اليمن قادمة على كارثة تفزع العالم
لقد مر اليمن بكوارث تفوق كل الكوارث التي مر بها العالم . ولا أعتقد أن هناك كارثة أفضع من كارثة السلاليين الحوثيين . ولم تتوقف الكارثة عند السلاليين شمالا ، فقد أضيف إليهم كارثة المناطقيين جنوبا .ضاق العيش باليمنيين ، لكن ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل . بالرغم من الضيق الذي يحاصر اليمنيين إلا أن أملهم يقاوم أنانية القتلة والفاسدين .
يعيش السلاليون والمناطقيون في الماضي ولا يستطيعون إدراك ما يجري من حولهم . لم تصل إليهم بعد ما يعانيه العالم من أزمة صحية تتطور كل يوم وتتجاوز الحدود وجعلت الخوف يسيطر على العالم الذي توحد من مشرقه إلى مغربه ومن شماله إلى جنوبه .
نحن قادمون على أزمة لا يمكن تقدير عواقبها على المجتمع ولا تقدير آثارها التي ستهدد الكثيرين لا سيما أولئك الذين هم أقل حصانة . لذلك نحن بحاجة إلى تعزيز الوحدة الجماعية للمجتمع في هذا الوقت بالذات لكي نستطيع مواجهة القادم بروح الوحدة .
لن ينحني التاريخ إلا لأولئك الوحدويون الرافضون لتمزيق الوطن ، وسيبصق في وجه القتلة والمجرمين الذين مزقوا الوطن والمجتمع . هؤلاء دمروا اليمن وعطلوا الحياة السياسية وعطلوا التنمية . والإمارات مشغولة بتصفية حساباتها مع قطر في اليمن .
أقول بكل وضوح إن الأيام القادمة ستجعل الجميع بمحنة تقيدهم في بيوتهم وتمنعهم من زيارة بعضهم البعض وسيموت المتقاتلون في جبهاتهم ولن يجدوا من يدفنهم . نحن أمام فرصة تاريخية لنستفيد من سلوك العالم الموحد أمام الخطر الذي يواجهه ونقف في وجه القتلة الذين أوصلوا الموت إلى كل بيت .
نحن اليوم أمام فرصة حقيقية تسمح لنا أن نقدر الحاضر ونتعلم من الماضي لنستعد للمستقبل . نحتاج لأن نتعمق أكثر من أي وقت مضى في قيم المحبة والتضامن والسلام الذاتي والمجتمعي ونتمسك بالمفهوم الحقيقي للمواطنة المتساوية التي علمتنا إياها ظروف الحرب المؤلمة التي فرضها القتلة علينا .
ليس صعبا أن نجعل مبدأ العدل يسود فيما بيننا ونحتفظ بكرامتنا وكرامة كل مواطن ويضمن مستلزمات العيش الكريم للجميع دون تمييز . نحتاج فقط لاستعادة الوحدة الوطنية الجامعة والضامنة لقوة المجتمع القادر على استعادة الدولة والتنمية والاستقرار . لقد علمتنا التجربة المريرة التي يمر بها الوطن الآن أن نجاتنا جميعا وسعادتنا تقتضي تجاوز المناطقية للقضاء على السلالية العنصرية .
تتجه أنظارنا في الوقت الراهن نحو البيضاء ، فندعو بكل تضرع وإخلاص للانتصار على عصابة الحوثي السلالية . لقد أوغلوا في انتهاك الكرامة ولطخوا الأعراض . ونحن جميعا ننتظر دورنا بالترتيب . ولو أننا توحدنا وتكلمنا بصوت واحد وضغطنا على الزناد في وقت واحد لسقطت هذه السلالة النتنة . الوحدة هي قوتنا والفرقة ستقتلنا واحدا بعد الآخر .
معركة البيضاء يجب أن توحد الجبهات وتوحد الجمهوريين . لابد أن يتطلع الجميع بأمل وقوة الروح المنبعثة من الإيمان بالنصر الذي يلوح في الأفق وأسبابه موجودة اليوم أكثر من أي وقت مضى .نحتاج للوحدة والاتحاد والعمل المشترك . هناك كوارث كثيرة ستحل باليمن وتحتاج إلى الوحدة الوطنية لكي نستطيع مواجهتها . علينا جميعا بمواجهة عصابة الحوثي التي غامرت بحياة الناس في سبيل تبعيتها لإيران . وعلى الانتقالي أن يتخلى عن مشروعه المناطقي ويكون بحجم اليمن الكبير ، وليس بحجم الإمارات .في ظل الحرب التي فرضتها عصابة الحوثي والانتقالي ينمو فيروس كورونا بهدوء وسيخلف كارثة لا يستطيع اليمن الممزق تحملها . والعالم مشغول بنفسه فلن يهتم لموتنا . فماذا ستعمل عصابة الحوثي والانتقالي أمام هذا الفيروس الذي عجزت الدول العظمى عن مواجهته ؟ وإلى متى سيظل اليمنيون يدفعون الثمن بسبب المشروع السلالي والمناطقي من عزلة بلدهم عن العالم ومن عيشهم في سبيل مشاريع قائمة على وهم الإمامة والانفصال ؟