المشهد اليمني
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:19 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
سعودية تتوج بلقب ملكة جمال دبي 2024 .. شاهد من تكون؟ أبوراس يحذر من تقسيم اليمن: مليشيات الحوثي ترسخ مسار التقسيم مشاهدة مباراة الاهلي وبرسبوليس رابط بث مباشر وبدون تقطع ابطال اسيا للنخبه بعد العثور على جثة طفل.. إب تشهد مسلسلًا من الوفيات الغامضة داخل السيارات! وساطة قوية لإنقاذ رقبة سمية العاضي من الإعدام أول تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك ضد الحوثيين بعد الهجوم بالصاروخ الباليستي على تل أبيب عاجل: مهمة الاتحاد الأوربي بالبحر الأحمر تعلن نجاح سحب السفينة اليونانية ”سونيون” دون أي تسرب نفطي عبر البث المباشر.. مشاهدة مباراة الأهلي السعودي أمام برسبوليس الإيراني بجودة HD بدون تقطيع اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة ! شاهد: السعودية تعلن العمل لبناء أول محطة لإنتاج الطاقة النووية في المملكة طارق صالح في عدن يلتقي عيدروس الزبيدي ووفد من المجلس الانتقالي.. والإعلان عن تحرك مشترك مهم بدون تقطيع .. بث مباشر لمشاهدة مباراة الغرافة القطري واستقلال طهران في دوري أبطال آسيا بجودة HD

مطلوب من الأمم المتحدة تأجير شركة دولية لإخراج متظاهرين يطالبون بمرتبات اليمنيين

د.عادل الشجاع
د.عادل الشجاع

هذا العنوان فكرة أحد المعلمين اليمنيين الذين انقطعت مرتباتهم منذ خمس سنوات تقريبا . قال في رسالة وجهها إلي : ماذا لو دفع المعلمون اليمنيون نصف الراتب الذي يمنح لهم كل ستة أشهر لاستئجار شركة مظاهرات دولية تخرج متظاهرين في شوارع كل من أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وبريطانيا وسويسرا والنمسا وبلجيكا للمطالبة بمرتبات الموظفين في اليمن .
ووجدتها فرصة أن أطالب الأمم المتحدة التي عقدت مؤتمر المانحين بالشراكة مع المملكة العربية السعودية وجمعت مساهمات إغاثية وإنسانية تجاوزت ١.٣ مليار دولار لتقوم بهذا الدور وتنفق جزءا من هذه المساعدات في تأجير هذه الشركة لحشد متظاهرين نيابة عن اليمنيين الذين قتلت في قاموسهم كلمة لا .
ولست بحاجة إلى تذكير الأمم المتحدة بأن الحوثي صار يتحدث باسم الشعب اليمني بعد أن اختطفه وأخرس لسانه وهيمن على مصيره وفرض عليه وجوده الشاذ وسلاحه غير القانوني في ظل صمت داخلي وخارجي . حتى الأحزاب السياسية التي كانت في السلطة استمرأت أن تعيش في غياب الدولة وخارج القانون .
فقد الناس مقومات حياتهم وسلبت منهم مواطنتهم وحولوا إلى أفراد في تجمعات قطيع تقودها عصابة أجازت لنفسها الاستيلاء باسم الولاية على ماكانت الدولة تعنيه من صفات . تاجرت بالشعب اليمني وابتزت المنظمات الدولية . أقامت العلاقة بينها وبين الشعب على أساس القمع تارة وغسيل العقول تارة أخرى .
لقد فقد اليمنيون الحياة الكريمة وطالت الظلمة عليهم وسط إعلام ملوث وأحزاب سياسية على رأسها قيادات تعاني من أمراض الشيخوخة تفكر فقط بمصالحها الخاصة . من يطلع على أوضاع اليمنيين يستغرب كيف استسلم هذا الشعب للفقر المدقع والكرامة المنزوعة ، وهو الشعب الذي لا يقبل الإهانة ولا الإذلال .
تؤكد دروس التاريخ أن صبر الشعوب على الفساد والقمع والفقر له حدود ، إلا في اليمن وفي زمن هذه العصابة استسلم اليمنيون لأحوالهم البائسة . غابت الأحزاب ومن بعدها الاتحادات والنقابات حتى أصبحت مكاتب لا حياة فيها .
وحدنا اليمنيون أبتلينا بهذا الوباء الفتاك ، الذي بتنا رهينة نقبع في شباكه . لقد انتفضت لبنان والعراق وخرج الناس في مظاهرات يواجهون الرصاص الحي ويتفاعلون مع قضايا الناس ، وهم يخضعون لنفس الجماعات التي تستند على إيران وعلى الحق الإلهي .
قال لي أحدهم لقد خرج اللبنانيون والعراقيون لأنه لا يوجد متحالفون مع حزب الله والحشد الشعبي كما هو مع الحوثي، يبررون له مصادرة الدولة ونهب الحقوق ومصادرة كرامة الناس . حاولت أن أبرر للمتحالفين مع الحوثي في صنعاء وأنهم تحت آلة الموت ، لكن تبريري عجز عن التبرير لمن هم في الخارج الذين يتماهون مع الحوثي ومع أساطيره وشعاراته القاتلة .
أي عاقل ذلك الذي يمكن أن يصدق أن بقاء التحالف مع الحوثي هو من أجل مصلحة اليمن والمؤتمر ؟ أي عقل ملوث يمكن أن يصدق أن ترك الحوثي يعبث بكل مقدسات الحياة ويمنع مرتبات الناس ويأخذ أموالهم بالقوة ويمنعهم من التعبير عن حقوقهم هو من أجل مصلحة اليمن والمؤتمر ؟
نخلص إلى القول إن بقاء التحالف مع الحوثي الذي يصدعون رؤوسنا به ليل نهار ، إنما هو صناعة المتحوثين بامتياز قام بحياكة خيوطها ونسجها الحوثي ونفذها المتحوثون بهدف نشر ثقافة الخوف وزرع الرعب . وما نشهده اليوم من استبداد ماهو إلا نتيجة حتمية لتخاذل هؤلاء الذين رضخوا لحرمانهم من إنسانيتهم وقبلوا بسلبهم شخصيتهم وامتهان كرامتهم ، ليصبحوا سدا منيعا أمام أي مواجهة يمكن أن تغير الواقع .
كيف يصدق عقل أن مصادرة مرتبات الناس كل هذه السنوات هو في صالحهم ؟ إن بقاء التحالف مع الحوثي يعني رعاية المشروع السلالي وقادته بوصفهم أصحاب أكبر عملية سطو سياسي عرفها التاريخ اليمني ومخترعي أكبر كذبة عرفها التاريخ البشري أنهم أولياء الله وأحبائه .
لكل ما سبق نريد من الأمم المتحدة ومن مؤتمر المانحين أن يستأجروا شركة دولية لتسيير مظاهرات في أمريكا ودول أوربا للمطالبة بمرتباتنا لأن قيادات المؤتمر الشعبي العام في صنعاء وامتدادها في الخارج تريد مؤتمريين بلا لسان . وهي من عطلت المظاهرات والإضرابات والاعتصامات والخروج إلى الشوارع للتفاعل مع قضايا الناس . لقد تحولت هذه القيادات إلى منوم أفقد الناس مناعتهم وكرامتهم .