المشهد اليمني
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:21 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
سعودية تتوج بلقب ملكة جمال دبي 2024 .. شاهد من تكون؟ أبوراس يحذر من تقسيم اليمن: مليشيات الحوثي ترسخ مسار التقسيم مشاهدة مباراة الاهلي وبرسبوليس رابط بث مباشر وبدون تقطع ابطال اسيا للنخبه بعد العثور على جثة طفل.. إب تشهد مسلسلًا من الوفيات الغامضة داخل السيارات! وساطة قوية لإنقاذ رقبة سمية العاضي من الإعدام أول تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك ضد الحوثيين بعد الهجوم بالصاروخ الباليستي على تل أبيب عاجل: مهمة الاتحاد الأوربي بالبحر الأحمر تعلن نجاح سحب السفينة اليونانية ”سونيون” دون أي تسرب نفطي عبر البث المباشر.. مشاهدة مباراة الأهلي السعودي أمام برسبوليس الإيراني بجودة HD بدون تقطيع اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة ! شاهد: السعودية تعلن العمل لبناء أول محطة لإنتاج الطاقة النووية في المملكة طارق صالح في عدن يلتقي عيدروس الزبيدي ووفد من المجلس الانتقالي.. والإعلان عن تحرك مشترك مهم بدون تقطيع .. بث مباشر لمشاهدة مباراة الغرافة القطري واستقلال طهران في دوري أبطال آسيا بجودة HD

هل وصل ”البركاني” إلى نقطة اللا عودة مع الجميع ؟

د.عادل الشجاع
د.عادل الشجاع

في ظل الوضع المحتدم في اليمن عموما وتعز خصوصا ينتظر المجتمع اليمني موقفا من البرلمان ورئيسه يضع حدا لمعاناة اليمن واليمنيين ، لكن على ما يبدو أن رئيس البرلمان يواصل ممارسات هواياته النقيضة دوما لتطلعات الناس وهمومهم ، وفي ظل الأوضاع المأساوية التي تعيشها محافظة تعز والتي أضحت تعاني من أزمات المياه والكهرباء والصحة ، بالإضافة إلى أوضاع الحرب التي مزقت النسيج الاجتماعي وتعمل على تمزيقه بشكل يومي ، استصرخ أبناء المحافظة رئيس مجلس النواب لتقوم هذه المؤسسة بدورها ، إذا به وبدلا من دعوة المجلس للاجتماع لإيجاد حل للأزمة يدعو إلى تشكيل مجلس قبلي لتعز ليضيف مزيدا من النعرات المناطقية ومزيدا من تفتيت المجتمع .
مما لا شك فيه أن رئيس البرلمان فقد عقله ، بدعمه للخطاب المثير للانقسام والمحرض على التوتر ، فقد وصل الرجل إلى مستويات خطيرة ، وخاصة بعد توليه رئاسة البرلمان ، فقد كان شخصا مختلفا وودودا ، لكنه بعد أن تولى رئاسة البرلمان فقد شيئا كان يمتلكه في السابق ، وبدلا من غرس الوحدة المجتمعية ، بدأ يساهم في حرب أهلية ، يجب أن يكون الجميع على حذر من ذلك .
قال لي أحد أبناء تعز وهو يتحسر ألما ، يبدو أن رئيس البرلمان يريد أن يرقص على أجسادنا ، خاصة وأن الرجل يجيد مهنة الرقص السياسي على كل الطاولات فمن الصعب أن تمسك عليه ولاءا كاملا لأحد ، حتى للبرلمان الذي يترأسه ، فولاؤه الكامل لنفسه فقط ، يرفع شعار " أنا أولا وأخيرا " ، وتحت هذا الشعار الشخصي يتراقص يمينا ويسارا ، فقد شاهدناها كثيرا وهو يقبل الرؤوس والأيدي ويدبج الخطب بأجمل الأوصاف ، لكننا لم نر منه موقفا واحدا يعزز دور مجلس النواب ودور أعضائه الذين حولهم إلى بطالة مقنعة في زمن الحرب .
أما أحد أعضاء مجلس النواب فقد قال : نحن نبتلع المرارة كل يوم ، ورئيس المجلس لا يهمه البيت اليمني قدر اهتمامه بأن يبقى هو على رأس هذا البيت حتى وإن تهدم البيت على من بداخله ، فنحن سلطة تشريعية نمثل الإرادة الشعبية ودورنا اليوم هو الدور الحاسم ، لكن رئيس المجلس عطل هذا الدور وأفرغ المجلس من محتواه ، وأردف قائلا بعد زفرة هواء كبيرة ، إن رئيس المجلس بهذه التصرفات أضحى شخصا غير مقبولا لا على مستوى السلطة ولا الحزب ولا حتى على مستوى البرلمان الذي ينتمي إليه ، فجميع الأعضاء على قناعة بعدم استمراره على رأس أهم سلطة وهي السلطة التشريعية .
وفي اعتقادي أن رئيس البرلمان شعر أن رئاسة البرلمان أوسع منه وحتى من طموحه ، لذلك فقد قدرته على القيادة وعلى الحصافة وانفض الناس من حوله واحدا بعد الآخر ، حتى أبناء منطقته الحجرية الذي أضحى عاملا من عوامل تمزيقها ، بدلا من أن يكون عاملا موحدا لأبنائها وحاثا لهم على عدم الانزلاق نحو العنف والتعاون مع المحافظ وكل الشخصيات الاعتبارية في المنطقة ، ليضع الجميع في مرمى نيرانه .
قال أحدهم لقد صمت البركاني في الوقت الذي كان من المفترض أن يتكلم ويبادر لفتح تحقيق حول عدن وسقطرى والإخفاقات التي حدثت في نهم والجوف وتبدل الحال في الجبهات الأخرى والتحول من الهجوم إلى الدفاع ، ليثبت أن الأسطوانة التي يرددها ليست إلا شعارات للاستهلاك ، لقد فضحته السلطة في الشهر الأول تقريبا ، حيث اعتقد أنه قادر على إدارة المملكة العربية السعودية والإمارات والشرعية والمؤتمر في وقت واحد وأنه سيكون همزة الوصل بين الجميع .
كان يعتقد أنه أذكى من الجميع ، فكانت عثرته كبيرة ومكلفة ، خاصة أمام أبناء منطقته الذين أوصلوه إلى البرلمان مرات عديدة ونصبوه شيخا عليهم وحكموه في كل ما يختلفون فيه ، لكنه بدلا من حمايتهم بشرعيته ، أراد أن يقسمهم لكي يكونوا أداة قابلة للعنف والاحتراب وأداة ليضرب بها خصومه ، ولم يدرك أنه عجل بذلك إنهاء مسيرته السياسية التي ستسقط مع أول انتخابات تجديد لرئاسة المجلس .
*(المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه، ولايعبر عن سياسة الموقع).