المشهد اليمني
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:17 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
سعودية تتوج بلقب ملكة جمال دبي 2024 .. شاهد من تكون؟ أبوراس يحذر من تقسيم اليمن: مليشيات الحوثي ترسخ مسار التقسيم مشاهدة مباراة الاهلي وبرسبوليس رابط بث مباشر وبدون تقطع ابطال اسيا للنخبه بعد العثور على جثة طفل.. إب تشهد مسلسلًا من الوفيات الغامضة داخل السيارات! وساطة قوية لإنقاذ رقبة سمية العاضي من الإعدام أول تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك ضد الحوثيين بعد الهجوم بالصاروخ الباليستي على تل أبيب عاجل: مهمة الاتحاد الأوربي بالبحر الأحمر تعلن نجاح سحب السفينة اليونانية ”سونيون” دون أي تسرب نفطي عبر البث المباشر.. مشاهدة مباراة الأهلي السعودي أمام برسبوليس الإيراني بجودة HD بدون تقطيع اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة ! شاهد: السعودية تعلن العمل لبناء أول محطة لإنتاج الطاقة النووية في المملكة طارق صالح في عدن يلتقي عيدروس الزبيدي ووفد من المجلس الانتقالي.. والإعلان عن تحرك مشترك مهم بدون تقطيع .. بث مباشر لمشاهدة مباراة الغرافة القطري واستقلال طهران في دوري أبطال آسيا بجودة HD

وصلت رسالة جيشنا الوطني

د.عادل الشجاع
د.عادل الشجاع

منذ سبعة أشهر والجيش الوطني لا يستلم مرتباته ، وكأن جهة ما تريد من هذا الجيش أن يغادر الثغور لكي تتسلل منها العصابات الإرهابية والمليشيات المناطقية ، لكن هؤلاء الأبطال يقولون بصوت واحد : سلاحنا هو الإيمان بالله الواحد ، وولاؤنا لليمن الواحد ، عقيدتنا هي أن لا وطن من دون جيش ولا جيش من دون تضحية . لذلك لن تثني المرتبات من عزيمتنا بالرغم من أهميتها لأبنائنا ، ومع ذلك سنحمي الوطن بصدورنا العامرة بالبسالة وندافع عن الوطن بدمائنا الزكية .
ونحن بدورنا نحي جيشنا المرابط في عز حر الصيف بعيدا عن الأهل والأحباب وبدون مرتبات وهم صامدون يحرسون الثغور ويمنعون أن تمتد يد الغدر لليمن . فهم ركن هذا الوطن وهم أصحابه والمحافظين عليه وحماة أبنائه . إذا كان من واجب كل مواطن يمني أن يكون بمثابة جندي يحمي الوطن بغيرته وولائه ، فماذا عسانا نقول عن الجيش مؤسسة وأفرادا ؟ هذه المؤسسة التي نذرت نفسها لمواجهة الأخطار التي تداهم جغرافية الوطن تقدم جنودها شهداء على مذبح الدفاع عن كل شبر من أراضيه وعن كل ما يهدد كيانه .
من خلال هؤلاء الأبطال الذين تساموا على جراحاتهم تعود بنا الذاكرة إلى حقبة مفصلية من تأريخ اليمن ، حين وقف اليمنيون وجيشهم صفا واحدا في مواجهة الإمامة والاستعمار وصنعوا سبتمبر وأكتوبر رافضين الذل والهوان ، مطالبين بتحقيق سيادتهم الوطنية بمنأى عن سياسة المحاور ومصالح الدول ، فقدموا التضحيات الجسام في ساحات الحرية والكرامة ، حتى أشرق فجر الاستقلال ، ومعه أطلت بشائر اليمن الحديث في العالم ، وطنا يحتل موقعه الريادي بين سائر الأوطان ، ويعلن نفسه موئلا للأحرار وواحة للتنوع الفكري والتعدد السياسي .
وإذا كان سبتمبر وأكتوبر يشهدان على بطولة اليمنيين وعظمة تضحياتهم في سبيل تحقيق الاستقلال ، فإن التاريخ الحديث يشهد أيضا على تفانيهم في حماية هذا الاستقلال ، من خلال مقاومتهم العنيدة لعصابة الحوثي الإرهابية التي أرادت أن تعيد التاريخ إلى الوراء وتستعيد زمن السادة والعبيد . لقد قدم الجيش ومعه المقاومة الشعبية الغالي والنفيس على مذبح السيادة والكرامة الوطنية في التصدي لإرهاب الحوثي ولكل العابثين بأمن الوطن واستقراره .
إن الدفاع عن الاستقلال هو أمانة في أعناق الجميع وهو مسؤولية كل مواطن وكل جندي مرابط عند حدود الوطن الداخلية والخارجية . إنها مسؤولية القبائل الأبية ومسؤولية الفلاح في حقله والمعلم في مدرسته . وكذلك مسؤولية النخب السياسية والفكرية المتطلعة إلى إبراز وجه اليمن الحضاري الذي غرس بذرته الأولى تنظيم الثوار الأحرار في وجه عبودية الإمامة والاستعمار .
ولا أنسى هنا أن أحي مارب ، حيث كل شيء ينضح بعبق الشموخ ، حيث الأرض والصحراء ، تحية إكبار لأبناء مارب ولكل شرفاء اليمن الذين نذروا حياتهم للحرية ولتراب وطنهم الشامخ ليكسروا غطرسة أدعياء السيادة ولا سيادة إلا للشعب اليمني الذي علم العالم معنى الأبجدية وكيف تكون الحرية . مثلما أطلت الحضارة من مارب ، فمنها أيضا سيطل النصر ، وستكسر شوكة الكهنوت كما كسرت في ستينيات القرن الماضي .
إن سبتمبر وأكتوبر لم يأتيا من دون ثمن باهظ ، ثمن دفعته الأجيال تلو الأجيال في مواجهة الإمامة الكهنوتية والاستعمار البغيض . تظل المؤسسة العسكرية ومعها المقاومة الحرة هي العزة والشرف اليمني ، لا عزة لليمن ولا كرامة إلا بمؤسسة الجيش والأمن فهما قوة اليمن وكرامته .