفي بين ”السنوار” و ”عبدالملك الحوثي”.. ماذا طلب الأول وكيف فاجأة الأخير؟؟ نقابة الصحفيين اليمنيين تدين ”تعسفات” بحق مراسلين في شبوة وتطالب بالتدخل مجلس ”المقاومة” بقيادة ”حمود المخلافي” يزور السعودية في أقل من أسبوع... طفلان في أكياس القمامة.. ماذا يحدث في عدن؟ مؤثرة سعودية شهيرة تعانق ”دب روسي” في إحدى غابات موسكو.. شاهد النهاية تعيين قائداً أمنياً لميناء عدن وزير الاوقاف شبيبة يشيد باللقاء التاريخي.. هل يقود تحالف الزبيدي وصالح إلى استعادة الدولة؟ الناشطة ”توكل كرمان” تتوقع تحرير صنعاء من الحوثيين في هذا الموعد ‏عاجل | وزارة الصحة في لبنان تعلن ارتفاع المصابين في انفجارات أجهزة الاتصال إلى 4000 و 11 قتيل

”إعدامات 18 سبتمبر في تهامة: جريمة بلا عقاب وجراح لا تندمل”

في 18 سبتمبر 2021، شهد اليمن واحدة من أكثر الأحداث المأساوية التي هزت ضمير الأمة، وهي إعدام تسعة من أبناء تهامة الأبرياء على أيدي مليشيا الحوثي. هذا الحدث المروع أضاف جرحًا آخر إلى قائمة طويلة من الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا في اليمن، لا سيما في منطقة تهامة. أعدم هؤلاء التسعة بتهمة باطلة وهي تورطهم في اغتيال صالح الصماد، القيادي الحوثي البارز الذي قتل في غارة جوية للتحالف العربي في عام 2018. في ساحة عامة، وأمام عدسات الكاميرات، تم تنفيذ عملية الإعدام الجماعية بحق هؤلاء التسعة، دون توفير محاكمة عادلة أو منحهم الفرصة للدفاع عن أنفسهم بشكل قانوني. هذا الإعدام الذي نُفذ بطريقة علنية كان بمثابة استعراض وحشي للقوة، حيث سعت مليشيا الحوثي إلى ترسيخ سياستها القائمة على الترهيب والقمع.

المحاكمات التي سبقت هذا الإعدام وُصفت بأنها صورية وغير قانونية، إذ تم توجيه الاتهامات للمعتقلين بدون أدلة ملموسة، وكان الهدف من وراء هذه المحاكمات هو تبرير الإعدام فقط، وليس تحقيق العدالة. أكد محامو الدفاع والمنظمات الحقوقية أن هؤلاء الأبرياء لم يكونوا على صلة باغتيال الصماد، وأن المحاكمات خالفت كل المعايير القانونية المتعارف عليها دوليًا. الأكثر إيلامًا هو غياب أي محاسبة للمسؤولين عن هذه الجريمة البشعة. رغم الإدانات الدولية الواسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان والجهات الدولية، إلا أن مليشيا الحوثي استمرت في تحدي القوانين الدولية والإنسانية بدون أي رادع. ويُعزى هذا الفشل في المحاسبة إلى ضعف المجتمع الدولي في فرض عقوبات فعّالة على المليشيا، وعدم وجود آليات قضائية تضمن تقديم الجناة إلى العدالة. حادثة الإعدام هذه تضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها مليشيا الحوثي في تهامة. المنطقة التي كانت تعتبر واحدة من أهم مناطق اليمن الزراعية والتجارية، تحولت بفعل الحرب إلى منطقة منكوبة يعاني أهلها من الحصار والجوع والقتل والسجن والإخفاء القسري. إعدام التسعة الأبرياء لم يكن مجرد حادثة عابرة، بل ترك جرحًا دائمًا في قلب تهامة. هذا الجرح لا يلتئم مع مرور الوقت، بل يزداد عمقًا مع استمرار صمت المجتمع الدولي وعدم محاسبة مرتكبي الجرائم. فالتهاميون، مثلهم مثل غيرهم من أبناء اليمن، يعيشون في ظل انتهاكات متكررة دون أن يكون هناك أمل قريب في تحقيق العدالة. إن مأساة إعدام الأبرياء في تهامة هي تذكير مؤلم بأن الحرب في اليمن ليست فقط حربًا سياسية أو عسكرية، بل هي حرب ضد الإنسانية وقيمها الأساسية. بقاء المجرمين بلا محاسبة يزيد من تفاقم الوضع ويعمق جروح الضحايا وعائلاتهم. من الضروري أن يستمر الضغط الدولي من أجل تحقيق العدالة ومحاسبة كل من شارك في هذه الجرائم، ليكون جرح تهامة جرحًا يلتئم بالعدالة وليس باللامبالاة.