معلم جبل نقم التاريخي في صنعاء يصبح محط أنظار الناشطين بعد الغارات الجوية الامريكية

تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي وعدد من وسائل الإعلام المحلية والإقليمية، صباح اليوم الأربعاء، صورًا تظهر معلم وحصن جبل نقم الشهير في العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك عقب تعرض مواقع متفرقة في المدينة لغارات جوية مكثفة خلال الايام الماضية من قبل الطيران الامريكي.
جبل نقم، الذي يعد أحد المعالم الطبيعية والتاريخية البارزة في صنعاء، بقي شاهدًا على الأحداث المتصاعدة التي تشهدها البلاد منذ سنوات.
ويُعتبر الحصن القديم المقام أعلى الجبل، والذي يعود تاريخه إلى عصور قديمة، رمزًا للتراث الثقافي والعسكري اليمني. ومع ذلك، أصبح هذا الموقع الاستراتيجي محط استهداف مباشر وغير مباشر نتيجة للصراع الدائر في البلاد.
الصور المتداولة أظهرت مشاهد تجمع بين الدمار والصمود، حيث بدا الحصن وجبل نقم مضاءً بأضواء الحرائق والانفجارات الناجمة عن الغارات الجوية.
مصادر محلية أكدت أن الغارات استهدفت مواقع عسكرية وأخرى استراتيجية في صنعاء، مشيرة إلى أن جبل نقم كان ضمن نطاق الاستهداف بسبب موقعه الحيوي وإطلالته الشاملة على العاصمة. وذكرت هذه المصادر أن الانفجارات كانت مدوية وهزت أرجاء المدينة، ما أثار حالة من الذعر بين السكان، خاصة الأطفال وكبار السن.
في غضون ذلك، أعرب عدد من الناشطين والسياسيين عن قلقهم البالغ بشأن ما قد يترتب على استهداف مثل هذه المواقع التاريخية، مؤكدين أن تدمير التراث الثقافي اليمني سيؤدي إلى خسارة لا يمكن تعويضها.
وقال أحد الناشطين في تغريدة له: "جبل نقم ليس مجرد موقع استراتيجي، بل هو جزء من ذاكرتنا الوطنية. استهدافه يعني محاولة محو هويتنا وتاريخنا". بينما دعا آخرون المجتمع الدولي إلى التدخل لحماية الآثار والمواقع التاريخية في اليمن من التدمير الكامل.
من جانبها، لم تصدر السلطات المحلية في صنعاء أي بيانات رسمية حتى الآن حول طبيعة الأضرار التي لحقت بمعلم جبل نقم أو الخسائر البشرية والمادية الأخرى الناجمة عن الغارات.
تجدر الإشارة إلى أن جبل نقم يقع في الجزء الشرقي من العاصمة صنعاء، وهو معروف بموقعه المرتفع الذي يجعل منه نقطة مراقبة واستطلاع استراتيجية.
وقد تم استخدامه عبر التاريخ كموقع عسكري لتأمين المدينة ومراقبة التحركات المحيطة بها.
ومع تصاعد الصراع في اليمن، أصبح الجبل محط اهتمام مختلف الأطراف المشاركة في الحرب، مما عرضه للاستهداف المتكرر.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الملحّ: هل ستتمكن الجهود المحلية والدولية من حماية التراث الثقافي اليمني من المزيد من الدمار؟ أم أن هذه الحرب المستمرة ستؤدي إلى فقدان اليمن لأحد أهم رموزه التاريخية؟
ختامًا، تظل الأنظار متجهة نحو جبل نقم ومعلم الحصن العريق، في انتظار توضيح رسمي حول حجم الأضرار ومصير هذا الموقع الذي يمثل جزءًا لا يتجزأ من تاريخ اليمن وهويته.