المنشق عن جماعة الحوثيين أحمد العماد يعلق على تطورات الجماعة: ”لست متشفيًا ولا شامتًا”

في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها جماعة الحوثيين، خرج المنشق البارز عن الجماعة، أحمد العماد، بتعليق لافت أثار اهتمام المتابعين للشأن اليمني.
وأكد العماد في منشور له عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، أنه رغم كل ما تعرض له من أذى واتهامات من قبل الجماعة، فإنه لا يشعر بالشماتة أو التشفي حيال ما يحدث لهم الآن أو ما سيحدث في المستقبل.
رسالة صريحة ومباشرة
بدأ العماد منشوره بتوجيه خطاب مباشر إلى قيادات وأعضاء جماعة الحوثيين، قائلاً: "والله ياحوثيين لست متشقى مما يحدث لكم ومما سيحدث في قادم الأيام أبدا".
وشدد على أن الشماتة ليست جزءًا من أخلاقياته الشخصية، مؤكدًا أنه يؤمن بأن الأحداث التي تواجه الجماعة هي نتيجة لأفعالهم وسياساتهم، وليس بسبب تدخل خارجي فقط.
وأضاف العماد أن العلاقة بينه وبين الجماعة لم تكن يومًا عادية، حيث قال: "أعرفكم وتعرفوني عن قرب"، مشيرًا إلى أنه كان هدفًا لحملات تشويه وإساءة من قبل الجماعة.
وأوضح أن الحوثيين وجهوا إليه العديد من الاتهامات الباطلة، بما في ذلك السب والشتم، بل وحتى التكفير والتفسيق، بالإضافة إلى محاولات الإضرار به في صنعاء وخارجها.
رؤية أخلاقية للأحداث
رغم كل ما تعرض له من أذى، أكد العماد أن موقفه الأخلاقي يمنعه من الشعور بالشماتة أو التشفي، حتى في ظل ما وصفه بـ"الأحداث الصعبة" التي تمر بها الجماعة.
وقال إن ما يحدث لهم هو نتاج "ذنوبهم"، معتبرًا أن هذه الذنوب هي التي تقودهم إلى هذا المصير.
وختم العماد منشوره بعبارة تحمل دلالات عميقة: "اعلموا مايحدث وسيحدث ذنوبكم هي من تسوقكم". وكانت هذه العبارة بمثابة رسالة ضمنية بأن الأفعال التي قامت بها الجماعة طوال السنوات الماضية، سواء على الصعيد السياسي أو الإنساني، هي التي تقف وراء ما يواجهونه اليوم من تحديات وتداعيات.
ردود الفعل والتوقعات
جاءت تصريحات العماد في وقت حساس للغاية، حيث تشهد جماعة الحوثيين ضغوطًا متزايدة على مختلف الأصعدة، سواء من الناحية العسكرية أو السياسية أو الاجتماعية.
وقد أثارت كلماته جدلاً واسعًا بين الناشطين والمحللين السياسيين، الذين تباينت آراؤهم حول مضمون رسالته.
فبينما رأى البعض أن العماد يحاول تقديم نفسه كشخصية معتدلة ومنفتحة رغم انتمائه السابق للجماعة، اعتبر آخرون أن تصريحاته تعكس موقفًا أخلاقيًا نادرًا في المشهد السياسي اليمني المعقد، الذي غالبًا ما يتميز بالانتقام والصراعات الشخصية.
أهمية التصريح في المشهد اليمني
تكتسب تصريحات أحمد العماد أهمية خاصة في ظل استمرار الأزمة اليمنية واستمرار الانقسامات بين مختلف الأطراف.
ففي الوقت الذي يسعى فيه البعض إلى تأجيج الصراعات والتحريض على الكراهية، يأتي موقف العماد ليقدم نموذجًا مختلفًا يعتمد على القيم الأخلاقية وعدم التشفّي، حتى في ظل الخلافات العميقة.
ويرى مراقبون أن مثل هذه التصريحات قد تلعب دورًا إيجابيًا في تعزيز الحوار الوطني وبناء الثقة بين الأطراف المتنازعة، إذا ما تم استثمارها بشكل صحيح.
ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب إرادة سياسية قوية من جميع الأطراف المعنية.
تصريحات أحمد العماد تعكس موقفًا إنسانيًا وأخلاقيًا يدعو إلى التفكير بعمق في الأسباب الجذرية للأزمات التي تواجه اليمن، بعيدًا عن ثقافة الكراهية والانتقام.
وفي الوقت الذي يستمر فيه اليمنيون في معاناتهم اليومية، قد تكون مثل هذه الرسائل بداية لحوار وطني حقيقي يضع حدًا للصراعات ويضع اليمن على طريق التعافي والاستقرار.