المطفاية العدنية باللحم.. وصفة يمنية نادرة تعرف على طريقة التحضير ومكوناتها

وسط رائحة البهارات وسكون الأحياء القديمة في عدن، لا تزال هناك أطباق تقاوم الاندثار بصمت. ومن بينها تطلّ علينا "المطفاية العدنية باللحم"، طبق يمني نادر قلّما يعرفه من هم خارج الأوساط العدنية، ولكنه يحمل نكهة تُغني عن ألف حكاية. هذا الطبق ليس فقط وجبة غنية بالمذاق، بل هو رواية مكتوبة بالملاعق وذكريات الأمهات، وتفاصيل تذوب بين البصل والبهارات. في زمن بدأت فيه الأطباق التقليدية تتلاشى تحت موجة الحداثة، تبقى المطفاية العدنية شاهدة على عمق المطبخ اليمني وتميزه.
أصل المطفاية العدنية ولماذا تُعد نادرة
تُعد المطفاية العدنية واحدة من الأطباق القديمة التي كانت تحضرها العائلات في عدن خلال المناسبات الخاصة والولائم، وتمتاز بطريقتها الفريدة التي تجمع بين البساطة والتعقيد. ورغم نكهتها الغنية التي تأسر الذوق، بدأت هذه الوصفة تنحسر شيئاً فشيئاً من قوائم الطعام اليومي، بسبب تغير أنماط الطهي، وسرعة الحياة الحديثة التي أضعفت الصبر على الطهي المتقن.
مكونات تجمع بين الأصالة والنكهة
سر المطفاية العدنية يكمن في مكوناتها التي تمزج بين اللحم الطري والعظام التي تمنح المرق كثافة مميزة، إلى جانب البصل المحمّر بدقة، والثوم، والفلفل، والطماطم المبشورة التي تتحول إلى صلصة مخملية. تُستخدم الكزبرة الخضراء الطازجة لتعزيز الرائحة والنكهة، بينما تمنح البهارات كالكمون والكركم والقرفة الطابع العدني الأصيل الذي يُصعب تكراره في وصفة أخرى.
خطوات طهي تعكس روح المطبخ العدني
يبدأ الطهي بتحمير البصل في السمن البلدي حتى يذبل ويكتسب اللون الذهبي الغني، تليه مراحل إضافة اللحم وتحميره ليحتفظ بعصارته، ومن ثم دمج الثوم والفلفل والبهارات حتى تمتزج النكهات. بعد ذلك، تضاف الطماطم والكزبرة وتُترك لتتسبك حتى تتكثف الصلصة، ثم يسكب الماء الساخن وتُترك المكونات لتنضج على نار هادئة. اللمسة الأخيرة تكون برشة من الكزبرة الطازجة التي تُضاف قبل التقديم.
تقديم يليق بالمناسبات والذوق العربي الأصيل
تُقدّم المطفاية العدنية باللحم ساخنة مع خبز يمني طازج أو رز أبيض مفلفل، وغالباً ما تكون حاضرة على موائد العائلة في المناسبات والأعياد. بفضل قوامها الغني وطعمها المميز، تُعد طبقاً رئيسياً يسرّ الضيوف ويترك أثراً لا يُنسى في ذاكرتهم. إنها ليست مجرد وصفة، بل تجسيدٌ لطابع الضيافة اليمني الفريد.