المشهد اليمني
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:20 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
سعودية تتوج بلقب ملكة جمال دبي 2024 .. شاهد من تكون؟ أبوراس يحذر من تقسيم اليمن: مليشيات الحوثي ترسخ مسار التقسيم مشاهدة مباراة الاهلي وبرسبوليس رابط بث مباشر وبدون تقطع ابطال اسيا للنخبه بعد العثور على جثة طفل.. إب تشهد مسلسلًا من الوفيات الغامضة داخل السيارات! وساطة قوية لإنقاذ رقبة سمية العاضي من الإعدام أول تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك ضد الحوثيين بعد الهجوم بالصاروخ الباليستي على تل أبيب عاجل: مهمة الاتحاد الأوربي بالبحر الأحمر تعلن نجاح سحب السفينة اليونانية ”سونيون” دون أي تسرب نفطي عبر البث المباشر.. مشاهدة مباراة الأهلي السعودي أمام برسبوليس الإيراني بجودة HD بدون تقطيع اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة ! شاهد: السعودية تعلن العمل لبناء أول محطة لإنتاج الطاقة النووية في المملكة طارق صالح في عدن يلتقي عيدروس الزبيدي ووفد من المجلس الانتقالي.. والإعلان عن تحرك مشترك مهم بدون تقطيع .. بث مباشر لمشاهدة مباراة الغرافة القطري واستقلال طهران في دوري أبطال آسيا بجودة HD

التسطيح الإجتماعي لفكرة الحب وصناعة النجوميات الفارغة

محمد دبوان المياحي
محمد دبوان المياحي

أشعر أن ثمة شيء خطأ، في هذا الحدث، هذا الإحتفاء الجماهيري المتضخم إزاء حدث خطوبة عاديّ، يعكس درجة البؤس التي نعيشها، بأكثر مما يكشف حالة صحية في المجتمع.الحدث بذاته طبيعي، ما هو غير طبيعي هو تحويلها لقصة بطولة شعبية خالدة ونموذج خارق وملهم للأجيال.
صار بإمكان أي شاب وفتاة وثالثهما مصور وكاميرا، أن يرتبا موعد خطوبتهما، ويلتقطا مجموعة من الصور، ثم يتحولان لرمزية إجتماعية تملأ الدنيا صخبًا وضجيجًا أكثر مما هما عليه. بالطبع ما من شخص إلا ويستحق أن يحظى بالإحتفاء، لكن حين يتحول الأمر لقصة مركزية تشغل الرأي العام، يصبح سلوك أقرب لتعميم الزيف وصناعة النجوميات الفارغة.
هناك قصص كفاح حقيقية وعاطفية كثيرة في المجتمع وتتضمن معنى إجتماعي عميق وتستحق احتشاد شعبي يوازي قيمتها، لكنها ولأسباب تتعلق بعوائق الوصول للرأي العام، تظل مدفونة ودون أن تحظى بأي تضامن يقوي مواقفها ويبث القيمة البطولية المتضمنة فيها.
على العكس من هذا، تجد الرأي العام يتحرك بدوافع القمع؛ ليضفي_على قصة عادية_قيمة إجتماعية مبالغ فيها ومتجاوزة لما تتضمنه من معنى حقيقي وملهم. هذا النفخ الشعبي لأحداث عادية، يسهم في تسطيح القيمة الإجتماعية وتعميم حالة مظهرية كما لو أنها رمزية تنويرية مفارقة لزمنها ومجتمعها.
أكثر ما أحاذر منه هو تشويش القيمة الجوهرية لفكرة الحب، تحويله لمظاهر شكلية فارغة من المعنى، واستثمار حالة القيود المجتمعية كعامل مساعد؛ لصناعة حكاية أسطورية لمن يمتلكون مساحة حرية متجاوزة لغيرهم. هذا الأمر يخصم من رصيد النضال العاطفي الحقيقي داخل المجتمعات، لصالح القصص المفرغة من أي معنى وتحدي وبطولة.
آية خالد زميلتي وهي فتاة رائعة وحيوية ونشطة، أحترمها وأتمنى لها مستقبلًا عظيمًا وحياة أبدية سعيدة، وأتمنى ألا تتحسي من هذا الكلام، فحديثي هنا من زواية مفصولة تمامًا عن شخصيتها وخطيبها، الأمر له علاقة بهذا اللهاث الإجتماعي للتعامل مع حدث الخطوبة بشكل يعرّي عقدنا المجتمعية، وهو احتفاء لا يترك نتيجة إيجابية بقدر ما يخلف تسطيحًا إجتماعيًّا لفكرة الحب ويعمق المظاهر كعناوين ترمز لقصة استثنائية مفارقة للجميع، فيما هي ليست كذلك.
تهانينا للزميلة الرائعة آية خالد والشاب رمزي.